المنشورات

المعاظلة والتثبيج

العظال في القوافي: التضمين، حكاه الخليل بن أحمد، وزعم قدامة أن المعاظلة سوء الاستعارة، وهو عندهم مشتق من التداخل والتراكب، ومنه تعاظلت الجراد والكلاب وأنشد قدامة بيت أوس بن حجر:
وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولبا جدعا
لأنه قد أساء الاستعارة عنده؛ لجعله الطفل تولبا، وهو ولد الحمار.
وأما التثبيج فهو طول الكلام واضطرابه، ولا يقال " كلام مثبج حتى يكون هكذا، ويقال: رجل مثبج الخلق، إذا كان طويلاً في اضطراب، والتثبيج عند الصولي في الخط ألا يكون بيناً، وكذلك هو الكلام.
وزعم قوم أن المعاظلة تداخل الحروف وتراكبها، كما عيب على كعب بن زهير قوله:
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول
وعاب ابن العميد حبيباً لقوله:
كريم متى أمدحه أمدحه والورى ... معي، ومتى ما لمته لمته وحدي
بالتكرير في أمدحه أمدحه مع الجمع بين الحاء والهاء في كلمة، وهما معاً من حروف الحلق، وقال: هو خارج عن حد الاعتدال، نافر كل النفار، حكى ذلك عنه الصاحب بن عباد.
وزعم آخرون أنها تركيب الشيء في غير موضعه، كقول الكميت بن زيد:
وقد رأينا بها حوراً منعمة ... بيضاً تكمل فيها الدل والشنب
وهذا البيت مما عابه عليه نصيب.
ومثله عندي قول أبي الطيب:
يحل المسك عن غدائرها الري ... ح ويفتر عن شنيب برود









مصادر و المراجع :

١- العمدة في محاسن الشعر وآدابه

المؤلف: أبو على الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي (المتوفى: 463 هـ)

المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد

الناشر: دار الجيل

الطبعة: الخامسة، 1401 هـ - 1981 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید