المنشورات

ألا لا أرى كالدار بالزرق موقفاً ... ولا مثل شوق هيجته عهودها

"الزرق": أكثبة بالدهناء. و"عهودها". ما عهده منها
2 - عشية أثني الدمع طوراً وتارة ... يصادف جنبي لحيتي فيجودها
"أثني الدمع"، أي: أرده طوراً: "وتارة"، أي: ومرة "يصادف جنبي لحيتي فيجودها"، يقول: الدمع يسيل مثل الجود على جانبي لحيتي.
3 - وما يسفح العينين من رسم دمنة ... عفتها الليالي: نحسها وسعودها
قوله: " .. وما يسفح العينين"، أي: ما يسيل العينين، أي: ما هذا الأمر الذي بلغ ذا؟! و"الرسم": الأثر بلا شخص. و"الدمنة": آثار الرماد وما سودوا ولطخوا. "عفتها"، أي: محتها الليالي. "نحسها وسعودها"، يقال: "يوم نحس"، أي: يوم غبرة وريح.
4 - وأملى عليها القفر حتى تربعت ... بها الخنس: آجال المها وفريدها
يقول: "أملى عليها القفر"، أي: طال عليها الزمن، فأقفرت. و"تربعت بها الخنس"، يريد: البقر. و"الأخنس": القصير الأنف، وكذلك البقر. و"آجال المها": جماعة البقر. و"فريدها": ما تفرد منها.
6 - لقد كنت أخفي حب مي، وذكرها .. رسيس الهوى، حتى كأن لا أريدها
"رسيس الهوى": مسه وأوله. يقول: أخفيت حبها كأني لا أريدها.
89 أ 7 - كما كنت أطوي النفس عن أم خالد ... وجاراتها حتى كأن لا أهيدها
قوله: "أطوي النفس"، أي: أضمرها على شيء. "حتى كأن لا أهيدها"، أي: حتى كأني لا أباليها ولا أهتم بها.
8 - إذا عرضت بالرمل أدماء عوهج ... لنا قلت: هذي عين مي وجيدها
"العوهج": الطويلة العنق من النساء. و"الجيد": العنق.
9 - فما زال يغلو حب مية عندنا ... ويزداد حتى لم نجد ما نزيدها
"يغلو": يرتفع.
10 - إذا لامعات البيد أعرضن دونها ... ـقارب لي من حب مي بعيدها
"لامعات البيد": التي تلمع بالسراب. "أعرضن دونها"، أي: صارت هذه اللامعات دون مية أي: كما يعترض الشيء الرجل دون الشيء فيمنعه. وكذلك هذه اللامعات صارت بيني وبينها. ثم قال: إذا كان هذا جاءني أمر من الحب يقرب إلي البعيد.
11 - تذكرت مياً بعدما حال دونها ... سهوب ترامى بالمراسيل بيدها
"السهوب": المستوية من الأرض، البعيدة، الواحد: "سهب" و"المراسيل": من الإبل، السراع السهلات السير. و"البيد": الواحدة: "بيداء": وهي الأرض المستوية.
12 - وصحبي على أكوار شدق رمت بها ... طرائف حاجات الفتى وتليدها
89 ب/ "الأكوار": الرحال، الواحد: "كور". و"شدق": إبل واسعات الأشداق. و"طرائف حاجات": وهي ما استطرفها حديثاً. و"تليدها". ما استفاد من حاجة قديمة ومن حاجة حديثة. فيقول: رمت بهذه الإبل إلى البلدان هذه الحاجات.
13 - تغالى بأيديها إذا زجلت بها ... سرى الليل واصطفت بخرق خدودها
"تغالى"، أي: ترامى. و"زجلت": رمت. يقال: "زجلت بالشيء"، إذا رميت به و"السرى": سير الليل. و"اصطفت بخرق خدودها"، أي: تسايرت سواء.
14 - وقادت قلاص الركب وجناء رسلة ... وسوج إذا ضمت حشاها قتودها
"قادت"، يقول: تقدمت. "وجناء": غليظة. "رسلة": سهلة السير. وقوله: "وسوج": تسج في سيرها، وهو ضرب منه. و"القتود": "أحناء الرجل"، أي: عيدانه.
15 - ضنينة جفن العين بالماء كلما ... تضرج من هجم الهواجر جيدها
الإبل تبكي، أي: تسيل دموعها من الجهد. فيقولك هذه تضن بذلك، أي: تصبر على الشدة. "كلما تضرج"، أي: تلطخ من "هجم الهواجر"، أي: تحلبها الهاجرة، أي: تسيل عرقها. و"جيدها": عنقها.
16 - كأن الدبى الكتفان يكسو بصاقه ... علابي حرجوج طويل وريدها
90 أ/ "الدبى": الجراد الصغار. و"الكتفان": [الذي يكتف في مشيته وذلك] إذا خرج حجم أجنحته و"العلابي": جمع "علباء"، وللبعير "علباوان": وهما العصبتان اللتان تأخذان من القفا إلى الكاهل. فشبه العرق الذي على العلابي ببصاق الجراد. و"الحرجوج": التي قد ضمرت فطالت مع الأرض. و"الوريد": حبل العانق. فأراد أنها طويلة العنق.
17 - إذا حرم القيلولة الخمس وارتقت ... على رأسها شمس طويل ركودها
"الخمس": أن ترعى ثلاثة أيام ثم ترد الماء، فيحسب يوم ترد ويوم تصدر، فذلك خمسة أيام. فيقول: لا تقيل لأنها تريد الماء. وقوله: "وارتقت على رأسها شمس"، يقول: انتصف النهار، فحلقت الشمس على رأسها فلا تكاد تزول.
18 - ألا قبح الله امرأ القيس إنها ... كثير مخازيها قليل عديدها
19 - فما أحرزت أيدي امرئ القيس خصلة ... من الخير إلا سوأة تستفيدها
20 - تضام امرؤ القيس بن لؤم حقوقها ... وترضى ولا يدعى لحكم عميدها
21 - وما انتظرت غيابها لعظيمة ... ولا استؤمرت في جل أمر شهودها
"جل الأمر": معظمه.
22 - فأمثل أخلاق امرئ القيس أنها ... صلاب على طول الهوان جلودها
90 ب 23 - لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها
قوله: "صهب السبال"، أي: هم عجم، ليسوا بعرب. وقوله: "سواسية أحرارها وعبيدها"، أي: سواء الأحرار منهم والعبيد. ولا يقال: "سواسية" إلا في الهجاء، فأما في الخير فيقال: "سواء".
24 - إذا أجدبت أرض امرئ القيس أمسكت ... قراها وكانت عادة تستعيدها
25 - تشب عذاريها على شر عادة ... وباللؤم كل اللؤم يغذى وليدها
26 - إذا مرئيات حللن ببلدة ... من الأرض لم يصلح طهوراً صعيدها
27 - إذا مرئي باع بالكسر بنته ... فما ربحت كف الذي يستفيدها
28 - أحين ملأت الأرض هدراً وأطرقت ... مخافة ضغمي جنها وأسودها
29 - عوى مرئي لي فعصبت رأسه ... عصابة خزي ليس يبلى جديدها
91 أ 30 - قرعت بكذان امرئ القيس لابة ... صفاة ينزي بالمرادي حيودها
"الكذان": الحجارة الهشة. و"اللابة": الحرة، يريد: الحجارة السود. وقوله: "ينزي بالمرادي حيودها": واحد "المرادي": "مرادة": وهي الصخرة الضخة تدق بها الحجارة ويرمى بها. يقال: "رديته". إذا رميته بحجر. "حيودها"، يريد: حيود الصفا. وهذا مثل. يقول: إذا قرعت بكذان امرئ القيس "لابة": وهي الحرة، وهي صلبة. و"الكذان": فيه رخاوة، فالكذان لا يؤثر في الحرة. فيقول إذا رمت أن تهجونا كنت كقارع صفاة لا يؤثر فيها معوله. فكلما ضربت بـ "المرادي" ترت فلا تعمل فيها.
31 - بني دوأب شر المصلين عصبة ... إذا ذكرت أحسابها وجدودها
[ويروى: "دوبل": وهو ولد الحمار. والمعنى: أنهم لما أسلموا لم يمنعهم إسلامهم الذم].
32 - أهبتم بورد لم تطيقوا ذياده ... وقد يحشد الأوراد من لا يذودها
"أهبتم"، أي: دعوتم "بورد": وهو ها هنا الإبل التي ترد الماء فضربه مثلاً. "لم تطيقوا ذياده" أي: رده ودفعه، وإنما ضربه مثلاً. فيقول: استجلبتم هجائي وسبي، وأنتم لا تطيقوني. "وقد تحشد الأوراد من لا يذودها"، أي: قد يجلب الشر على نفسه من لا يقدر أن يدفعه.
33 - فأصبحت أرميكم بكل غريبة ... تجد الليالي عارها وتزيدها
34 - قواف كشام الوجه باق حبارها ... إذا أرسلت لم يثن يوماً شرودها
91 ب/ يقول: ما مضى من هذه القوافي لا يقدر على رده إذا سارت في الناس. و"الشام": جمع "شامة": فيقول: لهذه القوافي أثر يبقى كالشامة في الوجه.
35 - توافى بها الركبان في كل موسم ... ويحلى بأفواه الرواة نشيدها
أي: تتوافى بهذه القوافي الركبان في كل موسم. و"الموسم": كل سوق من أسواق العرب تباع فيها الإبل وتشترى، فإذا اشتروها وسموها بسماتهم.
36 - منعنا سنام الأرض بالخيل والقنا ... وأنتم خنازير القرى وقرودها
"سنام الأرض": خيرها وأكرمها. يقول: منعنا أنفسنا بالقنا فلا نقرب.
37 - [إذا حل بيتي في الرباب رأيتني ... برابية صعب عليك صعودها]
["الرباب": بنو عبد مناة، وضبة بن أد. ويروى: "كؤودها": وهو ما صعب عليك وشق على السالك السلوك].
38 - [كسا اللؤم ألوان امرئ القيس كهبة ... أضر بها بيض الوجوه وسودها]
[غبرة، يقال: إن "الكهبة": لون الرماد بعينه].









مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید