المنشورات

مررنا على دار لمية مرة ... وجاراتها، قد كاد يعفو مقامها

44 ب/ يعني: جارات مي. و"مقامها": موضعها.
2 - فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا ... أهلة أنآء الديار وشامها
"أنآء": جمع نؤي. فيقول: النؤي مستدير كأنه هلال، يقول: لما رأينا ذلك هيجنا. و"الشام": جمع شامة، أراد: شامات الديار. و"الشام": لون يخالف لون الأرض.
3 - وقد زوَّدت مي على النأي قلبه ... علاقات حاجات طويل سقامها
"العلاقات": ما يبقى في القلب من الحب.
4 - فأصبحت كالهيماء، لا الماء مبرئ ... صداها، ولا يقضي عليها هيامها
"الهيماء": التي بها داء، وهي تشرب فلا تروى. وقوله: "لا يقضي عليها هيامها" أي: ولا تموت. و"الهيام": هو الاسم، هو الداء الذي بها، فتشرب فلا تروى، يعني الإبل.
5 - كأني غداة الزرق يا مي مدنف ... يكيد بنفس قد أجم حمامها
"مدنف": مريض. "يكيد بنفسه" أي: ينزع. "قد أجم" حضر. "حمامها": وهو القدر. و"الزرق": كثبان الرمل.
6 - حذار اجتذاب البين أقران طية ... مصيب لوقرات الفؤاد انجذامها
يريد: "كأني مدنف حذار اجتذاب البين"، يعني 45 أ/ أن البين يجذب الوصل فيقطعه. و"الأقران": الحبال، وهو مثل. يريد أن البين قطع أقران الناس فتفرقوا كأنهم في حبال في موضع. فالبين فرقهم. و"الطية": حيث يريدون وينوون. و"وقرات": شيء يصيب العظم فيكدمه ويهزمه. و"البين": الفرقة.
7 - خليلي لما خفت أن يستفزني ... أحاديث نفسي بالهوى واحتمامها
قوله: "أن يستفزني" يريد: أن يستخفني. و"الاحتمام": حديث النفس بالأمر والإزماع عليه.
8 - تداويت من مي بتكليمة لها ... فما زاد إلا ضعف دائي كلامها
قوله: "بتكليمة لها" يريد: منها. يقول لما كلمتها ازددت داء.
9 - أناة كأن المسك أو نور حنوة ... بميثاء مرجوع عليه التثامها
"أناة": بطيئة القيام. و"الميثاء": مسيل ماء واسع لين. و"الحنوة": نبت طيب الريح. فيقول: كأنما عطف الالتثام على نور حنوة.
10 - كأن على فيها تلألؤ مزنة ... وميضاً إذا زان الحديث ابتسامها
"المزنة": السحابة. و"الوميض": البرق. فشبه بريق أسنانها وبياضها بتلألؤ مزنة.
11 - ألا خيلت مي وقد نام صحبتي ... فما نفر التهويم إلا سلامها
4 ب/ "خيلت" أي: رأينا منها خيالاً جاء في المنام. و"التهويم": شيء دون النوم قليل. فيقول: نفر نومنا حين سلم الخيال علينا.
12 - طروقاً وجلب الرحل مشدودة به ... سفينة بر تحت خدي زمامها
يريد: خيلت طروقاً. و"جلب الرحل": خشبة بغير أداة. "مشدودة به" يريد: بالجلب. وقوله: "تحت خدي زمامها": وذلك أنه قد عرس، فزمامها تحت خده.
13 - أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة ... قليل بها الأصوات إلا بغامها
"البلدة" الأولى، يعني: الكركرة. فيقول: وضعتها فوق "بلدة": وهي بلدة من الأرض، "قليل بها الأصوات" إلا بغام ناقته.
14 - يمانية في وثبها عجرفية ... إذا انضم إطلاها وأودى سنامها
"عجرفية" أي: جفاء وركوب للرأس. و"إطلاها": خاصرتاها. و"أودى سنامها" أي: ذهب سنامها، فيقول: هي في ضمرها هكذا.
15 - وداوية تيهاء يدعو بجوزها ... دعاء الثكالى آخر الليل هامها
"داوية": أرض منسوبة إلى "الدو": وهو القفر. و"يدعو بجوزها" أي: بوسطها "آخر الليل هامها" مثل دعاء "الثكالى": اللواتي ثكلن أولادهن.
16 - أطلت اعتقال الرحل في مدلهمها ... إذا شرك الموماة أودى نظامها
قوله: "أطلت اعتقال الرحل": هو أن يعقل رجله على رحله فيركب، فيقول: أطلت ذلك لأني في سفر. و"مدلهمها" يريد: سواد هذه الداوية. و"شرك الموماة": أنساعها وطرائقها. وهي طرق تراها صغاراً. و"أودى نظامها" يعني: نظام الموماة ذهب ومات، أي. امحى الطريق وكان منتظماً.
17 - ولست بمحيار إذا ما تشابهت ... أما ليس مخضر عليها ظلامها
"الأماليس": واحدها: "إمليس": وهو المستوي، يقول: لما استوت تشابهت عليه، و"مخضر": أسود.
18 - أقيم السرى فوق المطايا لفتية ... إذا اضطربوا حتى تجلى قتامها
قوله: "أقيم السري" أي: لا أعوج الطريق، "إذا اضطربوا": من النوم. وقوله: "حتى تجلى" أي: حتى انكشف سواد الليل.
19 - على مستظلات العيون سواهم ... شويكية يكسو براها لغامها
قوله: "مستظلات العيون" يقول: غارت عيونها فهي تحت الحجاج مستظلة. و"شويكية": حين طلع نابها، يقال: "شاك نابها": إذا خرج مثل الشوك. و"لغامها": زبدها، "فالزبد على البرى، و"الحجاج": عظم ما حوالي العين الذي عليه الشعر.
20 - يطرحن حيراناً بكل مفازة ... سقاباً وحولاً لم يكمل تمامها
"حيران": جمع "حوار": وهو الفصيل الذي أتى عليه ثلاثة أشهر. 46 ب/ و"السقاب": الذكران، يقال له حين يسقط من بطن أمه: "سليل". فإن كان ذكراً فهو: "سقب"، وإن كان أنثى فهو: "حائل" والجميع: "حول". وقوله: "لم يكمل تمامها"، يقول: ألقته من قبل أن تكمل العدة.
21 - ترى طيرها من بين عاف وحاجل ... إلى حية الأنفاس موتى عظامها
قوله: "عاف وحاجل": كل ما دنا فهو عاف، و"حاجل": يحجل. يقال: "عفاه يعفوه عفواً، واعتفاه يعتفيه اعتفاء": إذا أتاه والم به. و"حاجل": يعني طائراً. وقوله: "حية الأنفاس موتى عظامها" يقول: هي تنفس وقد ماتت الأجساد لم يبق فيها شيء من الروح إلا النفس، يعني الحيران، لأنها ترمي من غير تمام.
22 - وأشعث قد ساميته جوز قفرة ... سواء علينا صحوها وظلامها
"أشعث" يعني: صاحبه. "قد ساميته" أي: عاليته، أي: جعلت أعلو فيها ويعلو. وقوله: "سواء علينا صحوها وظلامها" يقول: لا نبالي أفي صحو كنا أم في ظلام؟ .. فنحن نسير.
23 - تهاوى بها حرف قذاف كأنها ... نعامة بيد ضل عنها نعامها
قوله: "تهاوى" يعني الناقة، أي: تهوي في هذه القفرة. و"قذاف" أي: ترامى، يتبع بعضها بعضاً.











مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید