المنشورات
وأسود أما القلب منه فضيق ... نخيب وأما بطنه فرحيب
ووزن هذه الأبيات كوزن ما قبلها. الأسود يقع على الحيوان وغيره, إلا أنهم قل ما يقولون للفرس الأدهم: أسود, وقد جاء به الراعي فقال: [الطويل]
طوال الخدود ليس فيها علامة ... سوى قرحةٍ في كل وردٍ وأسودا
فأما الإبل فيقال فيها: ناقة دهماء وسوداء. قال حميد بن ثورٍ: [الطويل]
ودهماء منها كالسفينة نضجت ... به الحمل حتى زاد شهرًا عديدها
يعني ناقةً. وقال الراجز:
قد كنت متاحًا على زرودا ... وكنت أروي مئتين سودا
فاليوم لا أترك أن ذودا
يقال: إن السود من الإبل أكثرها شربًا, وأغزرها ألبانًا, ويقال في صفة الجبان: هو نخيب, وكأنهم يريدون بذلك خلوه من الخير والشجاعة؛ لأنهم يقولون: انتخبت الشيء؛ إذا أخذت خياره.
وقوله:
أعدت على مخصاه ثم تركته ... يتبع مني الشمس وهي تغيب
المخصى: الموضع الذي يقع فيه الخصاء, أراد أنه أعاد عليها خصاءً ثانيًا, أو ما هو مثل الخصاء؛ لأن هذه اللفظة إنما هي مأخوذة من الخصية, فإذا زالت فلا خصاء, يقال: خصيته خصيًا وخصاءً, قال الشاعر: [الطويل]
خصاك جرير يابن قينٍ فإن تعد ... لهجو جريرٍ بعد خصيك تجدع
وقوله: يتبع مني الشمس وهي تغيب, من قول الآخر: [الطويل]
فأصبحت من ليلى الغداة كناظرٍ ... مع الصبح في أعقاب نجمٍ مغرب
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
19 أبريل 2024
تعليقات (0)