المنشورات

أخرقاء للبين استقلت حمولها ... نعم غربة فالعين يجري مسيلها

"المسيل": مجرى الدمع. فيقول: ذلك الموضع يسيل، يقول: نعم، استقلت "غربة" أي: لأرض بعيدة.
2 - كأن لم يرعك الدهر بالبين قبلها ... لمي ولم تشهد فراقاً يزيلها
26 أ/ قوله: "كأن لم يرعك الدهر" يقول لنفسه: أنت مفجع بالبين، فلأي شيء تجزع؟ .. فاصبر، فكأنك لم تشهد فراقاً. "يزيلها" أي: يخرجها عنك. ثم قال: بلى قد كان ذاك و"قبلها"، يريد: قبل خرقاء. أي: راعك الدهر لمي غير مرة.
3 - بلى، فاستعار القلب يأساً ومانحت ... على إثرها عين طويل همولها
قوله: "فاستعار القلب يأساً" أي: كأنه استعار اليأس من مكان، فأدخله قلبه. و"الممانحة": سيلان الدموع، وهو أن لا ينقطع. و"الممانحة" من الإبل: التي لا ينقطع درها، يقال: "ناقة ممانح" فضربه مثلاً للعين وسيلان دموعها. و"همولها": سيلانها وتتابعها.
4 - كأني أخو جريالة بابلية ... من الراح دبت في العظام شمولها
أي: كأني أخو خمرة من الخمر، أي كأني سكران من الحزن. و"شمولها": خمرها.
5 - غداة اللوى إذا راعني البين بغتة ... ولم يود من خرقاء شيئاً قتيلها
"اللوى": مكان. و"اللوى": منقطع الرمل. و"راعني": أفزعني البين. وقوله: "ولم يود قتيلها" أي: لم تؤخذ له دية، يقول: هي قتلتني حباً، فكأن أهلي لم يعطوا ديتي، وهو مثل.
6 - ولا مثل وجدي يوم جرعاء مالك ... وجمهور حزوى يوم زالت حمولها
قوله: "ولا مثل وجدي يوم جرعاء مالك" .. ألا ترى أنه قد قال قبل هذا البيت:
بلى، فاستعار القلب يأساً ومانحت ... على إثرها عين طويل همولها
26 ب/ ثم قال: ولا مثل وجدي بجرعاء مالك يوم زالت حمولها من مكان إلى مكان.
7 - فأضحت بوعساء النميط كأنها ... ذرى الأثل من وادي القرى ونخيلها
"الوعساء": رملة سهلة تنبت أحرار البقل وشبه الظعن بـ "ذرى الأثل" أي: بأعلى الأثل، أو نخيل وادي القرى. و"النميط": واد بالدهناء.
8 - وفي الجيرة الغادين حور تهيمت ... قلوب الصبا حتى استخفت عقولها
"الغادون": الذين غدوا، وهم أهل مي. و"تهيمت قلوب الصبا" أي: ضللت قلوب الصبا، يريد: قلوب أهل الصبا حتى استخفت عقول الذين يتبعون الصبا.
9 - كأن نعاج الرمل تحت خدورها ... بوهبين أو أرطى رماح مقيلها
يريد: كأن نعاج الرمل التي بوهبين، والتي مقيلها بهذه الأرطى. والمعنى: كأن نعاج الرمل في خدور هؤلاء النساء، شيههن بالبقر والظباء.
10 - عواطف يستثبتن في مكنس الضحى ... إلى الهجر أفياء بطيئاً ضهولها
يقول: قد عطفن أعناقهن في كناسهن، وذلك أنهن كوانس "يستثبتن" أي: ينتظرن في مكنس الضحى "أفياء": وهو جمع فيء. "بطيئاً ضهولها" أي: خروج الفيء بطيء. ومنه يقال:
"ما ضهل إليك من ذلك الأمر؟ " أي: ما خرج؟ .. 27 أ/ وقوله. "في مكنس الضحى": وللضحى مكنس لا تصيبه شمس الضحى، فيستثبتن متى يكون الفيء، أي: ينتظرن.
11 - يزيد التنائي وصل خرقاء جدة ... إذا خان أرماث الحبال وصولها
"التنائي": البعد. فيقول: يزيد البعد وصل خرقاء "جدة" أي: يبقى جديداً، لا يخلق. "إذا خان أرماث الحبال وصولها": و"أرماثه": أخلاقه. و"خان أرماث الحبال": أتاها الهلاك والقطع من قبل الوصول، يقول: كانت حبالاً أخلاقاً فوصلت، فخانتها وصولها، أي: تحللت الوصول، وهذا مثل.
12 - خليلي عدا حاجتي من هواكما ... ومن ذا يواسي النفس إلا خليلها
13 - ألما بمي قبل أن تطرح النوى ... بنا مطرحاً أو قبل بين يزيلها
قوله: "ألما بمي .. " أي. آسياني، كونا معي، أقيما من قبل أن تقذف النوى بنا مطرحاً، أي: قبل بين يزيلها. و"البين": الفرقة والتزايل.
14 - وإن لم يكن إلا تعلل ساعة ... قليلاً فإني نافع لي قليلها
أي: قدر ما يتحدث ويتعلل. 
15 - لقد أشربت نفسي لمي مودة ... تقضى الليالي وهو باق وسيلها
أشربت": ألزمت فنشب. و"تقضى الليالي": تذهب وتنقطع. و"وسيلها باق": و"الوسيلة": المنزلة، يريد: وسيل مي باق.
16 - ولو كلمت مستوعلاً في عماية ... تصباه من أعلى عماية قيلها
27 ب/ "المستوعل"، يريد: وعلاً عاقلاً، قد استوعل في الجبل فتوحش. و"عماية": جبل. و"تصباه": أخذه بوجه الصبا. قيلها، أي: يصبو لكلام مي.
17 - ألا رب هم طارق قد قريته ... مواكبة ينضو الرعان ذميلها
يقول: رب هم قد طرقني، أي: أتاني ليلاً فـ "قريته مواكبة" أي: جعلتها قرى لهمي فركبتها. و"المواكبة": التي تلزم الموكب. و"ينضو الرعان ذميلها". أي: يجوز "الرعان": وهي أنوف الجبال. و"الذميل": ضرب من السير فوق العنق.
18 - رتاج الصلا مكنوزة الحاذ يستوي ... على مثل خلقاء الصفاة شليلها
يقول: صلاها مرتجة، أي: موثقة كأنها باب. و"الرتاج":
الباب. و"الصلا": ما عن يمين الذنب وشماله. و"الحاذ": ما يقع الذنب عليه من دبر الفخذين، وهما حاذان. و"الشليل": المسح الذي يكون على عجز البعير. فيقول: شليلها على العجز على مثل صخرة ملساء.
19 - وأبيض يستحيي من اللؤم نفسه ... إذا صير الوجناء حرفاً نحولها
أي: يستحيي نفسه أن تلؤم في هذه الحال، وهو قوله: "إذا صير الوجناء حرفاً". وجواب "وأبيض"، "غدا وهو لا تعتاد عينيه ... ". يستحيي أن يؤم في هذه الحال إذا صير الوجناء نحولها حرفاً. و"النحول": ذهاب لحمها، يقول: كانت وجناء فنحلت، فصيرها حرفاً. وأراد: أبيض من الناس "ندي المحل بسام إذا القوم قطعت * أحاديثهم .. ".
28 أ 20 - ندي المحل بسام إذا القوم قطعت ... أحاديثهم يهماء عار مقيلها
"ندي المحل" أي: يندى في المحل، يعطي. و"البسام": الذي يتبسم، لا يضحك. يقول: "قطعت أحاديثهم يهماء" يقول: فرقوا فلا يتحدثون من الفرق وبعدها. و"يهماء": عمياء الطريق، فيقول: هو يندى في هذا الوقت، يعطي.
21 - إذا انجاب أظلال السرى عن قلوصه ... وقد خاضها حتى تجلى ثقيلها
"انجاب": انكشف السرى عنا. و"السرى": سير الليل، فأراد: إذا انكشف عنا الليل. "وقد خاضها" والهاء للسرى، "حتى تجلى": تكشف عنه غم السرى وثقلها.
22 - غدا وهو لا يعتاد عينيه كسرة ... إذا ظلمة الليل استقلت فضولها
يقول: إذا انكشف السرى عن قلوصه غدا صاحبه وهو ليس به كسر من نعاس. وقوله: "ظلمة الليل استقلت فضولها"يقول: تقلصت نواحيها التي كانت مسترخية، أي: ذهب الليل.
23 - نقي المآقي سامي الطرف إذ غدا ... إلى كل أشباح بدت يستحيلها
قوله: "نقي المآقي" أي: من النعاس. و"سامي الطرف": لا تنكسر عيناه من النعاس. و"أشباح": شخوص. و"يستحيلها": ينظر أتحول من مكانها أم لا؟ ويعني بذلك صاحبه.
24 - دعاني بأجواز الفلا ودعوته ... لهاجرة حانت وحان رحيلها
28 ب/ "أجواز" الفلاة: وسطها. أي: دعاني ودعوته في وسط الفلاة. "حانت": جاء وقتها، وحان أن يرحل فيها. وإنما دعا صاحبه، ودعاه. و"الهاجرة": عند الزوال.
25 - فقمنا إلى مثل الهلالين لاحنا ... وإياهما عرض الفيافي وطولها
قوله: "إلى مثل الهلالين" يريد: ناقتين قد ضمرنا حتى صارتا مثل الهلالين، أي: تعقفتا.
26 - وسوجين أحياناً ملوعين بالتي ... على مثل حرف السيف يمسي دليلها
"الوسيج": ضرب من السير. و"الملع": عال من السير. و"الزلجان": المر السريع وقوله: "على مثل حرف السيف يمسي دليلها" يقول: يمسي على أمر إن أخطأ هلك الدليل.
27 - وصافي الأعالي أنجل العين رعته ... بعانكة ثبجاء قفر أميلها
"صافي الأعالي" أي: أبيض الوجه. و"أنجل العين" أي: واسع [العين]. يعني: ثوراً. و"العانكة": من الرمل، المتعقدة الطويلة الصعبة المرتقى. و"ثبجاء": ضخمة الوسط، يعني: العانكة. و"الأميل": من الرمل، والجمع: أمل، وهو حبل من الرمل عرضه نحو من ميل.
28 - وأبيض موشي القميص نصبته ... على خصر مقلات سفيه جديلها
"أبيض": يعني سيفاً. "نصبته على خصر مقلات" يعني: على خصر ناقة لا 29 أ/ يعيش لها ولد، فهو أصلب لها. و"سفيه جديلها" أي: يضطرب من النشاط. و"الجديل": الزمام.
29 - قذوف بعينيها إذا اسود غرضها ... جؤوب الموامي حين يدمى نقيلها
"قذوف" أي: تطمح بعينيها، لا ينكسر بها نشاط. وقوله: "إذا اسود غرضها" أي: إذا عرقت فاسود حزام الرحل. و"جؤوب الموامي" أي: تقطع الموامي، والواحدة: موماة، وهي القفر. وقوله: "حين يدمى نقيلها" يعني: نعلها، فهي تقطع الموامي على هذه الحال، وقد دمي نقيلها.
30 - وبيضاء لا تنحاش منا وأمها ... وإذا ما رأتنا زيل منا زويلها
"بيضاء" يريد: بيضة نعام، و"لا تنحاش منا" أي: لا تحرك منا ولا تفزع. و"أمها" يعني النعامة، إذا رأتنا أخذها منا محاذرة وفرق. ويقال للرجل إذا رأى رجلاً فأخذه منه محاذرة وفزع: "زيل منه زويله" ..
31 - نتوج ولم تقرف لما يمتنى له ... إذا نتجت ماتت وعاش سليلها
يقول: البيضة حامل. "ولم تقرف لما يمتنى له" أي:
لم تحمل لما له منية، أي: لقحت من باب آخر، ليس مما يضرب. و"المنية": انتظار لقح البعير أياماً. وقوله: "ماتت" يعني: البيضة، وعاش الذي فيها. وقوله: "ولم تقرف" أي: لم تدان، و"المقارفة": المداناة، أي: لم تدان لما له منية. يقال: "قد قارفت البيضة" إذا دنا أن يخرج ما فيها.
32 - أريت المهارى والديها كليهما ... بصحراء غفل يرمح الآل ميلها
29 ب/ "المهارى": الإبل المهرية. يقول: أريت الإبل والدي البيضة بصحراء "غفل" أي: ليس بها علم. والمعنى: يقول:سلكت الإبل حيث يكون النعامة والظليم. و"الميل": القطعة من الأرض، أي: الميل يركض الآل، كأنها ترمح من السراب، فالميل ينزو في السراب. ويروى: "يرفع الآل".
33 - إذا الشخص فيها هزه الآل أغمضت ... عليه كأغماض المقضي هجولها
يقول: إذا الآل هز الشخص، أي: حركه، أغمضت الهجول على الشخص. و"الهجول": ما اطمأن من الأرض، أي: يدخل الشخص في الهجول فلا يرى، كما يغمض الإنسان على الشيء. و"المقضي": الذي ينزع.
34 - فلاة تقد الآل عنها ويرتمي ... بنا بين عبريها رجاها وجولها
"تقد الآل" أي: تشقه، وإنما يكون ذلك في الفلوات.
و"عبراها": جانباها. و"الجول": الناحية. فيقول: رجا هذه الفلاة وجولها. "يرتمي بنا بين عبريها" أي: بين جانبيها.
35 - على حميريات كأن عيونها ... قلات الصفا لم يبق إلا سمولها
يريد: ترتمي بنا الفلاة على "حميريات" يريد: إبلاً. وشبه عيونها في غؤورها بـ "القلات": وهي النقر في الجبل. و"السمول": بقايا الماء. فيقول: لم يبق في القلات إلا بقايا.
36 - كأنا نشد الميس فوق. مراتج ... من الحقب أسفى حزنها وسهولها
3 أ/ يقول: كأنا نشد رحالنا فوق أحمرة حوامل. يقال: "أتان مرتج": إذا أغلقت الرحم على الماء. ويروى: "فوق هوائج من الحقب" وقوله: "أسفى حزنها وسهولها" يريد: حزن هذه الحمر التي ترعى في الحزن والجبل. و"أسفى": صار له سفى، أي: خرج "سفاه": وهو شرك البهمى. فذهبن يطلبن الماء لأنه قد ذهب البقل.
37 - رعت واحفاً فالجزع حتى تكملت ... جمادى وحتى طار عنها نسيلها
يقول: رعت هذه الحمر "واحفاً": وهو موضع. و"الجزع": منعطف الوادي. "حتى تكملت جمادى": وكانت جمادى في ذلك الوقت إذا تكملت فقد جاء الصيف فإذا جاء الصيف فلابد أن تطلب الماء. و"طار نسيلها": وذلك قبل جمادى حين أكلت الربيع وسمنت.
38 - وحتى استبان الجأب بعد امتنائها ... من الصيف ما اللائي لقحن وحولها
فيقول: "استبان" أي: علم ما التي حملت من أتنه، وما التي حالت. و"الامتناء". أن تنظر أحملت أم لا؟ قدره خمس عشرة ليلة أو عشر ليال.
39 - أبت بعد هيج الأرض إلا تعلقاً ... بعهد الثرى حتى طواها ذبولها
قوله: "أبت بعد هيج الأرض": و"هيجها": يبس بقلها. يقال: "هاجت الأرض". وأما قوله: "إلا تعلقاً بعهد الثرى": فإنما يريد أبت إلا أن تعلق بحب عهد الثرى، أي: بحب ما عهدت ن الثرى، أي: أدركت. و"الثرى": البلل من التراب، يقال: "القوم مثرون": لم تجف أرضهم. وقد ثري 30 ب/ مكانه يثرى ثرى: إذا ندي، وهو ثرز و"ثريته": نديته. وقوله: "حتى طواها ذبولها" يريد: طوى الحمر ذهاب الماء عنها ويبست بطونها. فذلك ذبولها. ويقال للعود إذا ذهب ماؤه وتهيأ لليبس: "قد ذبل".
40 - حشتها الزبانى حرة في صدورها ... وسيرها من صلب رهبى ثميلها
"الزبانى": قرنا العقرب عند طلوعها. و"الحرة": حرارة العطش. "وسيرها من صلب رهبى ثميلها" يعني: ما بقي في بطونها من العلف، لم يبق إلا بقايا أذهبها الحر، فسارت تطلب الماء.
41 - فلما حدا الليل النهار وأسدفت ... هوادي دجاً ما كاد يدنو أصيلها
"حدا": ساق الليل النهار. "وأسدفت هوادي دجاً" أي: اسودت "هوادي" أي: أوائل دجاً، يريد: دجا الليل، ما كاد يدنو عشيها من طول اليوم. فيقول: لما ساق الليل النهار ودنا العشي "حداها" أي: حدا الحمر "جميع الأمر" أي: اجتمع رأي الفحل وعزم.
42 - حداها جميع الأمر مجلوذ السرى ... حداء إذا ما استسمعته يهولها
يريد: ساق الحمر "جميع الأمر": وهو الفحل الذي اجتمع رأيه وعزم ولم ينتشر أمره. يقال: "رجل جميع الرأي" و"امرأة جميعة الرأي". و"مجلوذ السرى" أي: منبسط ماض. وقوله: 31 أ/ "إذا استسمعته" يريد إذا سمعت الحداء هالها.
43 - مصك كمقلاء الفتى ذاد نفسه ... عن الورد حتى ائتج فيها غليلها
"مصك" يعني: هذا الفحل، أنه شديد "كمقلاء الفتى"،يقول: هو مدرج خميص شديد. و"ذاد نفسه عن الورد": جعل يخاف الرمي، فحبس نفسه حتى اضطرمت فيها حرارة العطش.
44 - تغنيه من بين الصبيين أبنة ... نهوم إذا ما ارتد فيها سحيلها
"الأبنة": العقدة، ويعني بها ها هنا الغلصمة، فهو يصدح ويصيح. و"نهوم" أي: "ينهم": ينحط في جوفه. وقوله: "إذا ارتد فيها" يريد: في الأبنة. "سحيلها": صوتها، يريد: صوت الأبنة.
45 - فظلت تفالى حول جأب كأنه ... ربيئة أثار عظام ذحولها
يقول: ظلت الحمر تفالى حول "جأب": وهو الحمار الغليظ، كأنه ربيئة قوم يطلب بدم أثآر، كأنه يربأ لقوم. يقول: الحمر يفلي بعضها بعضاً. و"الذحل .. ": الأمر الذي أسأت به، وذلك أنه ينتظر سقوط الشمس حتى يرد.
46 - محانيق أمثال القنا قد تقطعت ... قوى الشك عنها لو يخلى سبيلها
"محانيق": ضمر. "أمثال القنا": في طولها. "قد تقطعت قوى الشك" أي: قد تقطعت حبال الشك عنها، ليست تشك في الورود لو يخلي الفحل سبيلها.
31 ب 47 - تراقب بين الصلب والهضب والمعى ... معى واحف شمساً بطيئاً نزولها
أي: تراقب الشمس متى تغور حتى تطلب الماء لأنها تكره أن تطلبه في الحر. و"نزولها": غؤورها.
48 - ترى القلوة القوداء فيها كفارك ... تصدى لعينيها فصدت حليلها
"القلوة": الخفيفة من الأتن. و"القوداء": الطويلة العنق. قوله: كفارك تصدى لعينيها حليلها فصدت عنه، فيقول: كأنها في إغضائها في الهاجرة "كفارك" أي: كامرأة أبغضت زوجها، فقد أغضت عنه.
49 - فأوردها مسجورة ذات عرمض ... تغول سيول المكفهرات غولها
أي: أورد الحمار الأتن عيناً "مسجورة" أي: مملوءة. "ذات عرمض": وهو الخضرة على رأس الماء. و"المكفهرات": السحائب المتراكبة. فأراد: أن العين تغول سيول المكفهرات من سعتها، أي: تذهب بمائها.
50 - فأزعجها رام بسهم فأدبرت ... لها روعة ينفي السلام حفيلها
"حفيلها": اجتهادها في العدو. و"السلام": الحجارة، فهي تنفيها بحوافرها وتجتهد في ذلك. و"روعة": فزعة.
51 - تقول سليمى إذ رأتني كأنني ... لنجم الثريا راقب أستحيلها
أي: ينظر هل يزول النجم لطول الليل. "أستحيلها": يقال:"استحل 32 أ/ هذا الشخص" أي: انظر هل يتحرك أم لا؟ فنقول: "قد حال" أي: تحرك.
52 - أشكوى حمتك النوم أم نفرت به ... هموم تعنى بعد وهن دخيلها
يريد: تقول سليمى: أشكوى منعتك النوم أم نفرت بالنوم هموم "تعنى": تعهد. "بعد وهن" أي: بعد هوي من الليل. "دخيلها": ما دخله وبطنه. "والدخيل" في غير هذا الموضع: الضيف الذي يدخل البيت.
53 - فقلت لها: لا بل هموم تضيفت ... ثويك، والظلماء ملقى سدولها
رد عليها فقال: ليس بي شكوى، ولكن هموم "تضيفت" أي: نزلت عند ثويك، وهو ذو الرمة. ويقال: "هذا ثويهم": إذا ثوى عندهم. و"سدول" الظلماء: ستورها.
54 - أتى دون طعم النوم تيسيري القرى ... لها واحتيالي أي جال أجيلها
يقول: أتى دون طعم النوم "تيسيري" أي: تهيئتي لها، يريد لهذه الهموم، أي: أنظر ما أعمل لها، كما يقرى الضيف، واحتيالي لهذه الهموم "أي جال أجيلها" أي جهة أوجهها. ومعنى "أتى دون طعم النوم تيسيري القرى" أي: حال بيني وبين النوم. وجعل الهموم إذا طرقته أضافها، والهموم لا تقرى، وإنما هذا مثل. وجعل دواء الهموم وقراه الارتحال، أي: ارتحلت لألقي عني الهموم. يقال: "أجل الأمر مجاله" أي: أدر الأمر مداره. و"مجاله" ها هنا: مصدر. و"المجال" في غير هذا: الموضع الذي يجال فيه، فيمن قال: أجلته، فإن قلت: جلت أنا جولاناً ومجالاً 33 ب/ هما مصدر، فالموضع "مجال" حيث يجال فيه.
55 - فطاوعت همي وانجلى وجه بازل ... من الأمر لم يترك خلاجاً بزولها
يقول: أمرتني نفسي بشيء فطاوعتها. وقوله: "وانجلى وجه بازل من الأمر" يريد: وجه خصلة انكشفت و"انبزلت": استبانت. ومنه يقال: "بزلته" شققته. وقوله: "فلم يترك خلاجاً بزولها" يقول: استبانتها وانبزالها لم يترك في الأمر "خلاجاً"، أي: شكاً.
56 - فقالت: عبيد الله من آل معمر ... إليه أرحل الأنقاض يرشد رحيلها
يقول: قالت لي: ارحل إلى عبيد الله، و"الأنقاض": الواحد نقض، وهو المهزول، رجيع سفر. فيقول: هذه الخصلة التي انكشفت لي أمرتني بذلك.
57 - فتى بين بطحاوي قريش كأنه ... صفيحة ذي غربين صاف صقيلها
58 - إذا ما قريش قيل: أين خيارها ... أقرت به شبانها وكهولها









مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید