المنشورات
أنا عين المسود الجحجاح ... هجنتني كلابكم بالنباح
وهي من الخفيف الأول على رأي الخليل, ومن الطلوق على رأي غيره. الجحجاح: السيد الشجاع, قال الراجز:
نحن قتلنا الملك الجحجاحا
ولم ندع لسارحٍ مراحا
وهجنتني؛ أي: جعلتني كالهجين, ولم يكن حقها أن تنبح مثلي.
وقوله:
أيكون الهجان غير هجانٍ ... أو يكون الصراح غير صراح
الهجان: الأبيض في الأصل, ثم قيل للكريم: هجان؛ لأن السادات يحمدون بأن لا تلدهم الإماء السود, فيؤثر ذلك في الألوان, قال الشاعر يصف الشباب وما بعده من التكهل والمشيب:
سوداء حالكةً وأخرى بعدها ... وأجد لونًا بعد ذاك هجانا
فأما قول الآخر: [الوافر]
هجان اللون كالذهب المصفى ... صبيحة ديمةٍ يجنيه جان
أراد أن لونه خالص, وأنه في النسب كالذهب الخالص, ولم ير كأن لونه كلون الذهب.
وقال آخر في أن الهجان السيد: [الخفيف]
وإذا قيل: من هجان قريشٍ ... كنت أنت الفتى وأنت الهجان
والهجان: يستعمل للواحد والاثنين والجميع على لفظٍ واحدٍ, وقالوا: هجائن المنذر لإبلٍ بيضٍ كانت له, فجاؤوا بهذه الكلمة مجموعة. فأما الهجين المذموم فهو الذي أبوه أشرف من أمه. ومنه قول عنترة في رجزٍ له: [مجزوء الرجز]
أنا الهجين عنتره
والصراح يستعمل بكسر الصاد وضمها في صفة الشيء الخالص, والضم أحسن في مثل هذا الموضع؛ لأن فعيلًا وفعالًا يتواخيان, ويقال: طويل وطوال, وجسيم وجسام.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
20 أبريل 2024
تعليقات (0)