كما أن قطاع الإهتمام بالدول الخليفة والتعاون مع استخبارالها جرت تقوينه في التنظيم الجديد للجنرال غيبو، حيث كان على المؤسسة أن تعود إلى الهدف الإستخباري الأول في مفهوم العسكريين وهو جمع المعلومات الدفاعية ذات العلاقة المباشرة بالأوضاع العسكرية والاستراتيجية لدى الخصم، بالإضافة إلى المعلومات عن القدرات الإقتصادية ذات التأثير المباشر على الدفاع.

قبل التنظيم الجديد كانت المديرية تزود وزارات الدولة بالمعلومات السياسية ذات العلاقة بتطور الأنظمة الحاكمة في الدول الشيوعية وفي الدول العربية والأفريقية. في التنظيم الجديد نشأ الإتجاه نحو ترك هذه المعلومات التقارير البعثات الدبلوماسية، مع العلم أن نوعية التقارير الدبلوماسية قد تكون أقل شأنا من نوعية تقارير الخلايا الرسمية للمديرية في الخارج، وبصفة خاصة في الدول الأفريقية حيث المعلومات الاستخبارية السياسية والاقتصادية أهم بكثير من المعلومات العسكرية في التنظيم الجديد كذلك أعيد النظر في عدد وفير من التدابير القديمة، كتغيير المسؤولين المرابطين في الخلايا المركزة في الدول الخارجية ومنذ زمن بعيد. في هذا المجال ذکر مثلا، أن العميل المرابط في نيويورك كان قد انقضى عليه في تلك الأثناء أكثر من عشر سنوات وان العميل المرابط في المغرب كان قد انقضى عليه هناك اكثر من خمس عشرة سنة. هذا الإتجاه تغير لأن الخطة الجديدة قضت بالتبديل السريع نسبية للعملاء في الخارج والإكثار من توجيههم نحو التخصص بالمناطق أو القارات حسبما تقتضي الحاجة. ثم انتشرت الفوضي بشكل كبير في المديرية بحيث أدى ذلك إلى استغلال الأفراد هذا الوضع المتقلقل لفتح دكاكين على حسابهم كانت سببا هاما في الفضائح الشهيرة التي حدثت في فرنسا؛ إما بتدبير من بعض رجال الإستخبارات وإما بمشاركتهم وإما بتحريض منهم. وكان أشهر هذه الفضائح: فضيحة الجنرالات؛ و فضيحة السوق السوداء للقرش الفيتنامي، وفضيحة التهريبات.