المنشورات
ألم تر أيها الملك المرجى ... عجائب ما رأيت من السحاب
قوله:
تشكى الأرض غيبته إليه ... وترشق ماءه رشف الرضاب
الرشف: شرب قليل, فإما أن يكون الشارب يتعمد تقليل الشرب, وإما أن يكون المشروب قليلًا؛ ولذلك قالوا: رشف الرضاب؛ لأن الريق لا يوصف بالكثرة, وقالوا في المثل: «العب أروى والرشيف أشرب»؛ أي أن الإبل إذا أخذت الماء قليلًا قليلًا كان ذلك أكثر لشربها, وإذا عبت عبا رويت سريعًا. ويقال للمطر: رضاب, ويوم راضب إذا كان ذا مطر, ويجب أن يكون ذلك في الأصل لمطر غير شديد.
وقوله: وأوهم أن في الشطرنج همي ... وفيك تأملي ولك انتصابي
الشطرنج: كلمة معربة, وليس في كلام العرب شيء على هذا المثال, وقد استعملوها في صدر الإسلام, وأعربوها كما يعربون العربي, وأدخلوا عليها الألف واللام, ولو صغرت لكان القياس أن يقال: شطيرج وشطيريج, وتحذف النون؛ لأنها من حروف الزوائد, وهي ساكنة, ولو جمعت لقيل: شطارج وشطاريج, وكان القائل مخيرًا في التعويض بالياء وتركه, فأما من يقول: شطارٍ فقوله ضعيف؛ لأنهم إذا قالوا: فرازق في جمع فرزدقٍ فحذفوا الدال؛ لأنها تشبه التاء, والتاء من الحروف الزوائد, فحذف النون هاهنا واجب.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
19 أبريل 2024
تعليقات (0)