المنشورات
وطائرةٍ تتبعها المنايا ... على آثارها زجل الجناح
وهي من الوافر الأول على رأي الخليل, ومن السحل الرابع على رأي غيره, وقافيتها من المتواتر. الزجل: شدة الصوت وتتابعه, وإن كان قول العامة للإناء: زنجلةً عربيًا, فاشتقاقه من الزجل والنون زائدة؛ لأنها إذا قرعت لم ينقطع الصوت كانقطاعه إذا ضرب الحجر بمثله, أو بعصًا, وإذا رفع زجل الجناح فقد تم الكلام في النصف الأول, ويرفع زجل على الابتداء, وفي مذهب سعيد بن مسعدة بالاستقرار ونحوه, وعلى رأي الكوفيين لأنه خبر الصفة, وإذا نصب زجل الجناح فالمنايا فاعلة, وقع فعلها على زجل الجناح.
وقوله:
كأن رؤوس أقلامٍ غلاظًا ... مسحن بريش جؤجؤه الصحاح
الجؤجؤ: عظام الصدر, والصحاح في معنى الصحيح, وقد يستعمل الصحاح في معنى الصحة.
وروي عن الأصمعي أنه رأى شيخًا من الأعراب قدامه حمولة داخلًا إلى البصرة وهو يقول:
يا أيها المضمر همًا لا تهم ... إنك إن تقدر لك الحمى تحم
قد قضي الأمر وقد جف القلم ... وخط أيام الصحاح والسقم
وقوله:
فأقعصها بحجنٍ تحت صفرٍ ... لها فعل الأسنة والرماح
أقعصها؛ أي: قتلها قتلًا وحيًا, وبعض الروايات في قوله النابغة:
لما رأى واشق قدحان صاحبه ... ولا سبيل إلى عقلٍ ولا قود
إقعاص صاحبه في موضع قدحان صاحبه, والحجن: جمع أحجن, وهو الذي فيه انعطاف, ويقال: إن الهلال يسمى حجينًا لانعطافه.
وقوله:
فقلت لكل حي يوم سوءٍ ... وإن حرص النفوس على الفلاح
حرص, بفتح الراء: اللغة الفصيحة. والفلاح والفلح: البقاء, قال لبيد:
نحل ديارًا كلها حل قبلنا ... ونرجو الفلاح بعد عادٍ وحمير
وهو الفلح أيضًا. قال الأعشى: [الرمل]
فلئن كنا كناسٍ هلكوا ... ما لقومٍ يا لقومٍ من فلح
وكثرت هذه الكلمة, فيقال لمن أقبل في دنياه: قد أفلح, ولمن خاب في الحاجة: ما أفلح فلان, وأما قولهم للسحور فلح فيراد أنه خير يصاب؛ لأنه يؤدي إلى قوةٍ وصبرٍ على الصوم, وهو من قولهم للرجل إذا ظفر: قد أفلح.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
20 أبريل 2024
تعليقات (0)