المنشورات

أللأربع الدهم اللواتي كأنها ... بقية وحي في بطون الصحائف

قال الأصمعي: "أثر أغبر"، إذا كان دارساً قديماً، و"أثر أدهم"، إذا كان حديثاً، هذا قول الأصمعي. قال المخبل:
فأنزلهم دار الضياع فأصبحوا ... على مقعد من موطن العز أغبوا
أي: موضع من العز دارس ذاهب. و"الوحي": الكتاب.
160 أ 2 - بوهبين لم يترك لهن بقية ... زفيف الزباني بالعجاج القواصف
يريد: أللأربع بوهبين. و"الزفيف": صرت الرياح. و"الزباني": قرنا العقرب. و"العجاج": ربح بغبار. و"القواصف": التي تقصف كل شيء.
3 - تغيرن بعد الحي مما تعجمت ... عليهن أعناق الرياح الحراجف
الأربع تغيرن. و"تعمجت": تلوث، وهي أن تجيء يميناً وشمالاً، يعني: أعناق الرياح. و"أعناقها": أوائلها. و"الحراجف": الرياح الباردة الشديدة.
4 - تصابيت واستعبرت حتى تناولت ... لحي القوم أطراف الدموع الذوارف
"الذوارف": السوائل. و"استعبرت"، أي: أخذتك عبرة.
5 - وقوفاً على مطموسة قطعت بها ... نوى الصيف أقران الجميع الأوالف
"وقوفاً": قطع من القوم. وقوله: "حتى تناولت لحي القوم أطراف الدموع". ثم قال: "وقوفاً". و"مطموسة": طمست، محتها الرياح. يقول: كان الناس مجتمعين، فلما جاء الصيف تفرقوا ونرى كل إنسان مكانه فذهب. و"الأقران":الحبال، كأنهم كانوا في حبل فانقطع الحبل فتفرقوا.
6 - قلائص لا تنفك تدمى أنوفها ... على طلل من عهد خرقاء شاعف
يريد: وقوفاً قلائص. والطلل "شاعف": يذهب الفؤاد.
16 ب 7 - كما كنت تلقى قبل في كل منزل ... عهدت به مياً، فتي وشارف
أراد: في كل منزل "فتي وشارف"، أي: نزل فيه حديثاً وقديماً.
8 - إذا قلت قلبي بارئ لبست به ... سقاما مراض الطرف بيض السوالف
"لبست به"، أي: خلطت. و"مراض الطرف":فيه استرخاء. و"السالفة": صفحة العنق.
9 - بعيدات مهوى كل قرط عقدته ... لطاف الخصور مشرفات الروادف
"مهوى القرط": ما بين الأذن والعاتق.
10 - فما الشمس يوم الدجن والسعد جارها ... بدت بين أعناق الغمام الصوائف
"يوم الدجن"، يريد: إظلال الغيم برش وندى. و"أعناق الغمام": أوائلها. و"السعد": يوم لا ريح فيه ولا غبار ولا أذى.
11 - ولا مخرف فرد بأعلى صريمة ... تصدى لأحوى مدمع العين عاطف
"مخرف": ترعى في الخريف. و"الصريمة": القطعة من الرمل تنفرد. و"تصدى": تعرض: "لأحوى": وهو ولدها. و"عاطف": عطف عنقه.
12 - بأحسن من خرقاء لما تعرضت ... لنا يوم عيد للخرائد شائف
161 أ / أراد: يوم عيد "شائف": جال، أي: شافهن ذلك اليوم وجلاهن وراقهن/ و"الخريدمة": الحيية. فأراد: فما الشمس بأحسن من خرقاء.
13 - سرى موهناً فالتم بالركب زائر ... لخرقاء، واستنعى هوى غير عازف
يريد: سرى زائر، وهو خيالها. يريد: بعد وهن من الليل. "فالتم بالركب"، أي: طاف بالركب. وقوله: "واستنعى هوى"، يعني: الزائر تمادى وتتابع واستخف هوى غير "عازف": غير منته. ومن قال: " [غير] عارف"، أراه: غير صبور. ويقال: "ما كان عند الصبر عارفاً"، أي: صبوراً.
14 - فبتنا كأنا عند أعطاف ضمر ... وقد غورت أيدي النجوم الروادف
"غورت": سقطت في الغور حيث تغيب "أيدي الروادف": وهي النجوم الأوائل. و"الروادف": ردفن الطوالع.
15 - أتتنا بريا برقة شاجنية ... حشاشات أنفاس الرياح الزواحف
أراد: فبتنا كأنا أنتنا هذه الزائرة "بريا": وهي ريح طيبة. و"البرقة": حجارة ورمل مختلطة. و"حشاشات": بقايا "أنفاس الرياح"، أي: تنفس منها. أراد: فبتنا كافا أتتنا أنفاس الرياح بريا، أي: بريح هذه الزائرة. و"الزواحف": الرياح التي تجيء زحفاً. "شاجنية": أرض يقال لها: "الشواجن".
16 - دهاس سقتها الدلو حتى تنطقت ... بنور الخزامى في التلاع الجوائف
161 ب /"دهاس": أرض لينة لم تبلغ أن تكون رملاً. "حتى تنطقت": صار حولها كالنطاق، حول الشاجنية، أي: أطاف بها النبت. و"التلاع": مجاري/ الماء إلى الوادي. و"جوائف":"تجوف" المواضع، أي تقلعها.
17 - وعيناء مبهاج كأن إزارها ... على واضح الأعطاف من رمل عازف
أراد: ورب "عيناء": امرأة عيناء. "مبهاج": لها بهجة. كأن إزارها على رمل "عازف": موضع تعزف فيه الجن.
و"عاجف": موضع.
18 - تبسم عن أحوى اللثات كأنه ... ذرى أقحوان من أقاحي السوائف
"عن أحوى كأنه ذرى"، يريد: عن ثغر أسود اللثات. و"السوائف": عرض من عرضه، ليس بمعظمه، الواحدة "سائفة": وهو من الرمل حيث يسترق.
19 - دعتني بأسباب الهوى ودعوتها ... به من مكان الإلف غير المساعف
دعتني هذه العيناء "بأسباب الهوى"، أي: بسبله وطرقه وأموره، ودعوتها بالهوى. و"المساعف" المداني. يقول: أتاني هذا الهوى من إلف غير قريب.
20 - وعوصاء حاجات عليها مهابة ... أطافت بها محفوفة بالمخاوف
و"عوصاء حاجات"، أي حاجات ملتوية، ليست بسهلة. "محفوفة"، أي: قد حفت بالخوف، يخاف على من سلكها وطلبها.
21 - حمى ذات أهوال تخطيت دونها ... بأصمع من همي حياض المتالف
162 أ/ "حمى"، يعني الحاجات لا تقرب، هي حمى. و"تخطيت دونها بأصمع من همي" يقال: "هم أصمع وعزيمة صمعاء"، أي: منجردة لا رجوع فيها، ماضية. و"المتالف": المهالك.
22 - وأشعث قد نبهته عند رسلة ... طليحين بلوي شقة وتنائف
"أشعث": رجل أشعث الرأس. و"الرسلة": السمحة السير. و"طليحين"، يعني: الرجل وناقته. و"بلوي"،الواحد "بلو": من البلى، قد بلتهما الشقة والمفازة. و"التنائف": القفار.
23 - يئن إلى مس البلاط كأنما ... يراه الحشايا في ذوات الزخارف
يئن هذا الرجل إذا نام على الأرض من الإعياء. و"البلاط": الأرض المستوية. وكل مستو: "بلاط". و"الزخارف": المزينة. فيقول: هذا الرجل إذا نام على البلاط يراه الحشايا في ذوات الزخارف من الإعياء.
24 - ثنى بعدما طالت به ليلة السرى ... وبالعيس بين اللامعات الجفاجف
"اللامعات": بالسراب. و"الجفاجف": أرض فيها ارتفاع. وطالت "به": بالرجل.
25 - يداً غير ممحال لخد ملوح ... كصفح اليماني في يمين المائف
يريد: ثني يداً غير ممحال، يعني: الرجل ثنى يده فنام عليها. وقوله: "غير ممحال" أي: هي مخصبة. لخد "ملوح": قد لوحته الشمس وغيرته.
26 - وأشقر بلى وشيه خفقانه ... على البيض في أغمادها والعطائف
و"أشقر"، يعني: برداً. و"بلى": من البلى. و"خفقانه": اضطرابه، بلاه على "البيض": على 162 ب/ السيوف، وذلك أنهم تظللوا بالبرود، وصيروا سيوفهم أعمدتها وقسيهم. و"العطائف": هي القسي.
27 - وأحوى كأيم الضال أطرق بعدما ... حبا تحت فينان من الظل وارف
و"أحوى"، يعني: زماماً. "كأيم الضال"، يريد: الزمام كأنه حية تحت السدر. و"الفينان": الظليل الوريق. و"الوارف": الذي كأنه من النعمة والخضرة يقال: "هو يرف".
28 - فقام إلى حرف طواها بطيه ... بها كل لماع بعيد المساوف
فقام هذا الرجل إلى "حرف": إلى ناقة ضامر. "طواها"، أي: أضمرها بطيه كل لماع "بها" أي: بالناقة و"المساوف" الواحدة "مسافة": ما بين الأرضين. و"لماع": بلد يلمع بالسراب. ويقال: "أرض تلمع". طواها بطيها به، أي: بطيها هذا الموضع بالرجل.
29 - جمالية لم يبق إلا سراتها ... وألواح شم مشرفات الحناجف
ويروى: "لم يبق إلا ضريرها". "جمالية"، يريد: أن خلقتها خلقة جمل. و"السراة": الظهر. و"ألواحها": عظامها. و"شم": مشرفة. و"الحناجيف": رؤوس الحواقف. ومن قال: "لم يبق إلا ضريرها"، أي: عتقها ونفسها.
30 - وأغضف قد غادرته وادرعته ... بمستنبح الأبوام جم العوازف
و"أغضف"، يعني: الليل. قد "غادرته"، أي: خرجت منه. و"ادرعته": دخلت أ/ فيه. وقوله: "بمستنبح الأبوام"، يريد: بمكان تستنبح فيه الأبوام. و"جم": كثير. "العوازف"، يريد: كثير عوازف الجن.
31 - بعيد من المسقى تصير بجوزه ... إلى الهطل هزات السمام الغوارف
يريد: هذا الموضع الذي تستنبح فيه البوم بعيد من المسقى، وتصير هذه الإبل "يجوز" هذا المنهل، أي: بوسطه. "إلى الهطل": إلى الضعف. و"الهطل": الضعيف من المطر، هذا أصله. فيقول: هزات السمام [أي:] تحركها في سيرها ونشاطها يصير إلى الضعف. و"السمام": طير، فشبه الإبل بها. و"الغوارف": يغرفن في سيرهن.
32 - وقماصة بالآل داويت غولها ... من البعد بالمدرنفقات الخوانف
"قماصة": أرض تقمص: تنزو بالسراب. وداويت "غولها"، أي: بعدها، أي: جعلت دواءها السير "بالمدرنفقات" [أي:] المندفعات في سيرهن يقال: "ادرنفق في سيره". و"الخوالف": اللواتي يملن أعناقهن قبل وحشيهن من النشاط.
33 - قموس الذرى تيه كأن رعانها ... من البعد أعناق العياف الصوادف
يقول: ذرى هذه الأرض تغوص في السراب. و"رعانها": أنوف الجبال. فيقول: كأن رعانها أعناق الإبل قد عدلت عن الماء فلم تشرب، عافته، فهي رافعة الرؤوس.
34 - إذا احتفت الأعلام بالآل والتقت ... أنابيب تنبو بالعيون العوارف
16 ب/ "احتفت الأعلام بالآل"، أي: اتخذته حفافاً حولها. و"الأنابيب": طرائق من الأرض فيها ارتفاع. و"تنبو بالعيون"، أي: ترتفع العين، تدفع العين عن معرفتها.
و"عوارف": تعرف الأشياء.
35 - عسفت اللواتي تهلك الريح بينها ... كلالاً وجنان الهبل المسالف
يريد: عسفت البلاد اللواتي "تهلك" الريح بينها، أي: تقطع، لا تمضي، تعيا بها الريح من بعدها وسعتها. و"الكلال": الإعياء. و"جنان الهبل"، أي: شياطينها ونشاطها. [و] "النشاط": الاسم. وإبل نشاط ونشائط. و"الهبل": الضخام. و"المسالف": التي تقدم.
36 - بشعث على أكوار شدق رمى بهم ... رهاء الفلا نأي الهموم القواذف
يريد: عسفت بهم "بشعث": برجال قد شعثت رؤوسهم. على "أكوار": رحال. و"شدق": إبل واسعات الأشداق. و"الرهاء": ما اتسع من الأرض. فيقول: نأي الهموم رمى بهم رهاء الفلاة. و"القواذف"، يريد: رمى بهم هم من الهموم. "القواذف": تقذف بهم.
37 - تسامي عثانين الحرور وترتمي ... بنا بينها أرجاء خوق نفانف
"تسامي عثانين الحرور"، يريد: تسامي أوائل الحرور، أي: تعلوها وتستقبلها. و"الحرور": السموم. و"خوق"، يريد: مكاناً بعيداً طويلاً. و"نفانف": كل مهواة من شيء إلى شيء: نفنف. و"بينها"، يريد: بين العثانين.
38 - إذا كافحتنا نفحة من وديقة ... ثنينا برود العصب فوق المراعف
164 أ/ قوله: "إذا كافحتنا" أي: قابلتنا نفحة من "وديقة"، يريد: شديدة الحر، حين "تدق" الشمس: تدنو. و"المراعف": الأنوف. و"العصب": ضرب من البرود. فيقول: تلثمنا بالعمائم.
39 - ومغبرة الأفياف مسحولة الحصى ... دياميمها موصولة بالصفاصف
"الفيف": ما استوى من الأرض. و"مسحولة الحصى"، أي: ملس، أي: قد سحلت مما توطأ. و"الدياميم": القفار. و"الصفاصف": ما استوى من الأرض أيضاً.
40 - صدعت وأشلاء المهارى كأنها ... دلاء هوت دون النطاف النزائف
يقال: "بئر منزوفة ونزيف"، ثم جمع "نزيف": "نزائف". فيريد: صدعت هذه الأرض بخوص. و"أشلاء المهارى" بقاياها. كأنها دلاء هوت من أعلى البئر دون النطاف إلى الماء. ومعنى: "صدعت": شققت ودخلت هذه الأرض.
41 - بخوص من استعراضها البيد كلها ... حدا الآل حد الشمس فوق الأصالف
"بخوص": بغائرات العيون مما تستعوض البيد بأخذها من العرض، تختصرها. كلما "حدا"، أي: ساق الآل حد الشمس، و"حدها": شدة حرها. و"الأصالف"، الواحد "أصلف": وهو ما اشتد من الأرض.
42 - مستهن أيام العبور وطول ما ... خبطن الصوى بالمنعلات الرواعف
"مستهن": ألقت ما في بطونهن من أولادهن. و"أيام العبور": أشد ما يكون الحر لأن الشمس تجوز المجرة. وطول ما "خبطن"، أي: وطئن. و"الصوى": الأعلام. و"المنعلات"، يعني: أخفافها لأنها قد انعلت. و"الرواعف": تسيل دماً.
164 ب 43 - وجذب البرى أمراس نجران ركبت ... أواخيها بالمرئيات الرواجف
يريد: مستهن أيام جذب البرى، أي: مستهن أيام العبور، وجذب البرى أمراس نجران، يعني: الأزمة، و"الأمراس": هي الحبال. وأراد- ها هنا-: الأزمة. و"البرى": حلقات في أنوفهن، فالبرى تجذبها في السير. و"أواخيها": عراها. فيقول: براها شدت بأنوفها كأنها أواخي. و"المرئيات"، يقال: "رأس مرء": طويل الخطم فيه شبه التصويب.
44 - ومطو العرى في مجفرات كأنها ... توابيت تنضي مخلصات السفائف
"المطو": المد، مد العرى، يريد: عرى الأنساع.
في مجفرات"، يريد: أوساطها كأنها توابيت من سعة أوساطها. "تنغي": تخلق "مخلصات السفائف". فيقول: المجفرات تخلق ما أخلص من القطع، فهي تخلقه من عظمها. و"السقيف": الغرصة، وهو حزام الرحل. ويقال: "اخلص: اختير الحزام لها.
45 - برى النحز منها عن ضلوع كأنها ... بمخلولق الأزوار عوج العطائف
"النحز": ضرب الأعقاب والاستحثاث، فبراها. ثم قال: "كأنها"، يريد: ضلوعها. "بمخلولق الأزوار"، يريد: حيث لأن الصدر واملاس. و"الزور": العظم في وسط الصدر. و"عوج العطائف": القسي، شبه الضلوع بها، فكأنه أراد: كأنها عوج العطائف بالموضع الذي املاس من الصدر.
165 أ 46 - يمانية صهب تدمى أنوفها ... إذا جد من مرفوعها المتقاذف
["المتقاذف": المترامي. ح: ويروى: "الأزابي". و"الأزابي": ألوان النشاط، الواحد "أزبي"، "مرفوعها": سيرها. يريد أنها إذا لطخ بها النشاط جدبت أخشتها ورمت به أنوفها].
47 - إذا فرقد الموماة لاح انتضلنه ... بمكحولة الأرجاء بيض المواكف
"الفرقد": ولد البقرة. و"الموماة": القفر. "لاح": بان وبرق. "انتضلنه": رمينه بأبصارهن، يعني: الإبل ينظرن إلى هذا الفرقد، لا يكرهن السير. و"مكحولة الأرجاء"، يريد: أن حماليقها مكحولة. و"بيض المواكف"، يريد: مقطر الدمع أبيض.
48 - رمتها نجوم القيظ حتى كأنها ... أواقي أعلى دهنها بالمناصف
"رمتها نجوم القيظ"، يريد: أصابتها الحر الشديد فغارت عيونها. فكأن عيونها أواقي فيها الدهن إلى أنصافها.
49 - إذا قال حادينا: أيا، عسفت بنا ... صهابية الأعراف عوج السوالف
"أيا": زجر. و"عسفت": أخذت على غير هدى. و"عوج السوالف": من النشاط.
50 - وصلنا بها الأخماس حتى تبدلت ... من الجهل أحلاماً ذوات العجارف
يريد: وصلنا خمساً بعد خمس. و"الخمس": ثلاثة في المرعى ويوم في الماء. و"ذوات العجارف": التي فيها خرق وجفاة. فيها عجرفية من النشاط. وقوله: "حتى تبدلت من الجبل أحلاماً"، يقولك ذهب نشاطها. و"جهلها": نشاطها.
51 - ترى كل شرواط كأن قتودها ... على مكدم عاري الصبيين صائف
1 ب/ ويروى: "على ظهر مكدوم الصبيين". و"الشرواط": الطويلة. فأراد: كان قتودها على ظهر حمار مكدم غليظ. و"صبياه": طرفا لحييه، فقد عري من اللحم. ومن قال: "مكدوم الصبيين": قد كدم صبياً لحييه، وهما طرفاه. و"صائف": دخل في الصيف.
52 - مرن الضحى طاو بنى صهواته ... روايا غمام النثرة المترادف
"مرن الضحى"، يعني: الحمار، ينهق في الضحى. وقوله: "بنهى صهواته روايا غمام النثرة". "الروايا": السحاب يحمل الماء. و"النثرة" نجم. فيقول: هذه الروايا نبت فيها العشب فأسمنه وبنى "صهواته": وهو- من الحمار- موضع اللبد من الفرس. و"المترادف": يترادف بعضه في إثر بعض.
53 - يصك السرايا من عناجيج شفها ... هبوب الثريا والتزام التنائف
هذا الحمار يصك "السرايا" من أتنه: وهي خيارها. و"العناجيج": الطوال الأعناق. و"شفها": جهدها وهزلها. و"هبوب الثريا" في القيظ، و"التزام التنائف": القفر.
54 - إذا خاف منها ضغن حقباء قلوة ... حداها بجلجال من الصوت جادف
إذا خاف من هذه الحمر ضغن "حقباء"، أي: أن "حقباء": وهو بياض في موضع الحقيبة. و"ضغنها": ميلها وهواها، لا تنقاد. و"قلوة": خفيفة. "حداها": ساقها. "بجلجال": صوت له جلجلة. و"جادف": ليس بصوت تام، يقطع صوته، ينهق ثم يقطعه.
166 أ 55 - وهيج التناهي واطراد من السفى ... وتشلال مخطوف الحشا متجانف
"التناهي": حيث ينتهي الماء فيحتبس. و"اطراد" من السفى: وهو أن تطرده الريح فيتساقط، وذلك حين ييبس. و"مخطوف الحشا": ضامر. و"تشلال"، يريد: تطراد الفحل إياها، وهو ضامر الحشا. و"متجانف": متمايل، فأراد: صفها هبوب الثريا وهيج التناهي وتطراد الفحل إياها.












مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید