المنشورات

يقاتلني عليك الليل جدا ... ومنصرفي له أمضى السلاح

وهما في وزن التي قبلها. يقول: إن الليل يمنعني من لزوم مجلسك؛ لأني أفتقر إلى النوم كغيري من الناس, وأوثر التخفيف عنك فأقلق لذلك. وقوله: منصرفي في معنى انصرافي, وإذا بلغ الفعل الماضي أربعة أحرفٍ فما زاد استوى فيه المصدر, واسم الزمان, واسم المكان. وإذا كان الفعل متعديًا ساوت هذه الأشياء لفظ المفعول, فالمنصرف يقع على المصدر, وعلى الموضع الذي ينصرف فيه, وعلى الوقت الذي يقع فيه ذلك. وانصرف فعل لا يتعدى إلى مفعولٍ, ولو بني مثل هذه الأشياء من اجتذب ومثله فيما هو على أربعة أو أكثر استوت فيه الأشياء الأربعة: المصدر والزمان والمكان والمفعول, فتقول: هذا حبل مجتذب, وعجبت من مجتذبي حبلك؛ أي: اجتذابك, وهذا مجتذب حبلك؛ أي: الموضع الذي اجتذب فيه, والوقت الذي كان فيه من الاجتذاب.
وقوله:
لأني كلما فارقت طرفي ... بعيد بين جفني والصباح
يجوز رفع بين ونصبه, والرفع أقوى عند البصريين, وهذا مثل قوله: {لقد تقطع بينكم} , يجعلون بين فاعلًا, ويكون في بيت الطيب مبتدأً, ويجوز نصبه على إضمار فاعل كأنه قال: يبعد وقت بين جفني والصباح؛ أي: إذا فارقتك لم أنم. وأجاز قوم نصب بين في مثل هذا الموضع على إضمار ما كأنه قال: بعيد ما بين جفني.
وهذا البيت ينشد على وجهين: [الطويل]
يديرونني عن سالمٍ وأديرهم ... وجلدة بين الأنف والعين سالم
الأجود خفض بين, ويجوز نصبها في رأي من أجاز حذف ما, وهي في معنى الذي أو التي, وذلك مذهب كوفي.










مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید