المنشورات

بكتب الأنام كتاب ورد ... فدت يد كاتبه كل يد

وهي من ثالث المتقارب.
أصل الورود في الماء, ثم كثر ذلك حتى قالوا: ورد الغائب إذا قدم, وورد كتاب فلان وخبره, وكل ذلك تشبيه بورود الماء.
وقوله: فدت يد كاتبه كل يد: لفظ ظاهره ظاهر العموم, وإذا لم يحمل على الخصوص كان إزراءً بالممدوح؛ لأنه يجعل يده فداء يد كاتب الكتاب, وهو والده, ومثل هذا في الشعير كثير, وكذلك في جميع الكلام.
وقوله:
فأخرق رائيه ما رأى ... وأبرق ناقده ما انتقد
أخرق: من الخرق؛ أي أنه لما نظر إليه خرق من حسن الخط, وهذا يشبه قولهم: ذهب إذا رأى ذهبًا كثيرًا فلحقه مثل الفزع, وأبرق: من برق البصر, وهو شخوصه مع فتح العين, قال طرفة: [المتقارب]
نعاني حنانة طوبالة ... ترعى أنيقًا من العشرق
فنفسك فانع ولا تنعني ... وداو كلومك لا تبرق
وقد قرئت الآية على جهين: «فإذا برق البصر» وبرق, فإذا فتحت الراء فالمعنى أنه يسرع النظر كسرعة البرق, وقيل يلمع لمعًا متتابعًا, وحنانة: حاجب كان لبني المنذر, وطوبالة: نعجة. يقول: حنانة هذا مثل النعجة. والنقد: أصله في الدراهم والدنانير, ثم استعمله الناس في نقد الشعر والكلام. قال امرؤ القيس: [الطويل]
كأن صليل المرو بين خفافها ... صليل سيوفٍ ينتقدن بعبقرا
وقوله:
فقلت وقد فرس الناطقين ... كذا يفعل الأسد بن الأسد
أصل الفرس: دق العنق, ثم صار كل قتلٍ فرسًا, وشبه الناس الشجاع بالأسد ثم حذفوا حرف التشبيه, وذلك كثير, قال الهذلي: [الكامل]
أسد تفر الأسد من عروائه ... بمدافع الرجاز أو بعيون









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید