المنشورات

يكاد من التصدير ينسل كلما ... ترنم، أو مس العمامة، راكبه

أي: يكاد هذا البعير ينسل من "التصدير": يريد من حزام الرحل. كلما ترنم صاحبه، أو مس عمامته، فيكاد ينسل من تصديره، من نشاطه وخفته.
31 - طويل النسا والأخدعين عذافر ... ضبارمة أوراكه ومناكبه
12 ب/ قوله: "طويل النسا": يريد به إشرافه وطول قوائمه. و"طويل الأخدعين" يريد: طويل العنق. و"عذافر": شديد. و"ضبارمة". شديد الخلق.
32 - كأن يمامياً طوى فوق ظهره ... صفيحاً يداني بينه ويقاربه
شبه ظهره بطي الحجارة إذا طويت البئر. و"الصفيح": الحجارة الفطح العراض. وأهل اليمامة معروفون بطي الآبار. و"بداني بين الصفيح ويقاربه": أي يشد طيه.
33 - إذا عجت منه أو رأى فوق رحله ... تحرك شيء ظن أني ضاربه
"إذا عجت منه": أي عطفت من هذا البعير، أي. رددت منه قليلاً. "أو رأى فوق رحله * تحرك شيء ظن أني ضاربه": يقول: هو حديد نشيط.
34 - كأني ورحلي فوق سيد عانة ... من الحقب زمام تلوح ملاحبه
يقول: كأن رحلي على حمار وحشي. و"زمام": متقدم. و"ملاحبه": حيث يحلب، أي: حيث يمر مراً سريعاً، أي: لهذا الحمار آثار تلوح. و"الأحقب": الذي يكون في موضع الحقب منه بياض. "زمه": إذا تقدمه.
35 - رعى موقع الوسمي حيث تبعقت ... عزالي السواحي وارثعنت هواضبه
يقول: رعى هذا الحمار حيث وقع الوسمي. "حيث تبعقت عزالي السواحي": يريد حيث تشققت، تفتحت "العزالي": وهي أفواه المزاد، وهذا مثل ضربه للسحاب. و"الساحية" "المطرة التي تقشر الأرض لشدتها، 13 أ/ والجميع: سواح. ومنه: "سحوت القرطاس": إذا قشرته، أسحوه وأسحاه سحواً. و"السحا": القشر. و"ارثعنت": أي تساقطت. و"هواضبه":
دفعاته، وهي "هضبة" من مطر: أي حلبة، ليست بشديدة. و"الوسمي": أول مطر الربيع.
36 - له واحف فالصلب حتى تقطعت ... خلاف الثريا من أريك مآربه
يقول: لهذا الحمار "واحف والصلب": وهما موضعان ترعى فيهما. وروى أبو عمرو: "من أريك .. ". وقوله: "حتى تقطعت خلاف الثريا": يريد بعد طلوع الثريا. "من أريك مآربه": يقول: تقطعت حوائجه من هذا الموضع لأنه يبس مرعاه، فتحول عنه إلى غيره.
37 - يقلب بالصمان قوداً جريدة ... ترامى بها قيعانه وأخاشبه
يقول: هذا الفحل "يقلب بالصمان قوداً": أي اتنا طوال الأعناق. و"جريدة": قد جردها ليس فيها صغير ولا كبير، هي أفتاء. و"ترامى بها قيعانه وأخاشبه": يقول: يقذف به القاع إلى الأخاشب، والأخاشب إلى القاع. و"القاع": المكان الصلب الحر الطين. و"الأخشب": المكان الغليظ المرتفع و"الأخشب": الجبل.
38 - ويوم يزير الظبي أقصى كناسه ... وتنزو كنزو المعلقات جنادبه
يقول: من شدة الحر يصير هذا الظبي إلى أقصى كناسه. و"المعلقات": الطير حين يقعن في الشرك، فجنادبه تنزو، ولا تقدر أن تطير، تنزو من شدة الحر، كهذه التي تقع في الشرك فتنزو وتضطرب.
17 ب 39 - أغر كلون الملح ضاحي ترابه ... إذا استوقدت حزانه وسباسبه
قوله: "أغر": يعني أن هذا اليوم أبيض لشدة حر شمسه. و"ضاحي ترابه": ظاهره. و"حزانه": والواحد "حزين": وهو المكان الغليظ المرتفع. و"السبسب": المستوي.
40 - تلثمت فاستقبلت من عنفوانه ... أواراً إذا ما أسهل استن حاصبه
يقول: تلثمت من شدة الحر فاستقبلت من "عنفوانه": أي: من أوله. "أواراً": وهو التوهج. وقوله: "إذا ما أسهل": يعني إذا ما وقع الأوار في مكان سهل لين. "استن صاحبه": أي مضى سنناً على وجه واحد. و"الحاصب": حصى صغار. يقول: الأوار ريح حارة، فهي تقلع الحصى.
41 - إذا جعل الحرباء يبيض لونه ... ويخضر من لفح الهجير غباغبه
"الغباغب": جلد أسفل الحلق. يقول: يخضر من شدة الحر 
42 - ويشبح بالكفين شبحاً كأنه ... أخو فجرة عالى به الجذع صالبه
"يشبح": يمد، يرفع كفيه، كأنه رجل أخذ في فجرة فصلب، يعني: الحرباء، فيقول: هو على الشجرة، وقد مد يديه، اخذ بغصنين، فكأنه مصلوب.
43 - على ذات ألواح طوال وكاهل ... أنافت أعاليه ومارت مناكبه
14 أ/ يريد: ورب يوم يزير الظبي أقصى كناسه تلثمت، وأنا "على ذات ألواح"، يريد: ناقة، و"ألواحها": عظامها. و"أنافت": أشرفت أعاليه. و"مارت مناكبه": أي تجيء وتذهب، تمور من النجابة.
44 - وأعيس قد كلفته بعد شقة ... تعقد منه أبيضاه وحالبه
"أعيس": بعير أبيض فيه حمرة. و"الشقة": السفر البعيد. و"أبيضاه": عرقان في البطن والحالب إذا تعقد، فهو من الهزال والضمر.
45 - متى يبلني الدهر الذي يرجع الفتى ... على بدئه أو تشتعبني شواعبه
قوله: "يرجع الفتى": أي يرده كالطفل. و"تشتعبني": تجتذبني جواذبه، يريد جوذاب الدهر، يعني: الموت.
46 - فرب امرئ طاط عن الحق طامح ... بعينيه مما عودته أقاربه
قوله "طاط عن الحق": البعير إذا هاج رفع رأسه من شدة هيجه، يقال له: "طاط وطائط". فيقول: رب امرئ يرفع أنفه عن الحق، ويشمخ به، ولا يكاد يبصره من الكبر. و"طامح بعينيه": وهو ارتفاعه "مما عودته أقاربه"، وعودته أن يطيعوه ويشرفوه.
47 - ركبت به عوصاء ذات كريهة ... وزوراء حتى يعرف الضيم جانبه
قوله: "ركبت به": أي ركبت بهذا الأمر كل داهية معوصة كريهة لا يهتدى لسبيلها، يعني: ركبت به "عوصاء": أي حملته عليها، على هذه الداهية. 14 ب/ وقوله: "وزوراء": وهي كل خصلة عوجاء. وقوله: "حتى يعرف الضيم جانبه": يقول: جانبه الغليظ الذي كان لا يلين عرف الضيم. و"الضيم": الاضطهاد.
48 - وأزور يمطو في بلاد عريضة ... تعاوى به ذؤبانه وثعالبه
قوله: "وأزور": يعني الطريق فيه عوج. و"يمطو": يقول: هذا الطريق يمد في بلاد عريضة. و"الذؤبان" جماعة ذئب. 
49 - إلى كل ديار تعرفن شخصه ... من القفر حتى تقشعر ذوائبه
يريد: هذه الذئاب تعوي إلى "كل ديار": أي إلى كل إنسان. ومنه يقال: "ما بها ديار". وقوله: "تعرفن شخصه من القفر" يقول: الذئاب تعرفن شخص الإنسان حين طلع من القفر. "حتى تقشعر ذوائبه": أي حتى يقوم شعره- يريد شعر هذا الإنسان- من الفرق.
50 - تعسفته أسري على كور نضوة ... تعاطي زمامي تارة وتجاذبه
"تعسفته" أي أخذت فيه على غير هدى. "أسري": أسير بالليل: "على كور نضوة": "فالكور": الرحل. و"النضوة": الناقة المهزولة وقوله: "تعاطي زمامي تارة وتجاذبه": أي تلين لي مرة وتجذبه مرة.
51 - إذا زاحمت رعناً دعا فوقه الصدى ... دعاء الرويعي ضل بالليل صاحبه 
يقول: إذا زاحمت هذه الناقة رعناً، أي: تسير إلى جانبه. و"الرعن": أنف من الجبل يتقدم. و"دعا فوقه الصدى": وهو طائر. و"الرويعي": 15 أ/ تصغير راع. ضل صاحبه فهو يدعوه، فكأن دعاء هذا الصدى دعاء هذا الراعي.
52 - أخو قفرة مستوحش ليس غيره ... ضعيف النداء أصحل الصوت لاغبه
"أخو قفرة": يقول: هذا الرويعي ضعيف النداء من الإعياء مما صاح. و"أصحل الصوت": والصحل بحة في الصوت. و"لاغبه": من اللغوب، معيبه ضعيفه.
53 - تلوَّم يهياه بياه وقد مضى ... من الليل جوز واسبطرت كواكبه
قوله: "تلوم يهياه": يعني هذا الرويعي، ألا ترى أنه قد ذكر دعاء الرويعي صاحبه، ثم قال: "تلوم": أي انتظر "يهياه بياه": وذلك أن الرويعي صاح بـ "ياه" فانتظر "يهياه". يريد بذا الجواب فلم يأته. "وقد مضى من الليل * جور": أي نصف. و"جور كل شيء": وسطه. و"اسبطرت كواكبه": أي انبسطت للمغيب.
54 - وبيت بمهواة هتكت سماءه ... إلى كوكب يزوي له الوجه شاربه
يعني بيت العنكبوت. وقوله: "بمهواة": وهو ما بين النفنفين، وهو ما بين أعلى البئر وأسفله. يقول: فالعنكبوت قد نسج فيه لطول العهد بالاستقاء منها. وقوله: "إلى كوكب": يريد هتكت بيت العنكبوت إلى "كوكب": وهو معظم الماء. و"يزوي له الوجه شاربه": أي يقبض وجهه من ملوحته.
55 - بمعقودة في نسع رحل تقطقطت ... إلى الماء حتى انقد عنها طحالبه
15 ب/ يريد: هتكت ذلك البيت- بيت العنكبوت- بسفرة استقوا بها في نسع رحل. و"تقطقطت إلى الماء": أي مرت إلى الماء، ويقال: "خرج يتقطقط حتى دخل على بني فلان"،. "التقطقط": تقارب الخطو. وقوله: "وحتى انقد" أي انشق الطحلب عن السفرة. و"الطحلب": الخضرة على رأس الماء.
56 - فجاءت بسجل، طعمه من أجونه ... كما شاب للمورود بالبول شائبه
يقول: جاءت "بسجل": أي بماء. "طعمه من أجونه": يريد من تغيره. "كما شاب للمورود": يريد: كما خلط للمحموم بالبول شائبه. و"الورد": الحمى، فربما سقي أبوال الإبل وأشياء معها.
57 - وجاءت بنسج من صناع ضعيفة ... تنوس كأخلاق الشفوف ذعالبه
يقول: المعقودة من السفرة جاءت بنسج العنكبوت من "صناع": وهي الحاذقة بالعمل. و"تنوس ذعالبه": أي تذبذب. و"الذعالب": أصله شقق الثوب وأخلاق في أسفله، فضربه مثلاً لبيت العنكبوت. و"الشفوف": مارق من الثياب. رجل صنع وامرأة صناع.
58 - هي انتسجته وحدها أو تعاونت ... على نسجه بين المثاب عناكبه
قوله: "هي انتسجته": يعني العنكبوت. و"المثاب": مقام الساقي حيث يضع رجليه.
59 - دفقناه في بادي النشيئة داثر ... قديم بعهد الناس بقع نصائبه
أي: دفقنا ذلك الماء في "بادي النشيئة": يريد 16 أ/ فيما ظهر من "النشيئة": وهي من الحوض ما أنشئ من جداره. و"الداثر": الذي كاد يمحي. و"النصائب" حجارة يشرف بها الحوض، فهي بقع من ذرق الطير.
60 - على ضمر هيم فراو وعائف ... ونائل شيء سيء الشرب قاصبه
"هيم": عطاش، يعني الإبل. و"عائف": "عاف الماء"كرهه. و"القاصب" الذي يأبى أن يشرب.
61 - سحيراً وآفاق السماء كأنها ... بها بقر أفتاؤه وقراهبه
"آفاق السماء": نواحيها، فشبه النجوم بالبقر فيها مسان وصغار. و"القرهب": المسن، شبه صغار النجوم بأفتاء البقر، والكبار بمسانها.
62 - تؤم فتى من آل مروان أطلقت ... يداه، وطابت في قريش مضاربه
"تؤم فتى": يعني ناقته. و"اطلقت يداه": أي جعلت يده مبسوطة. "مضاربه"، يريد حيث ضربت عروقه.
63 - ونطنا الأداوى بالرحال فيممت ... بنا مصدراً، والقرن لم يبد حاجبه
"ونطنا": أي علقنا الأداوى بالرحال .. "فيممت بنا مصدراً": أي مخرجاً ومذهباً، أي: قصدت بنا مصدراً، أي: مذهباً. و"القرن": قرن الشمس. و"قرن الشمس": ناحية من نواحيها. يقال: "طلع قرن من قرونها". و"حاجبه": حرفه وناحيته. قال الأصمعي: "سمعت أعرابية تقول لرجل قدم إليه رغيف، وجعل يأكل من وسطه، فقالت: يا هذا كل من حواجب الرغيف، أي: من حروفه".
16 ب 64 - ألا رُبَّ من يهوى وفاتي ولو أتت ... وفاتي لذلت للعدو مراتبه
أصل "المرتبة": الدرجة. فأراد: لذل للعدو ما كان مستصعباً.
65 - وقائلة تخشى علي: أظنه ... سيودي به ترحاله ومذاهبه
أي تقول: أظنه سيودي به ترحاله، أي: سيهلكه ترحاله.










مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید