المنشورات

الشطور وبقية الزحاف

القول في الشطور على أحد وجهين: إما أن يراد بالشطر نصف البيت، وإما أن يراد به القصد، وذلك أنهم إذا ذكروا الشطور فربما أنشدوا أبياتاً كاملة، وليست أقسمة؛ فيكون هذا من قوله تعالى: " فول وجهك شطر المسجد الحرام " وكذلك القسيم أيضاً: يجوز أن يكون نصف البيت، ويجوز أن يكون بمعنى الحظ من الوزن؛ لأن الحظ يقال له قسيم وقسم.
قال جرير:
أتاركة أكل الخزيز مجاشع ... وقد خس إلا في الخزيز قسيمها
يريد حظها. وقالت ابنة المنذر بن ماء السماء:
بعين أباغ قاسمنا المنايا ... فكان قسيمها خير القسيم
وهذا حين أبدأ بذكر الشطور على مذهب الجوهري لقلة حشوه.
الطويل: مثمن قديم، مسدس محدث، أجزاؤه " فعولن مفاعيلن " ثماني مرات وزحافه: القبض، الثلم، والثرم، الكف، الحذف. ومسدسه أن يحذف منه مفاعيلن الآخرة من كل قسم.
المديد: مثمن محدث، مسدس قديم، مربع قديم،، أجزاؤه " فاعلاتن فاعلن " ثماني مرات وعلى ذلم أتى محدثه، وبيت مربعه السالم:
بؤس للحرب التي ... غادرت قومي سدى
قال: وهذا شعر قديم، إلا أن الخليل لم يذكره. زحافه: الخبن، الكف، الشكل، القصر، الحذف، الصلم.
البسيط: مثمن قديم، مسدس قديم، مربع محدث، أجزاؤه " مستفعلن فاعلن " ثماني مرات ومسدسه " مستفعلن فاعلن مستفعلن " مكررة، قال:
وله مسدس آخر يسميه الخليل السريع، وقد نقص منه " فاعلن " الأولى والثالثة وبيته المربع المحدث:
دار عفاها القدم ... بين البلى والعدم
زحافه: الخبن، الطي، الخبل، القطع، الإذالة، التخليع. ومعنى التخليع: قطع " مستفعلن " في العروض والضرب جميعاً.
الوافر: مسدس قديم، مربع قديم، أجزاؤه " مفاعلتن " ست مرات، ولم يجئ عن العرب في مسدسه بيت صحيح. زحافه: العصب، القطف، النقص، العقل، العضب، القصم، العقص، الجمم.
الكامل: مسدس قديم، مربع قديم، أجزاؤه متفاعلن " ست مرات، زحافه: الإضمار، الوقص، الخزل، القطع، الخرم، الترفيل، الإذالة.
الهزج: مسدس محدث، مربع قديم، أجزاؤه مفاعيلن " أربع مرات، بيته المسدس المحدث:
ألا هل هاجك الأظعان إذ بانوا ... وإذ صاحت بشط البين غربان
زحافه: الخزم، الكف، القبض، الحزب، الشتر، الحذف.
الرجز: مسدس، مربع، مثلث، مثنى، كله قديم، موحد محدث، أجزاؤه " مستفعلن " ست مرات، زحافه: الخبن، الطي، الخبل، القطع، الفرق، الوقف؛ ومعنى قوله الفرق: أن يفرق الوتد المجموع في حشو مسدسه فيعود مستفعلن مستفعنل بتقديم النون فيكون وزنه مفعولات.
قال: وهو الذي يسميه الخليل المنسرح، ولم يجئ ضربه إلا مطوياً، وفي صدر مربعه، قال: وهو الذي يسميه الخليل المقتضب، وفي ضرب مثناه ومثلثه إلا أنه ساكن اللام؛ لأن آخر البيت لا يكون إلا متحركاً، وذلك هو الوقف.
الرمل: مسدس قديم، مربع قديم، أجزاؤه " فاعلاتن " ست مرات، زحافه: الخبن، الكف، الشكل، الحذف، القصر، الإسباغ.
الخفيف: مسدس قديم، مربع قديم، أجزاؤه " فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن " مكرر، ومربعه " فاعلاتن مستفعلن " قال: وقد ركب منه مربع آخر، وهو الذي يسميه الخليل مجتثاً، وقد نقص منه " فاعلاتن " الأولى والرابعة. وزحافه: الخبن، الكف، الشكل، الحذف، القطع، التشعيث، الإسباغ، الطي.
المضارع: مربع قديم لا غير، أجزاؤه " مفاعلن فاعلاتن " مكرر، ولم يجئ عن العرب فيه بيت صحيح. زحافه: القبض، الكف، الحذف، الشتر، الخبن.
المتقارب: مثمن قديم، مسدس مربع محدث، أجزاؤه " فعولن " ثماني مرات. زحافه: القبض، الثلم، الثرم، القصر، الحذف، البتر، وبيت مربعه المحدث:
وقفنا هنيه ... بأطلال ميه
المتدارك: مثمن قديم، مسدس محدث، أجزاؤه " فاعلن " ثماني مرات، وبيته السالم من مثمنه:
لم يدع من مضى للذي قد غبر ... فضل علم سوى أخذه بالأثر
وشعر عمرو الجني مخبون. زحافه: الخبن، القطع، الإذالة، الترفيل..
وهذا شرح الألقاب عن أبي زهرة النحوي وغيره. كل ما حذف ثانيه الساكن فهو مخبون، وكل ما حذف رابعه الساكن منه فهو مطوي، وما حذف خامسه الساكن فهو مقبوض، وما حذف سابعه الساكن فهو مكفوف، وما حذف ثانيه ورابعه الساكنان فهو مخبول، وما حذف ثانيه وسابعه الساكنان فهو مشكول، وما حذف ثانيه المتحرك فهو موقوص، وما حذف خامسه المتحرك فهو معقول، وما حذف سابعه المتحرك فهو مكشوف عند الخليل، ولم يعتد به الجوهري، وما حذف رابعة الساكن وأسكن ثانية المتحرك فهو مخزول، وما أسكن ثانية المتحرك فهو مضمر، وما أسكن خامسة المتحرك فهو معصوب، وما أسكن سابعه المتحرك فهو موقوف، وما حذف ساكن سببه وأسكن متحركه فهو مقصور، وإن كان هذا العمل في وتد فهو مقطوع، وكل سبب زيد عليه حرف ساكن ليس من الجزء الذي هو فيه فهو مسبغ، وإن كان ذلك في وتد فهو مذيل؛ فإن زيد على الوتد حرفان فهو مرفل، وكل ما حذف منه وتد مجموع فهو أحذ، فإن حذف وتد مفروق فهو أصلم، وإذا حذف من الجزء سبب وأسكن المتحرك الي يليه فهو مقطوف، وكل وتد مجموع كان في مبتدأ البيت فحذف أول الوتد فهو مخروم، وإن كان ذلك في " فعولن " فهو أثلم، فإن كان فيه مع الخرم قبض فهو أثرم، وإن كان الخرم في " مفاعلتن " فهو أعصب وإن كان مع ذلك عصب فهو أقصم، وإن كان فيه مع الخرم قبض فهو أعفص، وإن كان فيه مع الخرم عقل فهو أجم، وإذا خرمت " مفاعيلن " فهو أخرم وإذا كففته مع ذلك فهو أخرب، وإذا خرمته وقبضته فهو أشتر، وما ذهب منه جزآن من العروض والضرب فهو مجزو، وما يذهب منه شطره فهو مشطور، وما ذهب ثلثاه فهو منهمك، ومل سلم من الزحاف وهو يجوز فيه فهو سالم، وما سلم من الخرم فهو موفور، وما استوفى دائرته فهو تام، وما استوفى أجزاء دائرته وكان في بعض الأجزاء نقص فهو وافٍ، وكل جزء كان في ضرب أو عروض فكان بمنزلة الحشو فهو صحيح، وإن خالف الحشو فهو معتل، ومخالفة الحشو: أن يدخل فيه من النقص والزيادة ما لا يدخل الحشو، أو يمتنع من النقص الذي يدخل الحشو، والمعتدل على أربعة أوجه: ابتداء، وفصل، وغاية، واعتماد. وقد شرحتها فيما تقدم.









مصادر و المراجع :

١- العمدة في محاسن الشعر وآدابه

المؤلف: أبو على الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي (المتوفى: 463 هـ)

المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد

الناشر: دار الجيل

الطبعة: الخامسة، 1401 هـ - 1981 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید