المنشورات

أأن ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم

"ترسمت من خرقاء" تثبت فيه ونظرت هل ترى أثر منزلها. و"الترسم": التثبت والنظر. قال: وقيل لغلام من العرب: أما تستحي أن تمتح أمك كأنها أمةٌ. قال: ما أستحي لها من ذلك. إنما أستحي لها من أن تكون خرقاء لا تنفع أهلها. وقال محمد بن الحجاج الأسدي: حججت فمررت بفلجة. فقيل لي: هاتيك خرقاء صاحبة ذي الرمة. وهي امرأة من بني البكاء، فأتيتها فإذا هي امرأة برزةٌ. فنسبتني فعرفتني. ثم قالت: يابن أخي هل حججت قبل هذه المرة؟ قلت: نعم. قالت: فما منعك أن تمر علي؟ إني منسكٌ من مناسك الحج. أما سمعت قول عمك ذي الرمة:
تمام الحج أن تقف المطايا ... على خرقاء واضعة اللثام
وقوله: "منزلةً": فـ"المنزل" و"المنزلة" واحد. يقال: "منزلٌ ومنزلةٌ" و"دارٌ ودارةٌ" و"بابٌ وبابةٌ". وقوله: "ماء الصبابة" فـ"الصبابة": رقة الشوق. والمعنى: أماء الصبابة مسجومٌ لأن ترسمت من خرقاء. فقدم ألف الاستفهام التي كانت في "ماء" فصيرها في "أن". و"مسجومٌ": سائلٌ مهراقٌ. يقال: "سجمت العين الدموع تسجمها سجماً" إذا صبتها. وموضع "أن" خفضٌ.







مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید