المنشورات

فلور، البريطانية:

كانت حسناء جميلة، جذابة وجريئة وقد استخدمتها المخابرات البريطانية نظرا لجمالها في اصطياد المطلوبين. وكانت تتقن عدة لغات، وتكلف بالمهام الصعبة، وكانت تدعى إلى الحفلات الاجتماعية بترتيب من المخابرات البريطانية. وتصاحب علية القوم لتحصل على ادق الاخبار. وان احد كبار المسؤولين الفرنسيين وقع في حبها، وعرض عليها الزواج، تاركا اولاده وبيته، ولكنها صدته بأدب قائلة انا لا تريد منه هذه التضحية، وستبقى له صديقة مخلصة (بالطبع للحصول على المزيد من الأسرار التي كان يحدثها بما في ساعات صفائهما .. ).
وان احد رؤساء الوزارات الايطالية ايضا وقع في حبائلها، وأصبح لا يفارقها. وفي عام 1945 علمت المخابرات البريطانية أن أحد كبار الجواسيس الألمان يقيم في سويسرا (تحت اسم الأستاذ اهر دات) فارسلوها اليه لتكتشف حقيقته وتساعد على اعتقاله.
كان يقطن في غرفة خاصة استأجرها في فندق، وكان لا يسمح الأحد بدخول غرفته بحجة خوفه من ان احد يعبث في مجموعة الآثار
التي جمعها. واذا اراد الخادم تنظيف الغرفة فليكن ذلك بحضوره. والحقيقة أنه لم يكن في الغرفة آثار قديمة بل كانت هناك ادوات التجسس (جهاز لاسلكي، ولوائح باسماء عملاء المانيا في سويسرا الذين يتصل بهم ويتعاون معهم. هذا بالذات ما رغبت المخابرات البريطانية به).
توجهت فلور بأمر من المخابرات البريطانية إلى مدينة زوريخ في سويسرا، ونزلت في الفندق نفسه (هيرشن) الذي يتزل فيه اهر دات. وبدأت تحاول لفت نظره حتى وقع في حبها كما كان مرتبة. وبعد ايام دعاها إلى غرفته لتناول كأس من الويسكي .. وفعلا لبت فلور دعوته بسرور زائد، وأخذا يتبادلان الشراب حتى تأكد لها انه اصبح تحت سيطرها، طلبت منه ان يذهب الى غرفتها في الطابق الأول، ويحضر لها ألبوم الصور من خزانتها لتطلعه عليها. وحالا توجه الى غرفتها.
وبعد خروجه قفزت إلى أوراقه وحاولت وضعها في حقيبتها. وفي هذه اللحظة دخل سكرتيره الذي كان يشك بتصرفاتها مع استاذه، ويراقبها من ثقب الباب لدى خروج الاستاذ وقيدها، حضر الاستاذ ليفاجأ بذلك الأمر، وصحي من سكرته وأقسم على تسليمها للسلطات ولكنها كانت من الذكاء والتدريب بحيث تمكنت من الافلات سابقة من العديد من مثل هذه المأزق؛ فوعدته باعطائه أسماء الجواسيس البريطانيين في المانيا واماكن وجودهم مقابل ان يطلق سراحها.
ورضي بذلك واخذ يكتب ما تمليه عليه من اسماء على تقريره الخاطيء الذي ليست فيه سوى اسماء وهمية لا قيمة لها. واذا فشلت فلور في مهمة فإنها نجحت في العديد من المهمات.
و كانت تنتقل من برلين إلى ميونيخ، الي هامبورغ وهي تحمل جواز سفر هولندي، وطلبت منها المخابرات البريطانية الحصول على الشيفرة الالمانية البحرية، وعملت جهدها حتى اوقعت احد ضباط البحرية الألمان في غرامها. وحصلت منه على الشيفرة التي تتخابر بها المدمرات الالمانية في البحر. وقد ساعدت الشيفرة على معرفة استعداد الألمان في معركة (جوتلند) البحرية المشهورة.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید