المنشورات

القضاء:

في اللغة:
- يكون بمعنى الإلزام، والحكم، قال الله تعالى: وَقَضى رَبُّكَ أَلّاا تَعْبُدُوا إِلّاا إِيّااهُ. [سورة الإسراء، الآية 23] .
- وبمعنى الإخبار، قال الله تعالى: وَقَضَيْناا إِلى بَنِي إِسْراائِيلَ. [سورة الإسراء، الآية 4] .
(ج 3 معجم المصطلحات) . - وبمعنى الفراغ، قال الله تعالى: فَإِذاا قُضِيَتِ الصَّلااةُ.
[سورة الجمعة، الآية 10]- وبمعنى التقدير، يقال: «قضى الحاكم النفقة» : أى قدرها.
- ويستعمل في إقامة شيء مقام غيره، ويقال: «قضى فلان دينه» : أي أقام ما دفعه إليه مقام ما كان في ذمته.
- ويأتي بمعنى الأمر، نحو: وَقَضى رَبُّكَ أَلّاا تَعْبُدُوا إِلّاا إِيّااهُ. [سورة الإسراء، الآية 23] .
- وبمعنى الفعل، نحو قوله تعالى:. فَاقْضِ ماا أَنْتَ قااضٍ. [سورة طه، الآية 72] .
- وبمعنى الإرادة، نحو قوله تعالى:. فَإِذاا قَضى أَمْراً. [سورة غافر، الآية 68] .
- وبمعنى الموت، نحو قوله تعالى:. فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ.. [سورة الأحزاب، الآية 23] .
- ويأتي بمعنى الأداء، نحو قوله تعالى: فَإِذاا قَضَيْتُمُ الصَّلااةَ. [سورة النساء، الآية 103] .
وتأتى بمعنى الصنع والإحكام، قال الشاعر: وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السّوابغ تبّع
وسمى الحاكم قاضيا، لأنه يمضي الأحكام بحكمها.
وأيضا لمنعه الظالم من الظلم، يقال: «حكمت الرجل» :
أى منعته.
والقضاء عند علماء الكلام:
جاء في «شرح المواقف» : أن قضاء الله تعالى عند الأشاعرة هو إرادته الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال.
وعند الفلاسفة:
علم الله تعالى بما ينبغي أن يكون الوجود عليه حتى يكون على أحسن النظام وأكمل الانتظام: وهو المسمى عندهم بالعناية الأزلية التي هي مبدأ لفيضان الموجودات من حيث جملتها على أحسن الوجوه وأكملها.
وقال أفضل المتأخرين الشيخ عبد الحكيم- رحمه الله تعالى- وما وقع في «شرح الطوالع- الأصفهاني» من أن القضاء: عبارة عن وجود جميع المخلوقات في اللوح المحفوظ.
وفي الكتاب المبين مجتمعة ومجملة على سبيل الإبداع، فهو راجع إلى تفسير الحكماء ومأخوذ منه، فإن المراد بالوجود الإجمالي الوجود الظلي للأشياء، واللوح المحفوظ جوهر عقلي مجرد عن المادة في ذاته وفي فعله، يقال له: العقل في عرف الحكماء. وإنما قلنا: المراد ذلك لأن ما ذكر منقول من «شرح الإشارات» للطوسي حيث قال: اعلم أن القضاء عبارة عن وجود جميع الموجودات في العالم العقلي مجتمعة على سبيل الإبداع.
والقضاء شرعا:
ركز الفقهاء في تناولهم لمصطلح القضاء حول معنيين هما:
(أ) : الأداء:
فعرفه الفقهاء: بأنه الإتيان بالمأمور به بعد خروج وقته المحدد له شرعا، كصلاة الظهر بعد خروج وقتها، ولو كان التأخير لعذر سواء تمكن من فعله في وقته كمسافر يفطر أو لا: أى لم يتمكن من الفعل في وقته لمانع شرعي كحيض ونفاس، أو مانع عقلي كنوم. وعند الحنفية: تسليم مثل الواجب بالسبب، وأيضا هو إسقاط الواجب بالسبب بمثل من عند المكلف هو حقه: أى بالمثل الذي هو حق المكلف، لأن المكلف إذا صلى في غير الوقت فصلاته نفل، والنفل حق المكلف، فإن النفل في سائر الأوقات شرع حقّا للعبد لينفتح عليه أبواب طرق اكتساب الخيرات ونيل السعادات، فإذا كان النفل حق المكلف، فإذا أراد قضاء الفائتة وصلى يكون صلاته النفل مصروفة إلى قضاء ما وجب عليه فثبت أن القضاء إسقاط بمثل من عنده هو حقه.
والقضاء يكون في الواجب والسنن أيضا إذا ورد به الدليل.
ويخالف المالكية في هذا، فالنوافل عندهم لا تقضى، بل القضاء عندهم خاص بالواجبات.
(ب) الحكم والإلزام:
فذكر الفقهاء في اصطلاحهم أن القضاء هو: تبيين الحكم الشرعي والإلزام به وفصل الخصومة، وعلى هذا فكل من التحكيم والقضاء وسيلة لفض النزاع بين الناس وتحديد صاحب الحق.
- وفي «الكفاية» ، و «الدرر» ، و «النهاية» : إلزام على الغير ببينة أو إقرار.
ومثل هذا التعريف ذكره المناوى حيث قال: القضاء: إلزام من له إلزام بحكم الشرع.
وعرفه ابن عرفة في «حدوده» فقال: القضاء: صفة حكمية توجب لموصوفها نفوذ حكمه الشرعي ولو بتعديل أو تجريح لا في عموم مصالح المسلمين.

فائدة
: الفرق بين القضاء والتنفيذ:
أن التنفيذ يأتي بعد القضاء، والقضاء سبب له.
«الكليات ص 66، والاختيار 2/ 180، وأنيس الفقهاء ص 228، ودستور العلماء 3/ 72، 73، 74، 75، وشرح حدود ابن عرفة ص 567، وتحرير التنبيه ص 356، والروض المربع ص 516، والقاموس القويم للقرآن الكريم 2/ 121، 122، 123، والموسوعة الفقهية 2/ 327، 14/ 71» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید