المنشورات

أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب ... وردوا رقادي فهو لحظ الحبايب

وهي من الطويل الثاني عند الخليل, ومن السحل الأول في قول غيره, وقافيتها من المتدارك.
الحبايب: جمع حبيبة, وإذا قيل: الأحباب فهو جمع حب, وأصله للمذكرين, وقد استعملت الشعراء الأحباب في معنى الحبايب؛ وذلك جائز إذا جعلوا الحب واقعًا على الشخص, وقالوا للمرأة: حبة؛ إذا كانت محبوبة.
وقوله:
فإن نهاري ليلة مدلهمة ... على مقلةٍ من فقد كم في غياهب
(21/أ) المقلة: جملة العين بياضها وسوادها, والجمع مقل, وهو القياس, وقد قالوا: مقل فجمعوه على حد برةٍ وبر. والغياهب: جمع غيهب, وهو الليل المظلم. ويقال للرجل الجافي الوخم: غيهب, وحكى بعضهم: غهب الليل؛ إذا أظلم.
وقوله:
بعيدة ما بين الجفون كأنما ... عقدتم أعالي كل هدبٍ بحاجب
سكن ياء أعالي للضرورة, وهذا المعنى ينظر إلى قول بشار: [الوافر]
جفت عيني عن التغميض حتى ... كأن جفونها عنها قصار
والحاجب: الشعر الذي على الحجاج, فأما قول قيس بن الخطيم: [الطويل]
تبدت لنا كالشمس تحت غمامةٍ ... بدا حاجب منها وضنت بحاجب
والأشبه أن يكون أراد حاجب المرأة, وقد قيل: إنه أراد حاجب الشمس؛ أي: جانبها, وحكوا في ذكر قرصٍ قدم إلى ضيفٍ: «كل من حواجبه»؛ أي: من جوانبه ونواحيه.
وقوله:
ولو قلم ألقيت في شق رأسه ... من السقم ما غيرت من خط كاتب
البغداديون ينشدون شق, بفتح الشين. وحكى أبو الفتح محمد بن الحسن بن روحٍ, رحمه الله, وكان يلي لأبي الطيب أمرًا في بصف, أنه سمعه ينشد في شق رأسه, فقال له أبو الطيب: شق, والمعنيان متقاربان. ويجوز أن يكون أبو الطيب عن له في الفتح والكسر رأي. والشق ما بين سني القلم, وشقه أحد جانبيه, والكسر أشد مبالغةً من الفتح.
وقوله:
ولابد من يومٍ أغر محجلٍ ... يطول استماعي بعده للنوادب
أصل قولهم: يوم أغر محجل: منقول من الفرس الذي له غرة وتحجيل؛ لأنه إذا كان كذلك شهر في الخيل أكثر من اشتهار البهيم. وقيل لكل أمر يظهر ويشيع ذكره: أغر محجل. واستعملوا في الخير والشر, فمما جاء في الافتخار البيت المنسوب إلى السموأل وإلى غيره: [الطويل]
وأيامنا مشهورة في عدونا ... لها غرر معروفة وحجول
وقال الجعدي: [الطويل]
ألا ناديا ليلى وقولا لها هلا ... فقد ركبت أمرًا أغر محجلا
أي: مشهورًا, وإنما يريد أمرًا شنيعًا قبيحًا.
وقال الراجز: [الرجز]
لا هم إن الحارث بن جبله ... زنا على والده وقتله
وركب الشادخة المحجلة ... وكان في جاراته لا عهد له
وأي شيءٍ سمجٍ لا فعله
والشادخة المحجلة يراد بها سبة مشهورة.
وقوله: يطول استماعي بعده للنوادب: يريد أن القتلى تكثر, فلا يزال يسمع نوادب المقتولين.
وقوله:
إليك فإني لست ممن إذا اتقى ... عضاض الأفاعي نام فوق العقارب
الأفاعي: جمع أفعى, وهي تقع على الذكر والأنثى, وإذا قالوا: أفعوان فهو الذكر لا غير. ومن تذكير الأفعى البيت المعروف: [السريع]
مطرق يرشح سما كما ... أطرق أفعى ينفث السم صل
ويقال: تفعى له؛ إذا تنكر له, قال الهذلي: [الطويل]
رأته على فوت الشباب وأنها ... تفعى لها إخوانها وعشيرها
والمعنى: أني لست ممن إذا اتقى الأمور الكبار صبر على ما هو دونها.
وقوله:
أتاني وعيد الأدعياء وإنهم ... أعدوا لي السودان في كفر عاقب
الأدعياء: جمع دعي, وهو الذي يدعيه أبوه, أو يدعي هو إلى أبٍ, ولا يكون نسبه ثابتًا. والسودان - هاهنا - مراد بهم عبيد سودان أعدوا له في كفرٍ عاقبٍ ليقتلوه.
وكفر عاقبٍ في الشام الأعلى, وكل قريةٍ كفر. وبعض من فسر شعر أبي الطيب يذهب إلى أنه أراد بالسودان الحيان؛ جمع أسود, ويذهب إلى أن السودان كناية عن الشرور, ولا يمتنع ما قال, ولكن ظاهر الأمر أنهم عبيد سود, وقولهم: السودان يقع على الإنس وغيرهم, فيقال: معزى سودان, وأنشد سيبويه: [الهزج]
ومعزى هدبًا يعلو ... قران الأرض سودانا
وقول القائل: [الوافر]
أحب لحبها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب
جعل السودان تقع على الكلاب وغيرها.
وقوله:
كأن رحيلي كان من كف طاهرٍ ... فأثبت كوري في ظهور المواهب
لما وصف نفسه بأنه جواب للأرض قد سلك منها كل مكانٍ جعل ذلك خروجًا إلى مدح الممدوح, فقال: كأني رحلت من كف طاهر وقد أثبت كوري؛ أي: رحلي الذي على الناقة فوردت (21/ب) بي موطن كل قومٍ, وهذا من الإفراط في المبالغة.
وقوله:
فلم يبق خلق لم يردن فناءه ... وهن له شرب ورود المشارب
استعار الورود للمواهب, وقد يستعمل الناس قولهم: ورد البلد في معنى قدم, وأصله في ورد الماء, وفي هذا البيت تقديم وتأخير كأنه قال: لم يردن فناءه ورد المشارب؛ أي: مواهبه تقصد ديار الناس, وتحرص على ورودها كما تحرص الظماء على ورود المشرب, وهن مع ذلك شرب للقوم, والشرب: الحظ من الماء, وقد جعله قوم كالمصدر.
وقوله:
فتى علمته نفسه وجدوده ... قراع الأعادي وابتذال الرغائب
القراع: مصدر قارع القوم القوم إذا ضاربوهم, وكانت المضاربة بيابسٍ يقع على مثله في اليبس.
والرغائب: جمع رغيبةٍ, وهي العطية التي يرغب فيها. ويقال: رغبت فهي رغيبة؛ إذا كثرت واتسعت, ومنه قولهم: فرس رغيب الشحوة؛ أي: واسع الخطوة.
وقوله:
كذا الفاطميون, الندى في بنانهم ... أعز امحاء من خطوط الرواجب
كذا: كلمة تستعمل كاستعمال المثل, والمعنى: كذا الوصف الذي أصفه الفاطميون.
والرواجب: واحدها راجبة. فمنهم من يقول: هي بطون الأصابع وظهورها, واحدتها راجبة, وقال قوم: الأنامل من أطراف الأصابع إلى العقد الأولى, ومن العقد الأولى إلى الثانية الرواجب, ومن الرواجب إلى العقد الأخرى البراجم, وقيل: البراجم هي نفس العقد الأخيرة التي تظهر إذا قبضت في الكف.
وقوله:
أناس إذا لاقوا عدًى فكأنما ... سلاح الذي لاقوا غبار السلاهب
المعنى مما يقال في هذا الموضع أن عداهم إذا لاقوهم قاتلوهم بالفرار, فسلاحهم أن يركضوا جيادهم فيثور غبارها في الهزيمة.
ويجوز أن يذهب إلى أن الممدوحين لا يحفلون بسلاح الأعداء, ولا يضرهم, فكأنه غبار الخيل يدخلون فيه بلا اكتراثٍ, ويقوي هذا القول قوله في صفة الخيل: دوامي الهوادي. والسلاح يذكر ويؤنث. قال الطرماح في تأنيثه يصف ثورًا وحشيًّا: [الطويل]
يهز سلاحًا لم يرثها كلالةً ... يشك بها منها أصول المغابن
ويدل على التذكير قولهم: أسلحة, فجمعوه بالهاء, كما يقولون: حمار وأحمرة, ولو كان مؤنثًا لقالوا أسلح كما قالوا: شمال وأشمل, وأنشد أبو زيدٍ: [الوافر]
لقد أعجبتموني من جسومٍ ... وأسلحة ولكن لا فؤادا
والسلاهب: الخيل السراع, وقيل: الطوال, والسرعة أشبه في هذا البيت.
وقوله:
رموا بنواصيها القسي فجئنها ... دوامي الهوادي سالمات الجوانب
سكن دوامي للضرورة, وهي في موضع الحال. والهوادي: الأعناق, واحدها هادٍ, قال القطامي: [البسيط]
إني وإن كان قومي ليس بينهم ... وبين قومك إلا ضربة الهادي
وجاءت الهادية بالهاء في معنى العنق, وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما قال وهو يعني رقبة الشاة: «إنها هادية الشاة وأبعدها من الأذى». فجعلها هاديةً؛ لأنها متقدمة من الجسد,
ويقال: إن الهاء لم تعرف في الهادية إلا في هذا الحديث, وإنما جاء بها صلى الله عليه وسلم لما كانت في ذكر الرقبة, والمعنى الذي قصده أبو الطيب قد سبقت إليه الشعراء, قال كعب بن زهيرٍ: [البسيط]
لا يقع الطعن إلا في نحورهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليل
وقال القطامي: [البسيط]
ليست تجرح فرارًا ظهورهم ... وبالنحور كلوم ذات أبلاد
وقوله:
أولئك أحلى من حياةٍ معادةٍ ... وأكثر ذكرًا من دهور الشبائب
الشبائب: جمع شبيبة, فأما قول الراجز: [الرجز]
يخضبن بالحناء شيبًا شائبًا
يقلن كنا مرةً شبائبا
فيجوز أن يريد ذوات شبائب فحذف المضاف كما قال الطهوي: [الوافر]
حسبت بغام راحلتي عناقًا ... وما هي ويب غيرك بالعناق
أراد بغام عتاقٍ, ويجوز أن يكون جمع شبيبة من قولهم: امرأة مشبوبة إذا وصفت بالجمال والحسن, فتكون فعيلة في معنى (22/أ) مفعولة. قال الشاعر: [الطويل]
ومشبوبةٍ لا يقبس الجار ربها ... ولا طارق الظلماء منها يونس
أراد امرأةً جميلةً شبهها بالنار المشبوبة, وقالت امرأة من العرب لابنتها: «لو رأيتني وأنا شابة لرأيت أحسن من النار الموقدة». فأما شبائب فلا يجوز أن يكون جمع شابةٍ, وإنما جمعها شواب.
وقوله:
نصرت عليا يابنه ببواترٍ ... من الفعل لا فل لها في مضارب
أراد أنه يفعل أفعالًا جميلةً تكون في أعدائه مثل السيوف البواتر, ولكن لا يحدث بها فل, وإنما يريد أنك فعلت من المكارم مثل ما كان يفعل, وكأنه يدعي له أنه زاد في شرف عليّ عليه السلام وقوى أمره.
وقوله:
وأبهر آيات التهامي أنه ... أبوك وإحدى ما لكم من مناقب
أبهر: من قولهم: بهره؛ إذا غلبه, والآيات: العلامات, كذلك يأتي في كلام العرب, قال الشاعر: [الطويل]
ألكني إلى قومي السلام رسالةً ... بآية ما كانوا ضعافًا ولا عزلا
أي بعلامة ذلك, وآية القرآن مأخوذة من هذه كأنها علامة للنبوة. وقيل: الآية جماعة الحروف من قولهم: خرج القوم بآيتهم؛ أي: جماعتهم, والتهامي منسوب إلى تهامة, والتهم: شدة الحر, وانخفاض الأرض, قال الراجز:
نظرت والعين مبينة التهم
إلى سنا نارٍ وقودها الرتم
والتهم - هاهنا - مصدر أخذ من تهامة, وإذا نسبوا إلى تهامة فأقروا التاء على الكسر شددوا الياء في النسب, وإذا فتحوا التاء خففوا الياء, فقالوا: تهامٍ مثل قاضٍ, ومررت بتهامٍ, ورأيت تهاميًا.
وقوله: إحدى ما لكم: يحتمل أن يكون إحدى نسقًا على قوله أبوك؛ فيكون قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم إحدى مناقب هؤلاء القوم, وهذا من الغلوّ. ولكن الشعراء يجرون من ذلك على سجيةٍ, ويجوز وجه آخر, وهو أن تكون إحدى معطوفةً على قوله: أنه أبوك, فتكون هاهنا مردودةً على الجملة, ويذهب بقوله: إحدى ما لكم من مناقب إلى ما يروى عن علي عليه السلام في باب خيبر, ونحو ذلك. فالوجه الأول يكون فيه النبي صلى الله عليه وسلم إحدى مناقبهم, والوجه الثاني أن يكون إحدى مناقبهم من آياته.
وقوله:
إذا علوي لم يكن مثل طاهرٍ ... فما هو إلا حجة للنواصب
النواصب: جمع ناصبة؛ أي: الجماعة التي تنصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام, ولو أنه جمع ناصب لوجب أن يقول: نصاب, إلا أن وضع فواعلٍ في موضع فعالٍ جائز في الشعر, ومنه قول الفرزدق: [الكامل]
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار
وضع نواكس موضع نكاسٍ.
وقوله: ويحذى عرانين الملوك وإنها ... لمن قدميه في أجل المراتب
يحذى عرانين الملوك؛ أي: تجعل له حذاءً, والعرنين: ما بين العينين إلى الأنف. قال المتلمس: [الطويل]
ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما
ويكنون عن السادة بالعرانين. قال ابن لجأٍ: [البسيط]
إن العرانين تلقاها محسدة ... ولن ترى للئام الناس حسادا
وقوله:
يد للزمان الجمع بيني وبينه ... لتفريقه بيني وبين النوائب
سمت العرب النعمة يدًا, فقالوا: لفلانٍ عندي يد, وأصل ذلك أن الرجل إذا أعطى الآخر شيئًا ناوله إياه بيده, فكنوا عن النعمة باليد, وأنشد أبو زيد لضمرة بن ضمرة النهشلي: [الطويل]
فلن أذكر النعمان إلا بصالحٍ ... فإن له عندي يديا وأنعما
زعموا أن يديا جمع يدٍ, مثل عبيدٍ وكليبٍ, ويجوز أن يكون يديا فعيلًا في معنى مفعول من قولهم: يديت إلى الرجل جميلًا, فهو ميدي ويدي.
وقوله:
يرى أن ما ما بان منك لضاربٍ ... بأقتل مما بان منك لعائب
في أنّ ضمير, وهو الهاء, كأنه قال: ترى أنه ما الذي بان منك لضاربٍ, فما الأولى نافية, والثانية في معنى الذي. ومثل حذف الضمير هاهنا قول الأعشى: [الخفيف]
(22/ب) ... إن من لام في بني ابنة حسا ... ن ألمه وأعصه في الخطوب
أراد أنه من لام, ولولا ذلك لم يجز الجزاء.
وقوله: ألا أيها المال الذي قد أباره ... تعز فهذا فعله بالكتائب
أباره: أي: أهلكه, والبور: الهالك الفاسد, ومنه قول ابن الزبعرى: [الخفيف]
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور
ومنه: بارت السلعة؛ إذا لم تنفق, وفي الكتاب العزيز: {كانوا قومًا بورًا}.
وبور يقع على الواحد والجميع.
وقوله:
حملت إليه من لساني حديقةً ... سقاها الحجا سقي الرياض السحائب
الحديقة أرض فيها نخل أو عنب, وأصل ذلك أن يحدق بها حائط أو نهر من قولهم: حدقوا به وأحدقوا؛ إذا أطافوا. قال الأخطل: [البسيط]
المنعمون بنو حرب وقد حدقت ... بي المنية واستبطأت أنصاري
وقال آخر في يوم الحرة: [الوافر]
ولما أحدقوا بي واستكفّوا ... وإن ناديت ثم فلن أجابا
وأراد بالحديقة القصيدة على التشبيه, وفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول في قوله: سقي الرياض السحائب, أراد سقي السحائب الرياض, وقد فصلوا بينهما بالظرف, والمصدر, وحروف الخفض, وبالمفعول.
قال الشاعر في الفصل بالظرف: [الوافر]
كما خط الكتاب بكف يومًا ... يهودي يقارب أو يزيل
وقال ذو الرمة ففصل بينهما بحرف الخفض والمخفوض الذي بعده: [البسيط]
كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أنقاض الفراريج
أراد كأن أصوات أواخر الميس من إيغالهن بنا. وقال آخر في الفرق بالمصدر: [الوافر]
أزب كأنه أسد هموس ... معاود جرأةً زفت الهوادي
أراد معاد زفت الهوادي جرأةً, فجرأةً هاهنا يجوز أن تكون مصدرًا, ويجوز أن تكون مفعولًا له. وقال في الفرق بينهما بالمفعول: [مجزوء الكامل]
فزحجته متعرضًا ... زج القلوص أبي مزاج
ويروى: أبي مزادة, أراد: زج أبي مزادة القلوص.
وقوله:
فحييت خير ابنٍ لخير أبٍ بها ... لأشرف بيت في لؤي بن غالب
حييت: فعلت من التحية, ويجب أن يكون أصل التحية البقاء, كأنهم يقولون: حييت الرجل؛ إذا دعوت له بالحياة, ثم سلموا الملك تحيةً؛ لأن الملك يدعى له بأن يعمر, وسموا الوجه محيًا؛ لأنه يلقى بالكلام الجميل, ثم سموا ما طابت رائحته من الأشياء إذا لاقوا به الرجل تحيةً, وكذلك السلام.
ويجب أن يكون الشاعر أراد بالتحية هاهنا ما كان طيب الرائحة من الزهر, وغيره؛ أي: هذه القصيدة أرجة ذكية.
ولؤي بن غالب يهمز ولا يهمز, فإذا همز احتمل وجهين: أحدهما أن يكون تصغير لأى, وهو الثور الوحشي, وأن يكون تصغير لأي, وهو البطء. وإذا لم يهمز احتمل وجوهًا؛ منها: أن يكون من الوجهين اللذين مضيا, وتجعل الهمزة واواً؛ لأنها مفتوحة وقبلها ضمة. ويجوز إذا لم يهمز أن يكون تصغير لوى الرمل ولواء الجيش, واللوى من قولهم: فرس ألوى؛ إذا كان في ظهره التواء. واللوى من قولهم: خصم ألوى؛ إذا كان شديد الخصومة. واللوى إذا أريد به الوجع الذي في البطن. ويجوز أن يكون تصغير لي من قولهم: لويته ليا, ويجوز في تصغير لي وجهان: لوي وليي, وأن يكون ترخيم التصغير من قولهم: ألوى إذا كان شديد الخصومة.












مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید