المنشورات

ترميه بالمور مهيافٌ يمانيةٌ ... هوجاءُ فيها لباقي الرطب تجريم

أي: ترمي هذا الفحل "مهيافٌ": وهي الريح الحارة بعطشٍ. و"المور": التراب الرقيق اللين. و"الهيف": الريح الجنوب الحارة، فإذا هبت أعطشت الناس والإبل وكل شيء، فإن لم تكن حارة فليس بهيفٍ، وإن كانت شمالاً حارة فليس بهيفٍ. يقول: جاء وقت الهيف أن تهب، يريد الماء في ذلك الوقت. [و] "هوجاء"، يعني: أن هذه الريح المهياف تجيء متساقطةً، فضربه مثلاً فيها، أي: في هذه المهياف قطع هذا الرطب، يعني: الكلأ لأنه يلبسه "تجريمٌ": قطعٌ وذهابٌ. يقول: ما بقي من الكلأ الرطب أيبسته هذه الريح. ويقال: "جرم وجرَّم ما تم"، أي: قطعه. و"حولٌ مجرمٌ"، أي: تامٌ. و"الجرام": جرام النخل. قال لبيدٌ:* يحصر دونها جرامها*

وصف نخلة، أي: لطول النخلة يهاب "جرامها": وهم قطاعها، الصعود إليها من طولها.
86 أ 68 - ما ظل مذ أوجفت في كل ظاهرةٍ ... بالأشعث الورد إلا وهو مهموم
قال: من روى: "ما زال مذ وجفت .. " فقد أخطأ. لا يكون: "ما زال إلا وهو مهموم". "ما ظل": يعني: الحمار. "وجفت الريح" ولا يقال: "أوجف البعير". إنما البعير يوجفه راكبه. أي: "وجفت" هذه الريح بالبهمى: أطارته. والمعنى: أنها أيبسته. قال الأصمعي: لم يحسن أن يقول هذا .. هذا كما قال:
"أساء رعياً فسقى". كأنه ينبغي أن يقول: وجفت البهمى فخبت خبباً، فيحسن المعنى. وجاء ذو الرمة بالعويص وهو وجه ضعيفٌ وروى في "وجفت" قال: يقال: إن عينه على حبيبٍ لتكف، وإن قلبه عليه ليجف". قال: قوله: "وجفت الأرض بالبهمى [و] "وجفت دابتي": هي الفاعلة إذا فعلت هي. و"وجفت بها وأوجفتها"، إذا ألقيت الصفة أوصلت الفعل إلى الاسم. و"الظاهرة": ما ارتفع من الأرض، وهي منابت البهمى. ولا تكون البهمى إلا في الظواهر، والبطنان لأحرار البقول. [و"الأشعث الورد": سفا البهمى، لأنه متفرقٌ متشعثٌ، وهو بعدُ أحمرُ]. وقال: "الورد": أصفر في لونه. يقول: ما زال الحمار مهموماً لما ذهب عنه الرطب وجاء الحر. وإدخال "إلا" هاهنا قبيحٌ.











مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید