المنشورات

نوجوکس، ألفريد هلمنت:

ضابط الجستابو الذي أشعل شرارة الحرب العالمية الثانية. هو أحد ضباط المخابرات الألمانية (الجستابو) وأحد الأعوان المقربين من (رينهارت هايدريش) رئيس جهاز الأمن السري في فرق ال-  SS-  أي الفرق النازية الخاصة، حيث بدأت مهمته في ه آب 1939 حين استدعي الى المقر الرئيسي للمخابرات الألمانية في برلين وكلفه رئيسه بالمهمة التي اطلق عليها اسم "الأطعمة المحفوظة". ولم ينس أن يؤكد له أن هتلر نفسه قرر هذه العملية. كانت العملية تقضي بأن يقوم نوجوكس هجوم مفتعل على محطة اذاعة غليوتيز) الألمانية الغربية من الحدود البولونية بصورة يكفل معها حصول القيادة الألمانية على البرهان الكافي على أن هذا الهجوم حدث بفعل من القوات البولونية.
واختتم هايدريش حديثه إلى نوجوکس بالتعليمات التالية: ستذهب المقابلة (هاينريخ مولر) رئيس الجستابو الذي سيسلمك سجينا وثيابا عسكرية بولونية وسيكون هذا السجين ضحية "الاعتداء" الذي ستتر که القوة المهاجمة صريعا خلفها لدى انسحابها. ثم ادخل على العملية بعض التعديلات وأصبحت تقضي بتدبير عدد من حوادث الحدود، وإنه أحضر بالتالي عشرة من السجناء العاديين المحكوم عليهم بجرائم مختلفة وسيقوم أحد الأطباء التابعين للمخابرات بحقنهم بمادة مخدرة، ثم تستبدل ثيابهم بثياب عسكرية بولونية، وتوضع في أيديهم أسلحة بولونية تمهيدا لاطلاق النار عليهم في منطقة الحدود حيث ستترك (جثهم) کشواهد على العدوان البولوني (المزعوم) حتى ينهال الصحافيون على المنطقة الحدودية في الأيام التالية لتغطية
الأحداث.
وعاد نوجو كس الى (غليوتيز) ونفذ القسم الأول من مهمة الحدود وأطلقت النار على السجناء الجنود البولونيين) وحضر الصحافيون، وتوترت الأحوال على الحدود حتى ظهر 31 آب إستلم نو جو کس البرقية التالية: (اتصل بمولر لأجل الأطعمة المحفوظة). وقد اتصل بمولر فعلا وأعلمه أنه مستعد للتنفيذ ثم توجه إلى غابة (رايتبور) الملاصقة للحدود حيث ارتدى الألبسة العسكرية البولونية هو ورجاله. وفي الساعة السابعة والنصف اقتحم نوجوکس محطة الإذاعة التي لم يكن فيها سوى فنيين يشرفون على الأجهزة الفنية وأطلق الرصاصات الأولى فاستسلم الفنيون فورة ثم توجه إلى ميكروفون الاذاعة وأمر احد الفنيين بدء الإرسال: ثم ألقى خطاب جامحا هاجم فيه ألمانيا وكال لها الشتائم والتهديدات والاهانات الجارحة (كان الخطاب معدة سلفا في ادارة المخابرات الألمانية) وأطلق بعد ذلك مع رجاله عدة طلقات على البناء ثم اختفوا وقد دام هذا الهجوم مع اذاعة الخطاب دقائق معدودة. وأمام درجات المدخل وضعت جثة السجين وهو يرتدي الملابس العسكرية البولونية امعانا في التضليل.
وقدر لتلك الرصاصات التي اطلقت في هذه المهمة من قبل ضابط المخابرات الألمانية نوجوکس ان تكون ابتداء الحرب العالمية الثانية، التي امتدت كالنار في الهشيم.
واستمرت هذه الحرب التي انتهت بانتصار الحلفاء ودخلوا ألمانيا منتصرين وانتهى هتلر منتحرة أو مقتولا. وتبقى الخلاصة أن المخابرات هي التي أشعلت هذه الحرب" بشخص ألفريد نوجوکس.










مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید