المنشورات

عفا الزرق من أطلال مية فالدحل ... فأجماد حوضى حيث زاحمها الحبل

"الدحل": هوة في الأرض فيها ماء. و"الأجماد"، الواحد "جمد": الأرض الغليظة فيها حجارة. و"الحبل": الرمل.
2 - سوى أن ترى سوداء من غير خلقة ... تخاطأها وارتث جاراتها النقل
أ/ "سوداء": أثفية سودتها النار. و"تخاطأها النقل": تجاوزها. وقوله: "وارتث جاراتها" [أي]: وارتث جارات الأثفية النقل. "وتخاطأها"، أي: الأثفية، فبقيت. أي: حملوا أثفيتين وبقيت واحدة.
3 - من الرضمات البيض غير لونها ... بنات فراض المرخ واليابس الجزل
يعني هذه الأثفية، "من الرضمات": حجارة مجموعة. و"الجزل": الغليظ. وغير لونها "بنات فراض المرخ"،يعني: الشرر. و"فراض"، الواحدة "فرضة" يعني: عوداً يجعل في عود الزند الذي من المرخ- و"المرخ": شجر- فتخرج النار من تلك الفرضة، إذا قدح به، فالنار هي بنات فراض المرخ.
4 - كجرباء دست بالهناء وأفردت ... بأرض خلاء أن تقارفها الإبل
"كجرباء". يعني: هذه الأثفية، كأنها جرباء أفردت من الإبل أن لا تجرب وتعديها و"تقارفها"، أي: تدنو منها. و"دست"، أي: طلبت في أرفاعها وآباطها.
5 - كأنا وميا بعد أيامنا بها ... وأيام حزوى لم يكن بيننا وصل
6 - ولم يتربع أهل مي وأهلنا ... أجارع لم تغرس بحافاتها النخل
"أجارع": من الرمل، أي: في غير الريف، أي: في البادية.
7 - بها العائذ العيناء يمشي وراءها ... أصيبح أعلى اللون ذو رمل طفل
"العائذ": ظبية حديثة النتاج. و"أصيبح": غزال.
و"رمل": طرائق، و"أعلى 158 ب/ اللون"، يعني: ظهره. و"طفل": صغير. و"الصبحة": بياض إلى الحمرة.
8 - وأرفاض أحدان تلوح كأنها ... كواكب لا غيم علاها ولا محل
"أرفاض"، يريد: متفرقة. الواحد "رفض" و"أحدان": ما توحد منه، ما تفرد. قوله: "لا غيم علاها"، يريد: لا غيم علا الكواكب. ولا "محل"، أي: ولا غبار من المحل.
9 - أقامت بها حتى تصوح باللوى ... لوي معقلات في منابته البقل
"تصرح": تشقق منابت اللوى والبقل. و"أقامت بها": بالزرق.
10 - وأرقصت الهوج السفى فتساقطت ... مرابيعه الأولى كما ينصل النبل
يريد: الرباح أرقمت السفى وطردته، وهو شوك البهمي.
11 - أنابيش في أيدي الجمال كأنما ... يعض بها أعلى فراسنها النمل
"الأنابيش": ما نبش من شوك البهمي فخرج وسقط، الواحد "أنبوش". وقوله: "كأنما يعض بها": بالأنابيش، فأراد، كأنها تعض بها.
12 - فليس لساريها بها متعرج ... إذا انجدل الأسروع وانعدل الفحل
أي: ليس لمن يسري بها مقام "إذا انجدل الأسروع": وهي دويبة مثل الأصابع "تنجدل" فتموت إذا يبس البقل. و"انعدل الفحل"، أي: جفر وذهب هيجه.
13 - وأصبحت الجوزاء تبرق غدوة ... كما برق الأمعوز أو برق الإجل
وذلك في شدة الحر "الأمعوز": قطيع الظباء. و"الإجل": قطيع البقر ها هنا.
14 - فلاة ينز الرئم في حجراتها ... نزيز خطام القوس يحدى به النبل
"ينز": ينزو ويتحرك. و"خطام القوس": الوتر.
و"حجراتها": نواحيها. و"يحدى": يساق.
15 - فلما تقضت حاجة من تحمل ... وأظهرن واقلولي على عوده الجحل
"أظهرن": من الظهيرة. و"اقلولى": ارتفع. و"الجحل": الحرباء العظيم، وهو- في غير هذا الموضع-: اليعسوب.
16 - وقربن للأحداج كل ابن تسعة ... تضيق بأعلاه الحوية والرحل
أراد: ابن تسعة أعوام. وإنما يبزل البعير في تسع. و"الأحداج": مراكب من مراكب النساء. و"الحوية": مركب أيضاً.
17 - إلى ابن أبي العاصي هشام تعسفت ... بنا العيس من حيث التقى الغاف والرمل
"التعسف": السير على غير هدى. و"الغاف": شجر يكون بعمان، مثل البيوت.
18 - بلاداً بها أهلون ليسوا بأهلنا ... وأخرى من البلدان ليس لها أهل
19 - سوى العين والآرام لا عد قربها ... ولا كرع إلا المغارات والربل
159 ب/ "الكرع": ماء السماء. "لا عد قربها": وهو الماء الذي له مادة. و"المغارات": الكناس. و"الربل": نبت ينبت في آخر الصيف حين يبرد الليل.
20 - إذا أعرضت أرض هواء تنشطت ... بأبواعها البعد اليمانية البزل
"أرض هواء ... "، أي: واسعة بعيدة. و"تنشطت": "النشط": مثل "التناول" في السير: وهو أن تقدم يدها ثم تسرع ردها. و"البوع": بعد أخذها من الأرض.
21 - غريرية صهب العثانين يرتمي ... بها النازح الموسوم والنازح الغفل
"موسوم": له منار وعلم. و"الغفل": لا علم به.
22 - تمج اللغام الهيبان كأنه ... جنى عشر تنفيه أشداقها الهدل
"مج": تخرجه. و"اللغام": الزبد. وإنما قال: "الهيبان" لأنه أجوف كالرجن الهيبان الأجوف الذي يفزع من كل شيء. و"هدل" مسترخية. و"جنى عشر": ثمره، وهو أبيض، فلذلك شبه الزبد به.











مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید