المنشورات

فراونکنشت، ألفرد:

مهرب خطط ورسوم طائرة الميراج إلى اسرائيل: كان الفرد فراونکنشت كبير المهندسين السويسريين في شعبة الطائرات المقاتلة بشركة "الاخوان زولتسر". وقد أنيطت به مهمة الإشراف على انشاء طائرات ميراج في سويسرا: وكانت الحكومة السويسرية قد اشترت الطائرات من شركة اسلحة (داسو) الفرنسية ومنحت تعهدات العمل تلك الى الاخوان زولتسر أوف فنترتور.
وكان فراونکنشت مراقب المشروع يقابل بين الفينة والأخرى بعض الإسرائيليين اذا ذهب إلى باريس للتباحث مع مهندسي - داسو. وقامت بينه وبين بعض الإسرائيليين علاقات ودية؛ وكثيرا ما تباحث معهم في مشكلاتهم السياسية والعسكرية. وكان قد تأثر كثيرة القرار الجنرال الفرنسي شارل ديغول الذي يقضي بفرض خطر تصدير الاسلحة الهجومية لإسرائيل. كما كان متأثرة بشكل كبير من عمليات الاضطهاد والتعذيب التي تعرض لها اليهود على يد النازية في معسكرات "داخاو" و "أوشفتس". وقرر بأي شكل من الاشكال تقديم
خدمة لا يستهان بها لإسرائيل. وعلى هذا الأساس واستنادا لتعاطفه مع اسرائيل، رأى جهاز المخابرات الإسرائيلية السري (الموساد) في تجنيده إلى جانبهم امر يستحق الإهتمام، واتصلوا به يسألونه ان كان في وسعه جلب قطع الغيار التي يحتاجوفا اليهم من فرنسا. وقال أحد الاسرائيليين:" إنما تعادل وزنها ذهب؟ وأبدي فرانکنشت تعاطفه قائلا: سأفعل كل ما بوسعي القيام به، ولكن هذا العمل أكبر من طاقتي، وسأعرضه على رؤسائي، وعليكم أنتم إجراء اتصال مع الحكومة السويسرية. بعدها قام اثنان من رجال الموساد العاملين في اوروبا بزيارة فرار نکنشت في بداية نيسان 1998، وقد قابله هذان الرجلان وهما الكولونيل تسفي آلون والكولونيل نحميا كاين في إحدى غرف فندق الامباسا دور في زيوريخ، وعرفا نفسيهما اليه باسمين مختلفين، وعرضا عليه قضيتهما مرة أخرى، حيث ابدى فراونکنشت تعاطفه كالسابق.
بعد فترة، اتصل فرار نکنشت هاتفية بالسفارة الإسرائيلية باريس للتحدث مع الكولونيل تسفي آلون، وعندما وصلته عاملة الهاتف بمترل آلون قال له باختصار والحاح: أنا الفرد فراونکنشت، أريد مقابلتك باسرع ما يمكن وشكرا. وانقطع الاتصال. في تلك الليلة عجت السفارة الإسرائيلية بأزيز الإتصالات الهاتفية. وفي غضون ساعات كان تسفي آلون في طريقه إلى مطار اوروبي للحاق باحدى الطائرات المتجهة إلى زيوريخ، ومن روما طار نحميا کاين لمقابلته، كما نقلت رسائل بالشيفرة إلى قيادة الموساد تخبرها عن مكالمة فرار نکنشت الهاتفية. وعندما التقيا به، دهش الإسرائيليان عندما مضى بهما فراونکنشت إلى حي فيدر دورف، وهو حي صغير للبغايا في مدينة زيوريخ، بينما كان فرار نکنشت يعي تمام الوعي ما كان يقوم به. وهناك أبلغهم بمخططه السرقة تصاميم طائرة الميراج وقريبها إلى اسرائيل لتقوم بصنعها بنفسها، بعد ان اوضح ان هذه المخططات قديمة والمفروض انها ستحرق في المحرقة الرسمية وأوضح أنه سيسلمهم المخططات بدل احراقها، حيث سيشتري بدلا عنها وثائق قديمة من احدى الدوائر الحكومية ويقوم بحرقها بدل المخططات. وقد نجح ألفرد فراونکنشت بخطته نجاحا بالغة بعد مساعدة ابن عمه، واحد اصدقاء الكولونيل نحميا کاين، ويسمى هانس شتريكر. وقد وصلت أول شحنة من شحنات فراونکنشت إلى اسرائيل في 5 تشرين اول 1998. واحتاج فراونکنشت الى حوالي 12 شهرة لإتمام العملية التي كانت آخر شحناها في أواخر ايلول 1999 بعد أن اكتشف امر شتريکر واعتقل الفرد فراونکنشت وبقي في السجن 18 شهرا كاملا بدون آن يوجه اليه الإمام أو يقدم إلى المحاكمة، وعومل خلالها باللين.
وفي 23 نيسان 1971 أدين بجريمة التجسس الصناعي وفضح الأسرار العسكرية السويسرية وحكمته المحكمة بأربع سنوات ونصف السنة من الأشغال الشاقة. اطلق سراحه عام 1975 حيث دعي مع زوجته الى اسرائيل لمشاهدة تدشين الطائرة التي انجبتها صناعة الطيران الإسرائيلي: الكفير او الشبل ابن الأسد، حيث بذل جهودا جبارة في تقريب خططها من سويسرا إلى اسرائيل.











مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید