المنشورات

ذو الرمة يمدح بلال بن أبي بردة:

13 ب 1 - أراح فريق جيرتك الجمالا ... كأنهم يريدون احتمالاً
قوله: "فريق جيرتك"، أي: الحيز الذي جيرانك منه.
2 - فبت كأنني رجل مريض ... أظن الحي قد عزموا الزيالا
"الزيال": المزاولة. يقال: "زايلته زيالاً ومزاولة"، وهي الفراق.
3 - وباتوا يبرمون نوى أرادت ... بهم لسواء طيتك انفتالا
"يبرمون": يحكمون. "نوى": من نية السفر، وهي الوجه الذي يريدونه. "طيتك": الوجه والنية. يقول: طيتهم غير طيتك، ينفتلون عن مذهبك الذي تريد، أي: يذهبون عنه.
4 - وذكر البين يصدع في فؤادي ... ويعقب في مفاصلي امذلالا
"الامذلال": الفترة، كما "تمذل" الرجل: تخدر، يقال: "قد امذالت وامذلت رجله"، إذا خدرت.
5 - فأرغوا في السواد فذر قرن ... وقد قطعوا الزيارة والوصالا
"أرغوا إبلهم": حملوها، فرغت في ذلك الوقت، فما ذر قرن الشمس إلا وقد قطعوا الزيارة والوصال. يقول: كانوا قريباً منا فكنا نتزاور. فلما بعدوا انقطعت تلك الزيارة.
6 - فكدت أموت من حزن عليهم ... ولم أر ناوي الأظعان بالي
12 أ / "الناوي": الذي ينوي بهم السفر، ويذهبون بأمره. يقول: لم يبل الناوي ما لقيت أنا من الحزن.
7 - فأشرفت الغزالة رأس حوضي ... أراقبهم وما أغني قبالا
"الغزالة": في وقت الضحى. و"الغزالة": الشمس. و"حوضي": موضع. و"القبال": الزمام، و"القبال": الشسع. يقال: ما أغنى عني قبالاً، أي: ما أغنى عني شيئاً.
8 - كأني أشهل العينين باز ... على علياء شبه فاستحالا
يقول: ذلك البازي نظر إلى شيء، خيل له أنه يرى شيئاً يتحرك فحدد بصره. يقال: استحل هل ترى شيئاً يحول، أي: يتحرك.
9 - رأيتهم وقد جعلوا فتاخاً ... وأجرعه المقابله شمالا
"فتاخ": موضع، وعنده أجرع. و"الأجرع" و"الجرعاء": من الرمل. كأن الأجرع يقابل فتاخاً. و"الهاء" التي في "المقابله" لـ "فتاخ".
10 - وقد جعلوا السبية عن يمين ... مقاد المهر واعتسفوا الرمالا
"مقاد المهر": لأنك تقود المهر عن يمينك. وقوله: "اعتسفوا الرمالا"، أي: أخذوا على غير قصد.
11 - كأن الآل يرفع بين حزوى ... ورابية الخوي بهم سيالا
139 ب "حزوى": أرض. و"الخوي": أرض. "يرفع بهم سيالاً": شبه الحمول بالنخل و"الدوم": / وهو شجر المقل. و"رابية الخوي": بطن واد. و"السيال": شجر له شوك.
12 - وفي الأظعان مثل مها رماح ... علته الشمس فأدرع الظلالا
"مها": بقر. الواحدة "مهاة". و"رماح": موضع. يقول: أصابته الشمس فادرع "الظلال": وهي كنس دخل فيها.
13 - تجوف كل أرطاة ربوض ... من الدهنا تفرعت الحبالا
إنما قال: "تجوف" لأن المها يذكر ويؤنث. و"الأرطاة": شجرة عظيمة. "تجوف": دخل جوف الأرطى. و"الربوض": شجرة عظيمة، كثيرة الأفنان. و"قرية ربوض" كثيرة الأهل، وامرأة ربض. و"الحبال": الرمال. "تفرعت"، أي: علت.
14 - أولاك كأنهن أولاك إلا ... شوى لصواحب الأرطى ضئالا
"أولاك"، يعني: الطعائن، "كأنهن أولاك" يعني: البقرة. "الشوى": اليدان والرجلان. و"الضئال": الدقاق، يقال: "رجل ضئيل بئيل"، وقد ضؤل ضآلة، وبؤل بآلة.
15 - وأن صواحب الأخدار جم ... وأن لهن أعجازاً ثقالا
"جم": لا قرون لها. الواحدة: "جماء"، يريد: إلا شوى وإلا أن صواحب الأخدار.
16 - وأعناق الظباء رأين شخصاً ... نصبن له السوالف أو خيالا
"السوالف": الأعناق. يقول: وأن لهن أعجازاً ثقالاً، وأن لهن أعناق 14 أ/ الظباء رأين شخصاً، فمددن أعناقهن، وذلك أحسن ما يكن.
17 - رخيمات الكلام مبطنات ... جواعل في البرى قصباً خدالا
"رخيمات الكلام": لينات. "مبطنات": خماص. و"البرى": الأسورة والخلاخيل، وكل حلقة: "برة". و"القصب": كل عظم ممخ. و"خدلة": عظيمة، يريد: الساعدين والساقين.
18 - جمعن فخامة وخلوص عتق ... وحسناً بين ذلك واعتدالا
"الفخامة": الجهاوة. و"العتق": النجار. و"خلوصه": نقاؤه.
19 - كأن جلودهن مموهات ... على أبشارها ذهباً زلالا
"مموهات": مشربة صفرة. و"الزلال": الصافي من كل شيء. [ويقال:] "مموهات": مطليات.
20 - ومية في الظعائن وهي شكت ... سواد القلب فاقتتل اقتتالاً
["اقتتل"، أي: قتل. و"شكت": انتظمت].
21 - عشية طالعت لتكون داء ... جوى بين الجوانح أو سلالاً
"الجوانح": عظام الصدر. و"الجوى": مرض يفسد منه الجوف. يقال: "جوي يجوى جوىً".
22 - تريك بياض لبتها ووجهاً ... كقرن الشمس أفتق ثم زالا
"أفتق"، يعني: حين ينغلق عنه السحاب، وهو أحسن ما يكون، أي: أصاب قرن الشمس "فتقاً"، أي: انفراجاً.
140 ب 23 - أصاب خصاصة فبدا كليلاً ... كلا، وانغل سائره انغلالا
"خصاصة" فوجة. و"الكليل": الضعيف. و"انغل": غاب ودخل. "كلا"، كقولك: "لا". وهو مثل قول الشاعر: تراءت لنا كالشمس يوم سحابة ... بدا حاجب منها فضنت بحاجب
24 - وأشنب واضحاً حسن الثنايا ... ترى في بين نبتته خلالا
"الشنب": التحديد. ويقال: البرد والعذوبة في الأسنان، هذا قول الأصمعي. "خلالاً"، يعني: تفلجاً.
25 - كأن رضابه من ماء كرم ... ترقرق في الزجاج وقد أحالا
"الرضاب": الريق. "أحال": أتى له حول. و"الرقرقة": التصفية من إناء إلى إناء.
26 - يشج بماء سارية سقته ... على صمانه رصفاً فسالا
"سارية": سحابة بالليل. "الرصف": المتراصف بعضه إلى بعض.
27 - وأسخم كالأساود مسبكرا ... على المتنين منسدراً جفالاً
يريد: شعراً أسود، "كالأساود": كالحيات. "مسبكر": مسترسل لين. و"منسدر": منصب. و"الجفال": الكثير.
28 - ومية أحسن الثقلين خدا ... وسالفة وأحسنه قذالا
141 أ/ "القذال": أعلى كل شيء. وهو ما بين الأذن والنقرة، وهما قذالان. ويروى: "ونومة ... " أي: ودرة .. سماها بها.
29 - فلم أر مثله نظراً وعيناً ... ولا أم الغزال ولا الغزالا
[ويروى: "مثلها". وقوله: "نظراً"، أي: حين تنظر].
30 - هي السقم الذي لا برء منه ... وبرء السقم لو رضخت نوالا
"الرضخ": القليل، قد رضخ له بشيء قليل. و"النوال": العطية.
31 - كذاك الغانيات فرغن منا ... على الغفلات رمياً واحتبالاً
يقال: "فرغ يفرغ ويفرغ". وقوله: "احتبالا"، يعني: الحبالة والشرك. ويقال: "فرغ منه"، إذا قتله. وقوله: "على الغفلات"، أي: كأنهن غوافل، أي: يقتلننا وهن غوافل، بعض بالرماء، وبعض بالحبالة.
32 - فعد عن الصبا وعليك هما ... توقش في فؤادك واحتيالا
["نوقش": تحرك. وقوله: "فعد"، أي: انصرف عنه، واقصد لهذا الأمر، واحتل لهذا الهم].
33 - فبت أروض صعب الهم حتى ... أجلت جميع مرته مجالا
"أجلت الرأي": نظرت فيه. "مرته": فستلته وإبرامه. ويروى: " .. أروم طيف الهم" وهذا مثل. وإنما يعني أنه أحكم رأيه وأجمعه وأبصر ما يأتي من أمره.
34 - إلى ابن العامري إلى بلال ... قطعت بنعف معقلة العدالا
14 ب "النعف": ما سفل عن الجبل. و"معقلة": أرض. و"العدال": أن يعادل بين أمرين. / والمعنى أني قطعت الشك ومضيت إلى بلال. أي: لا أشك في إتيانه. و"معقلة": موضع.
35 - قروت بها الصريمة لا شخاتاً ... غداة رحيلهن ولا حيالاً
"الصريمة": العزيمة، و"الصريمة": قطعة من الرمل منفردة متباعدة. و"الشخات": الدقاق. و"قروت": تتبعت. يريد: قروت بالإبل "الصريمة": وهي العزيمة.
36 - نجائب من نتاج بني غرير ... طوال السمك مفرعة نبالا
يريد أنها طوال الأجسام [و"مفرعة": مشرفة. و"غرير": حي من اليمن، تنسب هذه الإبل إليه، ويروى: نجائب من نتاج].
37 - مضبرة كأن صفا مسيل ... كسا أوراكها وكسا المحالا
"مضبرة": مجتمعة الخلق. شبه أوراكها ومحالها بـ "الصفا": وهي الحجارة.
38 - يخدن بكل خاوية المبادي ... ترى بيض النعام بها حلالا
"المحال": الفقار، يريد: فقار الظهر. و"الوخد":ضرب من السير. و"المبادي": من البدو، أي: ليس بها أحد. "حلالاً": جعل البيض مثل حلال الناس. و"خاوية": خالية.
39 - كأن هويهن بكل خرق ... هوي الربد بادرت الرئالا
"الخرق": ما اتسع من الأرض وفيه بعد. و"الربد": النعام، سميت "ربداً" بغبرتها والسواد الذي فيها. و"الرئال": فراخ النعام، الواحد: "رأل". و"هويهن": مضيهن.
143 أ 40 - مذببة أضر بها ارتحالي ... وتهجيري إذا اليعفور قالا
"مذببة": جادة سريعة، يقال: "ذبب الرجل في سيره"، و"ذببت الناقة"، إذا أسرعت في سيرها وجدت، و"اليعفور": الظبي. و"قال": من القيلولة. ويروي: بكوري وتهجيري". و"الهاجرة": نصف النهار. يريد: وسيري في وقت الهاجرة. [ويروى: وآونة إذا ..].
41 - وإدلاجي إذا ما الليل ألقى ... على الضعفاء أعباء ثقالا
واحد "الأعباء"، عبء: وهو الثقل. وإنما يريد: ثقل النوم عليه وكراهية الرحيل في ذلك الوقت.
42 - إذا خفقت بأمقة صحصحان ... رؤوس القوم والتزموا الرحالا
"أمقه": أبيض من السراب. ويقال: "امرأة مقهاء"، إذا تركت الكحل. "صحصحان": مستو. و"خفقت": اضطربت. يقول: تضطرب رؤوس القوم من النعاس. فهم يلتزمون الرحال لئلا يسقطوا.
43 - فلم نهبط على سفوان حتى ... وضعن سخالهن وصرن آلا
"سخالهن"، أي: أولادهن. و"سفوان" ماء، يريد: صرن شخوصاً من الضمر.
44 - ورب مفازة قذف جموح ... تغول منحب القرب اغتيالا
"قذف": بعيدة. "جموح" شديدة. ويروى: "جموع"، أي: يجتمع رأي القوم على أن يقيموا بها. "تغول": تغتال. و"منحب": سير شديد. و"القرب": الليلة التي 1 ب/ يصبحون من غدها على الماء. و"المنحب" الناذر، كأن عليه نذراً أن لا يفتر حتى يبلغ. [و"تغوله": تذهب بسيره، أي: لا يستبين فيها سيره من طولها، لا يرى له فيها نزل، أي: هذه المفازة تفعل بالمنحب المجد القوي، فكيف الضعيف؟! ..].
45 - قطعت إذا تجوفت العواطي ... ضروب السدر عبرياً وضالا
"تجوفت": دخلت بينه. "العواطي": التي "تعطو"، أي: تناول بأيديها. و"العبري": عظام السدر. و"الضال": صغاره. يقال: "عبري" و"عمري".
46 - على خوصاء يذرف ماقياها ... من العيدي قد لقيت كلالا
"العيدي": نسب إلى "العيد": وهو فعل مشهور. ويقال: حي من مهرة و"الخوصاء": الغائرة العينين. ويذرف "ماقياها" من التعب، وهما مقدم مجرى الدمع.
47 - إذا بركت طرحت لها زمامي ... ولم أعقد بركبتها عقالا
يقول: من الإعياء لم تحتج إلى عقال. ويروى: "إذا وقعـ"، أي: إذا وقعت وقعة في وقت السحر، وهو بمعنى: بركت.
48 - وشعر قد أرقت له غريب ... أجنبه المساند والمحالا
"المساند": من السناد، وهو عيب في الشعر.
49 - فبت أقيمه وأقد منه ... قوافي لا أعد لها مثالا
أي: لا أعد لها مثالا ًمن شعر غيري، أي: لا أحذوها على شيء سمعته، أقولها أنا.
50 - غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا
["غرائب"، يعني: ما يقول من الشعر. وقوله: "قد عرفن بكل أفق": كل ناحية من الأرض: أفق من السماء. ويقال: رجل أفقي، يريد: من ناحية الأرض، و"تفتعل افتعالاً" أي: لا أحذوها على ما سمعت].
143 أ 51 - ولم أقذف لمؤمنة حصان ... بحمد الله موجبة عضالا
"الموجبة": التي توجب الحد. يقال: "اتق الموجبات"، أي: ما يجب فيه الحد. و"العضال": الشديد. و"الحصان": العفيفة.
52 - ولم أمدح لأرضيه بشعري ... لئيماً أن يكون أصاب مالا
[أي: لم أمدحه لماله. ح: هذا البيت مقدم ومؤخر. وتلخيصه: ولم أمدح لئيماً بشعري أن يكون أصاب مالاً لأرضيه،يقول: لا آخذ ما يكتسب خزياً].
53 - ولكن الكرام لهم ثنائي ... فلا أخزى إذا ما قيل: قالا
"فلا أخزى"، أي: لا أستحيي إذا ما قيل: قال ذو الرمة.
54 - سمعت: الناس ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح: انتجعي بلالا
["صيدح": ناقة ذي الرمة. أي: أتيته كما يؤتى الغيث].
55 - تناخي عند خير فتى يمان ... إذا النكباء ناوحت الشمالا
كل ريح بين ريحين فهي: "نكباء". و"ناوحت": قابلت وصنعت مثل صنيعها. يقول: فهو يعطي في هذا الوقت في شدة البرد.
56 - ندى وتكرماً ولباب لب ... إذا الأشياء حصلت الرجالا
"لب" كل شيء: خالصه. و"اللب": العقل. و"حصلت": ميزت الشريف من الوضيع.
57 - وأبعدهم مسافة غور عقل ... إذا ما الأمر ذو الشبهات عالا
"المسافة": الغاية. و"عال": غلب. و"ذو الشبهات":ما اشتبه فلم يهتد له.
142 ب 58 - وخيرهم مآثر أهل بيت ... وأكرمهم وإن كرموا فعالا
"المآثر": المكارم.
59 - بنى لك أهل بيتك يا ابن قيس ... وأنت تزيدهم شرفاً جلالا
60 - مكارم ليس يحصيهن مدح ... ولا كذبا أقول ولا انتحالا
61 - أبو موسى فحسبك نعم جداً ... وشيخ الركب خالك نعم خالا
[ويروى: وزاد الركب خالك ..].
62 - كأن الناس حين تمر حتى ... عواتق لم تكن تدع الحجالا
[ويروي: "وزاد الركب خالك". "عواتق": في موضع خفض].
63 - قياماً ينظرون إلى بلال ... رفاق الحج أبصرت الهلالا
نصب "قياماً" على الحال. وخبر "كأن الناس" "رفاق الحج". أراد: كأن الناس في حال قيامهم حين يمر بلال رفاق الحج إذا نظروا إلى الهلال.
64 - فقد رفع الإله بكل أفق ... لضوئك يا بلال سناً طوالا
65 - كضوء الشمس ليس به خفاء ... وأعطيت المهابة والجمالا
66 - أشم أغر أزهر هبرزي ... يعد الراغبين له عيالا
["الهبرزي": الماضي، يقول: من أتاه راغباً كان عنده كمن وجبت عليه عيلولته].
19 أ 67 - تزيد الخيزران يداه طيباً ... ويختال السرير به اختيالا
"الخيزران": قضبان تكون في أيدي الملوك يقال لها: "المخاصر".
68 - ترى منه العمامة فوق وجه ... كأن على صحيفته صقالا
"صحيفة" وجهه: جلدة وجهيه.
69 - يقسم فضله، والسر منه ... جميع لا يفرقه شلالاً
[أي: يكتم السر. و"المتفرق": ها هنا وها هنا. ويقال: "شله": طرده ونحاه].
70 - يضمن سره الأحشاء إلا ... وثوب الليث أخدر ثم صالا
يريد: أنه إذا أراد حرباً كتمها حتى يرى فرصة فيثب كما يثب الليث. "أخدر": أقام في خدره. يقال: "خدر الليث". من قال: "أخدر" قال: "ليث مخدر". ومن قال: "خدر" قال: "خادر": "صال": حمل، كما يصول البعير.
71 - ومجد قد سموت له رفيع ... وخصم قد جعلت له خبالا
[أي: تخبله وتمنعه من الكلم وغيره].
72 - ومعتمد جعلت له ربيعاً ... وطاغ قد جعلت له نكالاً
["ربيعاً"، أي: تعطيه كأنه انتجع ربيعاً].
73 - ولبس بين أقوام فكل ... أعد له السفارة والمحالا
"اللبس": الاختلاط. و"السفارة": الصلح بين القوم. يقال: سفر يسفر سفارة. ويروى: "الشغازب". أي: الكيد والخصومة. و"المحال": الجدال. قال الله عز وجل: ((وهو شديد المحال)). وأصله: المكاظة والأخذ بالنفس.
144 ب 74 - وكلهم ألد له كظاظ ... أعد لكل حال القوم حالا
"الكظاظ" و"المكاظة": مصدران من "كاظه يكاظه"، إذا خاصمه أشد الخصومة وأخذ بكظمه. وأصل "المكاظة": الأخذ بالنفس. ويروي: "أخو كظاظ"، أي: أخو مغايظة وصبر على الخصومة.
75 - أبر على الخصوم فليس خصم ... ولا خصمان يغلبه جدالاً
"أبر": غلب، ومثله "أبل".
76 - قضيت بمرة فأصبت منه ... فصوص الحق فافتصل افتصالاً
"بمرة": بإحكام وقوة. قال الله تعالى: ((ذو مرة فاستوى)). "فصوص الحق"، كما تقول: "جاء بالأمر من فصه". ويروى: "بمره"، أي: بصميمه.
77 - وحق لمن أبو موسى أبوه ... يوفقه الذي نصب الجبالا
78 - حواري النبي ومن أناس ... وهم من خير من وطئ النعالا
79 - هو الحكم الذي رضيت قريش ... لسمك الدين حين رأوه مالا
[أي: حين رأوا السمك قال، أي: رضوا بأن يكون أبو موسى أحد الخصمين حين رأوا الناس قد اضطربوا].
80 - ومنتاب أناخ إلى بلال ... فلا زهداً أصاب ولا اعتلالا
145 أ "الزهد": من القلة. يقال: "رجل زهيد"، إذا كان قليل الخير. / و"الزهيد" أيضاً: القليل الطعم، في غير هذا الموضع: "انتابه"، إذا أتاه.
81 - ولا عقصاً بحاجته ولكن ... عطاء لم يكن عدة مطالا
["العقص": الملتوي. و"المطال": المطاولة].
82 - يعرضه الألوف مصتمات ... مع البيض الكواعب والحلالا
"يعرضه": من "العراضة"، إذا غنم القوم يتلقاهم الناس سيقولون لهم: "عرضونا": عرضة من غنيمتكم. و"مصتمات": تامات. يقال: "ألف صتم". و"الحلال" جمع: "حلة". و"حلل وحلال" ها هنا، وفي مكان آخر جمع: "حلة".
أتينا "حلة" بني فلان، أي: منازلهم. ويروي: "يعوضه".
83 - تبوأ فابتنى وبنى أبوه ... فأعرض في المكارم واستطالا
أي: بنى أبوه العريض الطويل.
84 - يرى مدح الكرام عليه حقاً ... ويذهبهن أقوام ضلالاً
85 - وما الوسمي أوله بنجد ... تهلل في مساربه انهلالا
"الوسمي": أول المطر. "تهلل" صب. في "مساربه":
حيث يتسرب ويسيل. "انهلالاً": انصباباً. ويروى: "في مسارحه" أي: مراعيه.
86 - بذي لجب تعارضه بروق ... شبوب البلق تشتعل اشتعالاً
"لجب": صوت، وإنما أراد الرعد. و"البلق": الخيل. و"شبوب الخيل" 145 ب/، أي: كما تشب الخيل، فيستبين بياض بطنها.
87 - فلم تدع البوارق عرق بطن ... رغيب سيله إلا مسالا
"العرق": كل موضع فيه نبات. و"البطن": أسفل. و"الرغيب": الواسع. ويروي: "بطن عرض" وهو الوادي.
[و"البوارق": السحاب فيها برق، والواحدة بارقة. و"مال": أسيل].
88 - أصاب الناس منقمس الثريا ... بساحية وأتبعها طلالا
"منقمس الثريا": حين غابت الثريا. "بساحية":لأنها تقشر وجه الأرض لشدتها. "طلال": من الطل، وهو جمع "طل": وهو الندى و"الساحية": المطرة التي تقشر الأرض.
89 - فأردفت الذراع له بغيث ... سجوم الماء فانسحل انسحالا
"الذراع": نجم و"انسحل": تبيع بعضه بعضاً. و"سجوم": صبوب.
90 - ونثرتها وجبهتها هراقت ... عليه الماء فاكتهل اكتهالا
["اكتهل": تَمَّ وطال].
91 - أبت عزلاء كل نشاص بحر ... على آثاره إلا انحلالا
ويروي: "نشاص نجم". و"النشاص": السحاب المتراكب. وقوله: "على آثارها": على آثار النجوم. "العزلاء": مصب الماء. و"النشاص": من السحاب. وإنما أضافه إلى البحر، لأنه يقال: "إن السحاب إنما يحمل الماء من البحر".
92 - فصار حياً وطبق بعد خوف ... على حرية العرب الهزالا
14 أ / أي: أحيا الناس حتى أخصبوا. وطبق الأرض بعد ما كانوا يخافون على حرية العرب أن يصيبهم الهزال [و"طبق" هذا الغيث: ملأ كل شيء و"حرية العرب": الأشراف]. ويقال: "الهزالى". ونصب "الهزالا" بـ "خوف". قال الأصمعي: "الهزالى": على فعالى.
93 - كأن منور الحوذان يضحي ... يشب على مساربه الذبالا
["يشب": يشعل]. "المنور": ماله زهر من النور. و"الحوذان": نبت، فشبه نوره ذاك كأنه ذبالة فيها سراج. يقول: كأن النيران قد علته. و"المسارب": النبات والمراعي.
94 - بأفضل في البرية من بلال ... إذا ميلت بينهما ميالا
أي: ميزت بين الغيث وبلال. [أراد: فما الوسمي بأفضل من بلال].
95 - أبا عمرو وإن حاربت يوماً ... فأنت الليث مدرعاً جلالاً
96 - إذا لقحت بشرتها فشالت ... بأطراف القنا لمن استشالا
"بشرتها"، أي: نشاطها. قوله: "استشال"، يريد: الحرب لما جربت بالرماح وجدوها شائلة قد لقحت، وهذا مثل. ["لمن استشالا"، يعني: لمن جربها].
97 - وأنت أشد إخوتها عليها ... وأحسنهم لدرتها ائتيالا
"الائتيال": السياسة. يقال: "إنه لآيل مال وخائل .. "،إذا كان حسن القيام على المال. "آل أولاً وإيالة".
98 - إذا اضطربوا بمعترك قياماً ... على جرد العوابس أو نزالا
146 ب 99 - تسعرها بأبيض مشرفي ... كضوء البرق يختلس القلالا
["معترك": موضع القتال. و"العراك والاعتراك": الازدحام. و"الشعث": الخيل شعثت لطول الأسفار. و"العوابس": الكوالح. "القلال": واحدها "قلة".
ورأس كل شيء: "قلته". و"تسعرها": توقدها. و"مشرفي": نسبها إلى قرى تسمى "المشارف": وهي قرى تشفي على الريف والبادية].











مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید