المنشورات

ذي الرمة يمدح أيضاً الملازم بن حريث الحنفي:

- خليلي عوجا الناعجات فسلما ... على طلل بين النقا والأخارم
"عوجا": اعطفا. "الأخارم": منقطع أنف الجبل والرابية. و"النجفة": رابية مستديرة على ما حولها. قال أبو عمرو: "والناعجات": يصاد عليها البقر، واحدتها ناعجة. و"الأخارم": ما انخرم من الجبل.
2 - كأن لم يكن إلا حديثاً وقد أتى ... له ما أتى للمزمن المتقادم
3 - سلام الذي شقت عصا البين بينه ... وبين الهوى من إلفه غير صارم
أي: سلما سلاماً كسلام الذي فرقت العصا بينه وبين إلفه، وهو "غير 150 ب/ صارم": لا يريد الصرم. و"العصا": عصا البين. أي: تفرقوا. وقوله: "وبين الهوى". يعني: المرأة التي هي هواه.
4 - وهل يرجع التسليم ربع كأنه ... بسائفة قفر ظهور الأراقم
"بسائفة": ما استوى من الرمل. "الأراقم": الحيات. يشبه آثار الربع بظهورها.
5 - ديار محتها بعدنا كل ذبلة ... دروج وأحوى يهضب الماء ساجم
"ذبلة": ريح ذابلة عطشاً. "دروج": تدرج. "أحوى": سحاب. "يهضيب": يصب. "ساجم": منصب.
6 - أناخت بها الأشراط واستوفضت بها ... حصى الرمل رادات الرياح الهواجم
"بها"، أي: بالدار "الأشراط": فأول منازل القمر الشرطان ثم البطين ثم الثريا ثم الدبوان ثم الهقعة ثم الهنعة ثم الذراع ثم النثرة ثم الطرف ثم الجبهة ثم الخواتان ثم الصرفة ثم العواء ثم السماك ثم الغفر ثم الزبانيان ثم الإكليل ثم القلب ثم الشولة ثم النعائم [ثم البلدة ثم سعد الذابح ثم سعد بلع ثم سعد السعود ثم سعد الأخبية] ثم الفرغ الأعلى ثم الفرغ الأسفل ثم بطن الحوت. "استوفضت"، أي: وجفت ومرت بها. "رادات الرياح": "الرادة": التي ترود، تجيء وتذهب. و"الهواجم": تهجم بالرياح. قال أبو عمرو: "استوفضت به": أخرجته وذهبت به.
7 - ثلاث مربات إذا هجن هيجة ... قذفن الحصى قذف الأكف الرواجم
"مربات": مقيمات لازمات. يعني: الرياح. "قذفن"، يعني: الرياح. "الرواجم" جمع راجمة.
8 - ونكباء مهياف كأن حنينها ... تحدث ثكلى تركب البو رائم
151 أ / "نكباء": ريح تجيء بين ريحين. "مهياف": حارة. "حنينها": تعطفها. أي: لها حنين كحنين الناقة "الثكلى": التي قد ثكلت ولدها، فصير لها "بو": وهو جلد الولد يخشى تبناً فترأمه وتركبه حتى تلقي نفسها عليه من حبه.
9 - حدتها زبانى الصيف حتى كأنما ... تمد بأعناق الجمال الهوارم
قال أبو عمرو: "حدتها"، يعني: حدت الريح "زبانى الصيف"، أي: ساقتها لأنها هبت في وقت زبانى الصيف. "الزبانيان": قرنا العقرب. قوله: "كأنما .. ": يقول: هذه الريح تجر الغبار كما نجر الإبل إذا أكلت الحمض فغلظ وبرها فانتشر، فشبه بهذه الريح وما تجر بأعناق الجمال قد انتشر وبرها. و"الهرم": من الحمض وكل شجر فيه ملوحة فهو: حمض.
10 - لعرفانها والعهد ناء وقد بدا ... لذي نهية أن لا إلى أم سالم
هذه الدار. "ناء"، أي: بعيد، طال عهده. "لذي نهية"، أي: لمن يعقل، أي: ينتهي. وأنا متعلق بها. أي: [أن] لا سبيل إلى أم سالم.
11 - جرى الماء من عينيك حتى كأنه ... فرائد خانتها سلوك النواظم
أي: لعرفان هذه الدار بكت لما عرفت. شبه دموعه عند عرفان الدار بفرائد انقطع سلكها فتبدد من سلكها شبه لؤلؤ من فضة.
12 - عشية لو تلقى الوشاة لبينت ... عيون الهوى ذات الصدور الكواتم
قوله: "لبينت عيون الهوى"، أي: لأظهرت العيون ما في الصدور 151 ب/ الكواتم. يقول: إنما يكتمن ما في صدورهن من الوشاة الذين يخشينهم، فأما عند غير الوشاة فهن يظهرن ما في صدورهن. أي: فيهن من الهوى مالا يقدرون أن يكتمن ذلك عند من يخفيه.
13 - عهدنا بها لو تسعف الدار بالهوى ... رقاق الثنايا واضحات المعاصم
روى أبو عمرو: "لو تسعف العوج بالهوى". قال: "والعوج"- ها هنا-: الأيام، مرة رخاء ومرة شدة. أي عهدنا بهذه الدار رقاق الثنايا لو تسعف الدار بالهوى، أي: تدنيه. "رقاق الثنايا": سهلة الأسنان، ليست بكزة. و"المعصم": موضع السوار.
14 - هجان جعلن السور والعاج والبرى ... على مثل بردي البطاح النواعم
"الهجان": البيض، وهي الكرام أيضاً، يعني: النساء. "السور": جمع سوار. "البرى": الخلاخيل. و"العاج": أسورة من ذبل [فيقول: كأن الأسورة والخلاخيل على مثل بردي البطاح كل واد فيه رمل] وماء فهي: "بطاح". شبهها ببياض البردي واستقامته ونعمته.
15 - إذا الخز تحت الأتحميات لثنه ... بمردفة الأفخاذ ميل المآكم
روى أبو عمرو: " .. الحضرميات". و"الأتحميات": برود من برود اليمن. و"اللوث": الطي اللين. يعني: ائتزرن بها وتردين. ["الأفخاذ"، أي: الأعجاز، إذا أردفت الأفخاذ] أي: جعلت خلفها المآكم، الواحد، مأكمة":وهي اللحمة فوق الورك. روى أبو عمرو: "تحت الحضرميات لثنة * بمرتجة الأرداف مثل القضائم" 152 أ/ "القضيمة": نبت الغضا. قضيمة وقضيم وقضائم.
16 - لحفن الحصى أنياره ثم خضنه ... نهوض الهجان الموعثات الجواشم
قوله: "لحفن الحصى"، أي: جعلنه كالملحفة، يجررنه عليه. و"الأنيار": أعلام الخز. "خضنه"، أي: خضن فضول المروط كما يخاض الماء، أي: جعلن الخز لحاف الحصى. و"الموعثات": اللواتي وقعن في "الوعث": في اللين. فهن يتجشمن المشي على مشقة. و"الهجان": الإبل الكرام. يقول: هؤلاء النساء ينهضن كنهوض هذه الإبل في اللين من الأرض. أي: أوراكهن "يخزلنها"، أي: يحبسنها.
17 - رويداً كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم
أي: خضنه رويداً "كما اهتزت رماح تسفهت" [حركت]. قال أبو عمرو: إذا شتمت رجلاً فحركته فقد سفهته. ويروى: " .. مرض الرياح": وهي ضعافها. "النواسم": "تنسمت الرياح"، أي تنفست، وهو أول هبوبها. أي: هن يهتززن في مشيهن كرياح ضعيفة من النسيم هزت رماحاً. شبههن في مشيتهن باهتزاز الرمح.
18 - إذا غاب عنهن الغيوران تارة ... وعنا وأيام النحوس الأشائم
"الغيوران": زوج وأب، أو أب وأخ.
19 - أرين الذي استودعن سوداء قلبه ... هوى مثل شك الأزأني النواجم
152 ب/ يعني: إذا غاب عنهن أظهرت الذي استودعن من داخل قلبه. "هوى مثل شك الأزأني" أي: مثل طعن الرمح. "النواجم": النوافذ الطوالع. يقال: "نجم"، إذا طلع ونفذ. أي: كأن في قلبه الأسنة من الرمح. يقال: "رمح يزني وأزني وأزأني.
20 - عيون المها والمسك يندى عصيمه ... على كل خد مشرق غير واجم
أراد: أرين الذي استودعن قلبه الهوى عيون المها، أي: أرينه عيوناً كأنها عيون المها. و"عصيم المسك": أثره، فهو يندى على خدودهن. قال أبو عمرو: ما خرج منه. "مشرق": مضيء. "غير واجم": غير كاسف البال، غير حزين.
21 - وحوا تجلي عن عذاب كأنها ... إذا نغمة جاوبنها بالجماجم
و"حواً": معطوف على قوله: "أرين الذي استودعن". و"الحو": الشفاه التي تضرب إلى السواد. "تجلى": تكشف. "عن عذاب": عن أسنان عذاب كأنها إذا نغمة منهن، "بالجماجم"، أي: بكلام لا يبينه. ورفعت "نغمة" برجوع الهاء التي في "جاوبنها". وروى أبو عمرو: "وحواً تجلى .. ".
22 - ذرى أقحوان الرمل هزت فروعه ... صباً طلة بين الحقوف اليتائم
أراد: كأنها إذا نغمة جاوبنها ذرى أقحوان. شبه أسنانها بالأقحوان، وهو نبت أبيض. "هزت فروعه"، يعني: الصبا هزت فروع الأقحوان. "صباً"، يعني: ريح الصبا. "طلة": ندية ناعمة. كل رمل منعطف: "حقف". و"اليتائم": رمل "يتيم": منفرد، ليس رمل قربه.
23 - كأن الرقاق الملحمات ارتجعنها ... على حنوة القريان تحت الهمائم
"كأن الرقاق .. "، يعني: الثياب. "ارتجعنها"، أي: رددنها على أنوفهن فانتقبن. "الحنوة": نبت 153 أ/ طيب الريح. "القريان": مجاري الماء إلى الرياض. الهمائم": أمطار ضعاف واحدها هميمة. فأخبر أن الحنوة تحت المطر. يقول: كأنما انتقبن على حنوة من طيب أنوفهن وأفواههن.
24 - وريح الخزامى رشها الطل بعدما ... دنا الليل حتى مسها بالقوادم
أي: ارتجعنها على حنوة وعلى ريح "الخزامى": وهو نبت طيب الريح. "حتى مسها بالقوادم": بأول الليل. أي: دخل الليل على هذه الخزامى فهي أطيب لأن الطيب بالليل أعبق.
25 - أولئك آجال الفتى إن أردنه ... بقتل وأسباب السقام الملازم
26 - يقاربن حتى يطمع التابع الصبا ... وتهتز أحشاء القلوب الحوائم
أي: يقاربن حديثاً. و"الحواتم": العطاش. حام يحوم حوماً.
27 - حديثاً كطعم الشهد حلواً صدوره ... وأعجازه الخطبان دون المحارم
أي: يقاربن حديثاً كالشهد "حلواً صدوره": أوائله. و"أعجازه": أواخره. و"الخطبان": الحنظل، لا يطعم ولا يقرب.
28 - وهن إذا ما قارف القول ريبة ... ضرحن الخنا ضرح الجياد العواذم
يقول: إذا قلن قولاً لا يطمع فيهن. وقيل: إذا جعل القول يدنو مما يكرهن، أي: قول من يكلمهن رمين ودفعن الحديث الذي فيه الريبة كما تفعل الخيل "العواذم": وهي العواض، تدفع عن أولادها بـ "عدم": بعض.
29 - تجوز منها زائر بعد ما دنت ... من الغور أرداف النجوم العوائم
153 ب/ أي: جاز إلينا زائر، أي: خيالها. و"الأرداف": الأواخر. أي: بعد نصف الليل. و"العوائم": التي تسبح في الماء. "كل في فلك يسبحون".
30 - إلى هاجع في مسلهمين وقعوا ... إلى جنب أيدي يعملات سواهم
يريد أن الخيال زار. "إلى هاجع"، يعني: نفسه. "هاجع": نائم. "مسلهمين"، يريد: أصحابه، مهازيل من السفر. "وقعوا"، أي: توسدوا أيدي الإبل فناموا. قال أبو عمرو: "المسلهم": الذي قد شحب لونه. يقال: "أسلهمت الناقة": ضمرت وشحب لونها. "وقعوا": نزلوا فناموا.
31 - إذا قال: يا قد حل ديني قضينه ... أماني عند الزاهرات العواتم
إذا قال هذا الهاجع- يعني: ذا الرمة-: يا هذه، قد "حل"، أي: جاء وقته، جعلن قضاء ديني أماني عند النجوم "العواتم": التي تطلع العتمة. أي: لا ينال منها إلا ما ينال من النجوم العواتم.
32 - وكائن نضت من جوز رمل وجاوزت ... إليك المهارى من رعان المخارم
"نضت": خلفت. "جوز": وسط. "المهارى": إبل منسوبة إلى مهرة. "الرعان": الجبال. "المخارم": الطوق.
33 - ومجهولة تيهاء تغضي عيونها ... على البعد إغضاء الدوى غير نائم
"مجهولة": يتاه فيها، وهذا مثل. أي: عيونها بعيدة لها غور. فكأنها تغضيه. أي: لما لم تستبين معارفها صارت عيوناً. و"الدوى": [الذي] به داء، وهو مصدر. يقال: "رجل دوى": وهو الذي يطول داؤه.
34 - فلاة مروراة ترامى إذا مرت ... بها الآل أيدي المصغيات الرواسم
154 أ/ "مروراة": بعيدة قفر، لا شيء فيها. "ترامى" هذه الفلاة من مكان إلى مكان. قوله: "إذا مرت بها الآل"، يقول: الأيدي تجيء وتذهب في الآل فهي "تمريه"، وأصل "المري": المسح "المصغيات": اللواتي يملن من شدة السير. "الرواسم": اللواتي "يرسمن". و"الرسم": فوق العنق.
35 - قطعت بصهباء العثانين أسأرت ... سرى الليل منها آل قرم ضارم
"العثانين": الشعر تحت أحناك الإبل. "أسأرت": أبقت. "منها": من هذه الناقة. "آل" أي: شخص. "قرم": فحل. "ضبارم": غليظ.
36 - تراهن بالأكوار يخفضن تارة ... وينصبن أخرى مثل وخد النعائم
"بالأكوار": بالرحال، أي: يخفضن أعناقهن تارة، وينصبنها أخرى. و"الوخد": ضرب من السير.
37 - من الأدمى والرمل حتى كأنها ... قسي برايا بعد خلق ضبارم
يقول: هذه الإبل من الأدمي والرمل كأنها قسي، قد اعوجت. "برايا": بريت. والواحد [بري].
38 - ورحلي على عوجاء حرف شملة ... من الجرشعيات العظام المحازم
"عوجاء": ناقة قد اعوجت من الهزال. "حرف": ضامر. "شملة": سريعة "الجرشعيات": المنتفخات الجنوب. "المحازم": موضع الحزم من أوساطها.
39 - غريرية صهباء فيها تعيس ... وسوج إذا اغبرت أنوف المخارم
منسوبة إلى غرير. "تعيس": بياض. "وسوج": تسج في سيرها. "إذا اغبرت 154 ب/ أنوف المخارم"، أي: هي وسوج إذا هاج الغبار. "وسوج" لأنها قد سارت يومها كله فلم تنكسر عند العشي. "المخرم": منقطع أنف كل جبل أو نجفة. و"أنف" كل شيء: أوله ومقدمه.
40 - كأن ارتحال الركب يرمي برحلها ... على بازل قرم جلال علاكم 
يقول: كأنها تلقي رحلها على بازل "قرم": وهو الفحل. "جلال": ضخم. "علاكم": شديد.
41 - طوي البطن عافي الظهر أقصى صريفه ... عن الشول شذان البكار العوارم
ضامر البطن، "عافي الظهر"، أي: ليس به أثر الدبر ولم يركب فظهره عاف من الدبر. يقول: نحى صريف ناب هذا الفحل شذان البكار عن الشول. و"الشذان": ما تفرد من البكار وشد منها. فيقول: إذا سمعن صوت نابه، وهو: "صريفه" هربن منه وهبنه. و"العوارم": من العرامة.
42 - إذا شم أنف البرد ألحق بطنه ... مراس الأوابي وامتحان الكواتم
يعني: هذا الفحل إذا شم أول البرد "ألحق بطنه"، أي: أضمره. "مراس": علاج "الأوابي": اللواتي أبين الفحل، وألحق بطنه أيضاً امتحان "الكواتم": اللاتي لا يظهرن حملهن، فالفحل يمتحنها ويتشممها أحامل هي أم لا؟ .. فهذا ما يضمره. قال أبو عمرو: "الأوابي": الحقاق التي لم تلقح فهي تأبى الفحل وهو يطلبها. قال: "الكواتم": التي قد لقحت ولم تشل بذنبها، فإذا لم يرها شالت بذنبها طمع فيها.
43 - أقول لدهناوية عوهج جرت ... لنا بين أعلى عرفة فالصرائم
"دهناوية": ظبية من ظباء الدهناء. "عوهج": طويلة العنق. "عرفة": قطعة من 155 أ/ الرمل. قال أبو عمرو: "عرفة": موضع. و"الصرائم": قطع من الرمل.
44 - أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا آأنت أم أم سالم
"الوعساء": رابية من الرمل، من التيه، تنبت أحرار البقول. و"جلاجل": موضع. أأنت أحسن أم أم سالم؟. قال أبو عمرو: [ها] أنت. يقول: ها أنت ظبية أم أم سالم؟ ...
45 - هي الشبه إلا مدرييها وأذنها ... سواء وإلا مشقة في القوائم
أي: أم سالم تشبه هذه الظبية إلا ما استثنى منها. "مدرياها": قرناها. و"مشقة": دقة. أي: هي ممشوق.
46 - أعاذل إن ينهض رجائي بصدره ... إلى ابن حريث ذي الندى والمكارم
بأول الرجاء.
47 - فرب امرئ تنزو من الخوف نفسه ... جلا الغم عنه ضوء وجه الملازم
48 - أغر لجيمي كأن قميصه ... على نصل صافي نقبة اللون صارم
رجل "أغر": أبيض، يريد: كأن قميصه على نصل [سيف] صافي اللون قاطع.
49 - يوالي إذا اصطك الخصوم أمامه ... وجوه القضايا من وجوه المظالم
"يوالي": يتابع ويعزل ذا من ذا، ومنه: "وال غنمك"، أي: اعزلها عن غيرها.
50 - صدوع بحكم الله في كل شبهة ... ترى الناس في ألباسها كالبهائم
يصدع بين الحق والباطل، أي: يفرق. "الباسها": أخلاطها وما ألبس منها.
155 ب 51 - سقى الله من حي حنيفة إنهم ... مساميح ضرابون هام الجماجم
52 - أناس أصدوا الناس بالضرب عنهم ... صدود السواقي عن رؤوس المخارم
"الواقي": الأنهارن عدلت عن رؤوس المخارم فلم تمر فيها.
53 - ومن فتية كانت حنيفة برأها ... إذا مال حنوا رأسها المتفاقم
"حنوا رأسها": ناحيتاها. و"المتفاقم": المتباين. "تفاقم": تباين.
54 - هم قرنوا بالبكر عمراً وأنزلوا ... بأسيافهم يوم العروض ابن ظالم
يعني: عمرو بن كلثوم، كانوا أسروه فقرنوه بالبكر. و"ابن ظالم": الحارث بن ظالم المري الغطفاني أسره يزيد بن قران، فأرادوا أن يقرنوه بحبل.
55 - مقار إذا العام المسمى تزعزعت ... بشفانه هوج الرياح العقائم
"مقار": يقرون الضيف. يقال: "رجل قار للضيف"، فجمعه على غير قياس، كما قالوا: "فيه مشابه من أبيه"، الواحد شبه. ويقال: "أعطاه مضايب الجزور"، الواحدة طيب. وهو أن يصير: "مقار": مواضع القرى، الواحد مقرى، كما قالوا: "فلان موضع للخير"، و"الشفان": البرد مع الريح. "تزعزعت": تحركت. "العقائم": الرياح التي لا مطر فيها ولا لقاح للشجر. قال أبو عمرو: "العام المسمى"، أي: السنة الشديدة التي تذكر وتسمى مثل "عام الخنان".
56 - أحار بن عمرو لامرئ القيس تبتغي ... بشتمي إدراك العلا والمكارم
أي: تبتغي بشتمي إدراك العلا لامرئ القيس.
156 أ 57 - كأن أباها نهشل أو كأنها ... بشقشقة من رهط قيس بن عاصم
أراد بـ "الشقشقة": خطباء الناس، ضربه مثلاً.
58 - وغير امرئ القيس الروابي وغيرها ... يداوى به صدع الثأى المتفاقم
"الروابي": الأشراف. و"المتفاقم": المتباين [و] قال أبو عمرو: العظيم. يقال: "تفاقم الأمر": عظم. و"الثأي": الفساد. "أثأيت بينهم"، أي: أفسدت.
59 - عذرت الذرى لو خاطرتني قرومها ... فما بال أكارين فدع القوائم
"الذرى": الأشراف. و"قرومها": فحولها. "الفدع": عوج في صدور القدمين. وقيل: "الفدع" في اليد و"الوكع" في الرجل.
60 - بني آبق من آل حوران لم يكن ... ظلوماً ولا مستنكراً للمظالم
تمت وهي 60 بيتاً
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم







مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید