المنشورات
وشامخٍ من الجبال أقود ... فردٍ كيافوخ البعير الأصيد
وهي من الرجز الرابع في قول الخليل, وعند صاحب السحل من الرجز الأول.
الشامخ من الجبال: الطويل, ومنه قولهم: شمخ الرجل بأنفه إذا تطاول وتكبر.
والأقود: ربما عبروا عنه بأنه الطويل, وربما أرادوا البيان, فقالوا: هو الطويل الذي ينقاد؛ أي: يذهب في الأرض مع طوله, ويقال: تقاود الجبل؛ إذا ذهب في الأرض, وكذلك الأبرق, قال الشاعر: [الطويل]
يقر بعيني أن أرى من مكانه ... ذرى عقدات الأبرق المتقاود
وإذا قالوا للفرس أو الناقة: قوداء فإنما يريدون طول العنق, كأن عنقها قيدت قدامها, وقالوا في قول حاتم: [الطويل]
إن الكريم من تلفت حوله ... وإن اللئيم دائم الطرف أقود
أي كأنه يقاد إلى الأمام فلا يلتفت.
واليافوخ: أصله في ابن آدم, ووزنه يفعول, وهو مهموز في الأصل, وقالوا: أفخته إذا ضربت يأفوخه. والصيد قد مر ذكره, وهو الصاد أيضًا, قال الراعي: [الطويل]
وبيض خفاف قد علتهن كبوة ... يداوى بها الصاد الذي في النواظر
أراد بالنواظر عروقًا في الرأس.
وقوله:
في مثل متن المسد المعقد
المسد: حبل شديد الفتل يكون من جلود وغيرها. والمتن: أسفل الظهر من الإنسان, فإذا قيل: متن الأرض فيجوز أن يراد ظهرها إذا غلظ, ولا يخص ما تأخر منها, وكذلك متن الحبل, وقالوا: متن ومتنة إلا أنهم استعملوا المتنة في بني آدم والخيل. ولا يقولون: متنة الأرض, وإن سمع فليس بمنكرٍ, وجمع متن الأرض متان, وجمع متن الإنسان متون. قال الحارث بن حلزة: [الكامل]
أنى اهتديت وكنت غير رجيلةٍ ... والقوم قد قطعوا متان السجسج
وقوله:
للصيد والنزهة والتمرد
أصل قولهم: مكان نزيه؛ أي: بعيد من الماء, ثم ابتذلت هذه الكلمة حتى قالت العامة: خرجوا يتنزهون إذا أرادوا الفرجة في الرياض والبساتين, وإنما الأصل بعدهم من المياه, وقال الهذلي: [المتقارب]
أقب طريدٍ بنزه الفلا ... ة لا يرد الماء إلا ائتيابا
وقوله:
بكل نابٍ ذربٍ محدد ... على حفافي حنكٍ كالمبرد
الذرب: الحديد, يستعمل في اللسان والسنان. يقال: ذربت الحديدة إذا أحددتها, والحفافان: الجانبان.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
20 أبريل 2024
تعليقات (0)