المنشورات

لمية أطلال بحزوى دواثر ... عفتها السوافي بعدنا والمواطر

47 أ/ "المواطر": السحائب. و"الدواثر": التي قد امحت. و"السوافي": الرياح التي تسفي التراب.
2 - كأن فؤادي هاض عرفان ربعها ... به وعي ساق أسلمتها الجبائر
قوله: "هاض عرفان ربعها به" أي: بالفؤاد. و"الوعي":
الجبر. و"هاض": رجع كسره. والمعنى: هاض عرفان ربعها بهيضه فؤادي وعي ساق "أسلمتها" أي: تركتها، و"الإسلام": التخلية. أي: تركتها "الجبائر": والواحدة "جبارة": وهي ما شددت به الكسر من الأعواد.
3 - عشية مسعود يقول وقد جرى ... على لحيتي من عبرة العين قاطر
4 - أفي الدار تبكي أن تفرق أهلها ... وأنت امرؤ قد حلمتك العشائر
"مسعود": أخوه. "حلمتك العشائر" أي: وصفوك حليماً.
5 - فلا ضير أن تستعبر العين إنني ... على ذاك إلا جولة الدمع صابر
قوله: "أن تستعبر ... " موضع "أن" رفع. يريد: إنني صابر على ذاك الوجد إلا "جولة الدمع" أي: يجول في العين.
6 - فيا مي هل يجزى بكائي بمثله ... مراراً وأنفاسي إليك الزوافر
يريد: "هل يجزى بكائي" أي: هل تبكين مثلما أبكي مراراً.
7 - وأني، متى أشرف على الجانب الذي ... به أنت، من بين الجوانب ناظر
47 ب/ يريد: وإني ناظر متى أشرف على الجانب الذي به أنت من بين الجوانب. ونصب ألف "أن"، يريد: إنني على ذاك صار إلا جولة الدمع وأني متى أشرف.
8 - وأن لايني يا مي من دون صحبتي ... لك الدهر من أحدوثة النفس ذاكر
"يني": يفتر. و"ذاكر": شيء يذكره في صدره، وذلك "من دون صحبتي": لا أعلمهم. وموضع "أن" نصب على النسق.
9 - وأن لا ينال الركب تهويم وقعة ... من الليل إلا اعتادني منك زائر
"التهويم": النعاس. و"وقعة": نومة. و"زائر" يريد: خيالها.
10 - فإن تك مي حال بيني وبينها ... تشائي النوى والعاديات الشواجر
"التشائي": التباين. و"العاديات": الصارفات. و"الشوجر": الصوارف. يقال: "اشجره عنك"، أي: ادفعه عنك.
11 - فقد طالما رجيت ميساً وشاقني ... رسيس الهوى منه دخيل وظاهر
"رسيسه": مسه. و"دخيل": باطن.
12 - وقد أورثتني مثل ما بالذي به ... هوى غربة دانى له القيد قاصر
يريد: وقد أورثتني مثل ما بالبعير الذي به هوى بعيد. و"قاصر": رجل قصر قيده.
13 - لقد نام عن ليلي لقيط وشاقني ... من البرق علوي السنا متياسر
48 أ/ "السنا": الضوء. و"علوي السنا" يريد: برقاً جاء من العالية. "متياسر": جاء من هذا الشق فهاجه، أي: من ناحية دار مي.
14 - أرقت له والثلج بيني وبينه ... وحومان حزوى فاللوى فالحرائر
"الحرائر": مكان البرق، أي: أرقت له إلى الصبح. قوله: "والثلج بيني وبينه" .. : لأنه كان بأصبهان.
15 - وقد لاح للساري سهيل كأنه ... قريع هجان عارض الشول جافر
قوله: "عارض الشول" أي: لم يتبعها، ذهل عنها. و"القريع": الفحل المختار. و"الجافر": الذي ذهبت غلمته. يقول: كأن سهيلاً فحل أبيض، أي: هذا في وقت السحر.
16 - نظرت ورائي نظرة الشوق بعدما ... بدا الجو من جي لنا والدساكر
أي: التفت بعدما بدا الجو من جي والدساكر، أراد: بيوتها.
17 - لأنظر هل تبدو لعيني نظرة ... بحومانة الزرق الحمول البواكر
"الحمول": الإبل وما عليها. و"الحومانة": القطعة من الأرض الغليظة. أراد: نظرت لأنظر.
18 - أجدت بأغباش فأضحت كأنها ... مواقير نخل أو طلوح نواضر
أي: أجدت الحمول. و"الأغباش": بقايا من سواد الليل، الواحد: "غبش". و"مواقير": يقال: "نخل موقر وموقر". و"الطلوح": شجر، الواحد: "طلح" شبه الإبل بالنخل الحوامل أو بهذا الشجر. وإنما قال: "حوامل" لأنهم يعلقون على هوادجهم الصوف الأحمر والأصفر، فشبهه بالنخل التي عليها البسر الأحمر والأصفر.
34 ب 19 - ظعائن لم يسلكن أكناف قرية ... بسيف ولم تنغض بهن القناطر
"أكناف": نواح. و"السيف": كل ضيف ماء، أي: ساحله. وقوله: "لم تنغض بهن القناطر" يقولك لم يسرن على القناطر كما تسير دواب الريف، أي: هن في البدو، ولم يأتين قرية ولا بحراً، وإذا كانت في البدو لم تعاين قنطرة ولا نهراً.
20 - تصيفن حتى اصفر أقواع مطرق ... وهاجت لأعداد المياه الأباعر
"الأقواع": الواحد: "قاع": وهي الأرض المستوية ذات الطين الحر. "وهاجت لأعداد المياه الأباعر" يقول: ذهب عنها الحر فأعجبها الشرب فهاجت له. و"مطرق": موضع. و"الأعداد" جمع: "عد": وهو الماء له مادة.
21 - وطار عن العجم العفاء وأوجفت ... بريعان رقراق السراب الظواهر
"العجم": صغار الإبل، شبهها بالنوى. و"عفاؤها": وبرها، وذلك [أنه] إذا سمنت ألقت الوبر العتيق. و"الريعان": أوله. و"الظواهر": ما ارتفع من الأرض.
22 - ولم تبق ألواء الثماني بقية ... من الرطب إلا بطن واد وحاجر
"الألواء": جمع "لوى": وهو منقطع الرمل. وقوله: "إلا بطن واد وحاجر": يقول: بقي في البطن من الرطب شيء.
و"حاجر": موضع مطمئن وحوله مشرف فيه ماء. و"الثماني": هضبات جبال.
4 أ 23 - فلما رأين القنع أسفى وأخلفت ... من العقربيات الهيوج الأواخر
"القنع": موضع يطمئن وسطه. و"أسفى" صار فيه سفى. وقوله: "من العقربيات" أي: الهيوج الأواخر جاءت فأيبست البقل.
24 - جذبن الهوى من سقط حوضى بسدفة ... على أمر ظعان دعته المحاضر
"المحاضر": المياه. "جذبن الهوى" يعني الظعائن. يقول: نزعن هواهن من هذا المكان، فأتين الماء. و"سقط حوضى": منقطع الرملة. "سدفة": بقية من سواد الليل في آخره وقوله: "على أمر ظعان" أي: إذا رأى هذا الرجل أمراً تبعه.
25 - فأصبحن قد نكبن حوضى وقابلت ... من الرمل ثبجاء الجماهير عاقر
"نكبن" أي: خلفنه على آخر. وقوله: "وقابلت من الرمل ثبجاء" يقول: أصبحن في مكان قابلتهن فيه من الرمل "ثبجاء"، أي: ضخمة "الثبج" يعني الرمل. و"عاقر": لا تنبت. و"الجماهير": عظام الرمل.
26 - وتحت العوالي في القنا مستظلة ... ظباء أعارتها العيون الجاذر
"العوالي": عوالي الهوادج. و"مستظلة": تحت القنا. و"القنا": عيدان الهودج.
27 - هي الأدم حاشى كل قرن ومعصم ... ,ساق وما ليثت عليه المآزر
"اللوث": الطي. و"المآزر": الأكفال.
49 ب 28 - إذا شف عن أجيادها كل ملحم ... من القز واحورت إليك المحاجر
قوله: "إذا شف" يريد: إذا شف الملحم عن أعناقها من وراء الثوب، وهو أن يرى ما وراء. و"احورت": نظرت. و"المحجر" فجوة العين.
29 - وغبراء يحمي دونها ما وراءها ... ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر
"غبراء": أرض. وقوله: "يحمي دونها ما وراءها" أي: يجعل دونها ما وراءها حمى حتى لا يقرب. يقول: ما دونها من الفلوات يجعل ما وراءها حمى فلا يقرب. وقوله: "يختطيها": من الخطو، أي: لا يتخطاها إلا من خاطر بنفسه.
30 - سخاوي ماتت فوقها كل هبوة ... من القيظ واعتمت بهن الحزاور
"السخاوي": الأرض البعيدة الرقيقة التراب. وقوله: "ماتت فوقها كل هبوة": وهي الريح، يريد: سكن التراب عليها. و"الحزاور": آكام صغار يقول: الحزاور اعتمت بـ "الهبوة": وهي الغبرة.
31 - قطعت بخلقاء الدفوف كأنها ... من الحقب ملساء العجيزة ضامر
"خلقاء" أي: ملساء. و"الدفوف": الجنوب. و"الأحقب": الحمار الذي في حقوه بياض.
32 - سديس تطاوي البعد أو حد نابها ... صبي كخرطوم الشعيرة فاطر
"سديس": في سنها، قبل البزول، يقال: "سدس وسديس" للذكر والأنثى. وقوله: "أوحد نابها صبي" يريد:حين فطر. 50 أ/ وقوله: "كخرطوم الشعيرة" أي: نابها كطرف الشعيرة. ويقال: "فطر نابه": حين يطلع وينشق عنه اللحم. وقوله: "تطاوي" أي: تطوي، أي: تباريها.
33 - إذا القوم راحوا راح فيها تقاذف ... إذا شربت ماء المطي الهواجر
يريد: راح في هذه الناقة تقاذف، أي: ترام في السير. وقوله: "إذا شربت ماء المطي الهواجر" يقول: عصرتها فأيبست جلودها.
34 - نجاة يقاسي ليلها من عروقها ... إلى حيث لا يسمو امرؤ متقاصر
["نجاة": سريعة]. قوله: "يقاسي ليلها من عروقها" أي: قاسى الليل منها شراً لأنها تسير فيه. وقوله: "من عروقها" يريد: من أصولها وكرمها. وقوله: "إلى حيث لا يسمو امرؤ متقاصر" يقول: تأتي هذه الإبل المكان الذي يقصر عنه الرجل القصير الهمة، لا يبلغه إلا رجل بعيد الهمة. ويروى: "تقاسي ليلها عارفاتها"، "العارفات": الصوابر.
35 - زهاليل لا يعبرن خرقاً سبحنه ... بأكوارنا إلا وهن عواسر
"زهاليل": ملس. وقوله: "إلا وهن عواسر" يقول قد شلن بأذنابهن فلا يكسرنها لأنهن بهن نشاط.
36 - ينجيننا من كل أرض مخوفة ... عتاق مهانات وهن صوابر
37 - وماء تجافى الغيث عنه فما به ... سواء الحمام الحضن الخضر حاضر
50 ب/ وقوله: "تجافى الغيث عنه" أي: يرتفع، فما به حاضر سوى الحمام "الحضن" أي: التي تحضن بيضها.
38 - وردت وأرداف النجوم كأنها ... وراء السماكين المها واليعافر
"أرداف النجوم" أي: تغيب نجوم وتخلف هي من بعدها، فهي أردافها. و"المها": البقر. و"اليعافر": الظباء.
39 - على نضوة تهدي بركب تطوحوا ... على قلص أبصارهن غوائر
"نضوة": ناقة مهزولة. و"تطوحوا" أي: ذهبوا ها هنا وها هنا. و"تهدي بركب" أي: تكون أوائلها. و"غوائر": ذهبت أعينهن.
40 - إذا لاح ثور في الرهاء استحلنه ... بخوص هراقت ماءهن الهواجر
"استحلنه": ينظرن أيتحرك أم لا؟ يفعلن ذلك لأنهن نشاط، ينظرن إلى الثور في "الرهاء": وهو ما اتسع من الأرض. و"خوص": غائرات العيون في صغر. و"هراقت ماءهن الهواجر" يقول: حلبتهن الهواجر فأخرجت عرقها فيبست جلودها.
41 - فبين براق السراة كأنه ... فنيق هجان دس منه المساعر
"فبين" يعني: الإبل، أنها استبانت الثور، وهو "البراق السراة. و"دس منه المساعر، أي: طليت بالهناء لأنه جرب. و"المساعر": أصول الآباط والأفخاذ. وإنما أراد كأن الثور فحل قد هنئت مساعره، 51 أ/ وكذلك هذا الثور مساعره إلى السواد.
42 ن- نجائب من آل الجديل وشاركت ... عليهن في أنسابهن العصافر
"نجائب": كرام. و"الجديل": فحل. و"العصافير": إبل كانت وحوشاً وقعت في قيس.
43 - بدأنا عليها بالرحيل من الحمى ... وهن جلاس مسنمات بهازر
الحمى": موضع. و"جلاس": طوال. وغير الأصمعي يقول: "جيلاس": شداد. و"مسنمات": ضخم الأسنمة. و"بهازر": ضخام.
44 - فجئن وقد بدلن حلماً وصورة ... سوى الصورة الأولى وهن ضوامر
أي: ذهب نشاطهن.
45 - إذا ما وطئنا وطأة في غروزها ... تجافين حتى تستقل الكراكر
"تجافين" يقول: إذا بركت تجافى للركوب، لا تلزق بالأرض.
46 - ويقبضن من عاد وساد وواخد ... كما انصاع بالسي النعام النوافر
"القبض": النزو في العدو. و"السادي": الذي يرمي بيديه في السير. وقوله: "كما انصاع" يريد: انشق وأخذ في ناحية. و"السي": المستوي من الأرض. ويروى: "كما استن".
47 - وإن ردهن الركب راجعن هزة ... دريج المحال استقلقته المحاور
51 ب/ يريد: "وإن ردهن الركب" أي: يردون من سيرها. و"الهزة": التحرك في السير. وقوله: "دريج المحال" يريد: كما يدرج المحال، يريد: البكرة. "استقلقته المحاور": و"المحور": عود يكون في الثقب، ثقب البكرة، تجري البكرة عليه، وربما كان المحور من حديد.
48 - يقطعن للإبساس شاعاً كأنه ... جدايا على الأنساء منها بصائر
"الإبساس": الدعاء. يقول: إذا ما دعيت هذه الإبل قطعن بولاً "شاعاً": متفرقاً. ومنه يقال: "سهم شاع" أي: في كل بقعة منه نصيب. وكأن البول "جدايا" أي: دفع الدم، والواحدة: "جدية". و"البصيرة" من الدم: ما أبصرت حتى تستدل على الأثر الذي تريده به، وهي دفع الدم.
49 - تفض الحصى عن مجمرات وقيعة ... كأرحاء رقد قلمتها المناقر
"الفض": التفرق، يريد أن المناسم تفرق الحصى. و"المجمرات": المكفوفة الشداد، يعني: المناسم. وقوله: "وقيعة" أي: شديدة صلبة، يقول: كأن أخفافها في صلابتها واستدارتها "أرحاء رقد قلمتها": أخذت من حافاتها. "و"رقد": موضع. و"المناقر": المعاول. ويروى: "زلمتها": وهو مثل "قلمتها".
50 - مناسمها خثم صلاب كأنها ... رؤوس الضباب استخرجتها الظهائر
"خثم": عراض. وقوله: "كأنها رؤوس الضباب استخرجتها الظهائر". يقول: إذا اشتد الحر أخرجت الضباب رؤوسها من الحر. و"الظهيرة": عند زوال الشمس.
52 أ 51 - ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديك المقادر
يريد: يا أيها القاتل الوجد نفسه. وقوله: "لشيء نحته عن يديك المقادر" أي: لا تكون نلت هذا، أي: هذا الأمر "نحته": حرفته المقادر. فاصبر أن لا تكون نلته.
52 - وكائن ترى من رشدة في كريهة ... من غية تلقى عليها الشراشر
"الشراشر": المحبة، يريد: كم ترى من رشدة، أي: ما أكثر ما ترى من رشدة، يريد: إصابة رشد في كريهة ما جاءك فكرهتها.
و"من غية" يريد: إتباع غي. "تلقى عليها الشراشر" يريد: المحبة، أي: يلقي نفسه عليها من المحبة.
53 - تشابه أعناق الأمور وتلتوي ... مشاريط ما الأوراد عنه صوادر
قوله: "تشابه أعناق الأمور" يقول: إذا رأيت أول الأمور تشابهت عليك. وقوله: "وتلتوي مشاريط ما الأوراد عنه صوادر" يريد: تلتوي، لا تجيء على ما يريد. و"المشاريط": العلامات، يريد: تلتوي علامات الأمر الذي عنه تصدر الأوراد، أي: الأمر الذي تنفرج الحوائج عنه وتنكشف، أي: يستبين لك في آخر ما يلتوى منه. وإنما يستبين لك في آخر الأمر ما التوى مما استقام، أي: تعلم في آخره ما يكون منه رشداً، ولا يتبين لك في أول الأمر الذي في آخر الأمر عند الفراغ.
52 ب 54 - إلى ابن أبي موسى بلال طوت بنا ... قلاص أبوهن الجديل وداعر
55 - بلاداً يبيت البوم يدعو بناته ... بها، ومن الأصداء والجن سامر
يريد: والجن بها سامر أيضاً. و"الأصداء": طير، الواحد: "صدى".
56 - قواطع أقران الصبابة والهوى ... من الحي إلا ما تجن الضمائر
يقول: هذه الإبل تفرق وتقطع الهوى، فلا يلقى أحد أحداً إلا ما في الصدر من الود.
57 - تمرى برحلي بكرة حميرية ... ضناك التوالي عيطل الصدر ضامر
تمرى" أي: تمضي بي. و"الضناك": الغليظة الشديدة ,طالتوالي": إلى مؤخرها. و"عيطل الصدر": طويل.
58 - أسرت لقاحاً بعد ما كان راضها ... فراس ففيها عزة ومياسر
"أسرت لقاحاً" أي: وضعته في موضع لا يعلمه إلا الله [عز وجل] و"اللقاح": الحمل. و"عزة": شدة نفس. و"مياسر": تياسر وتطيع أحياناً وتشتد أحياناً.
59 - إذا الركب أسروا ليلة مصمعدة ... على إثر أخرى أصبحت وهي عاسر
قوله: "مصمعدة" أي: ناحية طويلة ذاهبة، لا يقطعونها إلا 53 أ/ بسير شديد. وقوله: "على إثر أخرى" يريد: على إثر ليلة أخرى، أي: ليلتين، إحداهما في إثر الأخرى. و"أصبحت وهي عاسر" أي: أصبحت كذلك. و"العاسر": التي تشول بذنبها، يقول: هي نشيطة لمي كسرها السير. و"سرى" و"أسرى": لغتان. و"السرى": سير الليل.
60 - أقول لها إذ شمر السير واستوت ... بها البيد واستنت عليها الحرائر
"شمر السير": أي: قلص. وقوله: "واستوت بها البيد" يقول: استوت بها الأرض فلا علم فيها ولا شجر. و"استنت" يريد: اطردت. و"الحرور": السموم، والجمع "الحرائر" أي: يجري عليها كلعاب الشمس.
61 - إذا ابن أبي موسى بلال بلغته ... فقام بفأس بين وصليك جازر
كل ملتقى عظمين: "وصل"، أي: إذا بلغت ابن أبي موسى فنحرك الله. ويروى: "إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته".
62 - بلال ابن خير الناس إلا نبوة ... إذا نشرت بين الجميع المآثر
قوله: "إلا نبوة" يريد: إلا النبوة فلا يبلغها. وقوله: "إذا نشرت المآثر" يريد: إذا تحدث بالمكارم.
63 - نماك أبو موسى إلى الخير وابنه ... أبوك وقيس قبل ذاك وعامر
"نماك" أي: رفعك. وابنه أبوه.
64 - أسود إذا ما أبدت الحرب ساقها ... وفي سائر الدهر الغيوث المواطر
53 ب/ يقول: هم أسد، وهم إذا سكنت الحرب أصحاب خير وإعطاء.
65 - وأنت امرؤ من أهل بيت ذؤابة ... لهم قدم معروفة ومفاخر
قوله: "بيت ذؤابة" يقول: من أهل بيت فرع. يقول: ليس بذنب هو رأس. وقوله: "لهم قدم"، أي: سابقة أمر تقدموا فيه.
66 - يطيب تراب الأرض أن تنزلوا بها ... وتختال أن تعلوا عليها المنابر
يقول: المنبر يختال كأن له بهجة.
67 - وما زلت تسمو للمعالي وتجتبي ... جبا المجد مذ شدت عليك المآزر
قوله: "تجتبي" أي: تجمعه وتكسبه. ["جباً": ما اجتمع من الماء في الحوض] وقوله: "مذ شدت عليك المآزر" أي: مذ خرجت من حد الصبيان.
68 - إلى أن بلغت الأربعين فألقيت ... إليك جماهير الأمور الأكابر
69 - فأحكمتها لا أنت في الحكم عاجز ... ولا أنت فيها عن هدى الحق جائر
70 - إذا اصطفت الألباس فرجت بينها ... بعدل ولم تعجز عليك المصادر
"الألباس": ما ألبس من الأمر واختلط. 54 أ/ وقوله: "ولم تعجز عليك المصادر" أي: وجدت مشيعاً، كما يكون صاحب الإبل الذي يصدرها.
71 - لني ولية يمرع جنابي فإنني ... لما نلت من وسمي نعماك شاكر
يقول: أصبني بولي، و"الولي": المطر الثاني. وقوله: "لما نلت من وسمي نعماك شاكر" أي: لما نلت من أول معروفك شاكر. و"الوسمي": أول مطر الربيع.
72 - وإن الذي بيني وبينك لا يني ... بأرض- أبا عمرو- له الدهر ذاكر
قوله: "لا يني" أي: لا يزال. يريد: وإني له الدهر شاكر.
73 - وأنت الذي اخترت المذاهب كلها ... بوهبين إذ ردت علي الأباعر
يريد: وأنت الذي اخترتك من المذاهب، كقوله تعالى: "واختار موسى قومه سبعين رجلاً"، [أي: من قومه] وقوله: "إذ ردت علي الأباعر" أي: ردت من الرعي فركبتها.
74 - وأيقنت أني إن لقيتك سالماً ... تكن نجعة فيها حياً متظاهر
قوله: "تكن نجعة" أي: تكن لقيتي نجعة، بمنزلة رجل انتجع غيثاً. وقوله: "حياً متظاهر" أي: عام تحيا فيه البلاد. و"المتظاهر": أي: تلا بعضه بعضاً وكثر.
75 - وألق امرءاً لا تنتحي بين ماله ... وبين أكف السائلين المعذار
قوله: "لا تنتحي بين ماله وبين أكف السائلين المعاذر" أي: المعاذر لا تمنع ماله. لا يغرض مما يعطي فيمنع ماله.
54 ب 76 - جواداً تريه الجود نفس كريمة ... وعرض من التبخيل والذم وافر
"عرض" الرجل: حسبه وحسن ثنائه. وقوله: "تريه الجود نفس كريمة" يقول: عرضه ونفسه يشيران على الجود، أي: نفسه تشير على الجود، أيك لا تلطخني ولا تدنسني.
77 - ربيعاً على المستمطرين وتارة ... هزبر بأضغان العدا متجاسر
"الهزبر": الأسد. و"الضغن": الحقد.
78 - إذا خاف شيئاً وقرته طبيعة ... عروف لما خطت عليه المقادر
"وقرته": أي: سكنته طبيعة، تقول: تجلد، هون هذا عليك. ويروى: "إذا خاف أمراً".








مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید