المنشورات

رضاك رضاي الذي أوثر ... وسرك سري فما أظهر

وهي من ثالث المتقارب.
قوله:
وسركم في الحشا ميت ... إذا أنشر الستر لا ينشر
خرج من مخاطبة الواحد إلى مخاطبة الجميع, وذلك كثير جدًا في كتاب الله سبحانه: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}. ويقال: أنشر الله الميت فنشر. وقرأ الحسن البصري: {كيف ننشرها ثم نكسوها لحمًا} , وقال الأعشى: [السريع]
لو أسندت ميتًا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر
حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبًا للميت الناشر
وقوله:
كأني عصت مقلتي فيكم ... وكاتمت القلب ما تبصر
يقول: لا تخشوا أن أظهر سرًا فإن بعض جوارحي لا يفشي إلى بعضها ما يعلمه من أخباركم, والعين هي التي تدل القلب على ما تبصر؛ فكأنها لا تعلمه بشيء لما تؤثره من فرط الكتمان.
وقوله:
دواليك يا سيفها دولةً ... وأمرك يا خير من يأمر
دواليك: كلمة موضوعة موضع المصدر ومعناها دوالًا بعد دوالٍ, كما أن قولهم: حنانيك؛ أي: حنانًا بعد حنانٍ, إلا أنهم يفردون حنانًا كثيرًا, وربما قالوا: دوال ودواليك من المداولة, وهو أن يفعل الشيء دولة بعد دولة, قال عبد بني الحسحاس: [الطويل]
إذا شق برد شق بالبرد مئزر ... دواليك حتى كلنا غير لابس
وأنشد أبو زيد لرجل يصف بنيه وأنهم بروه لما كبر: [الطويل]
لعمري لقد سر الضباب بنوه ... وبعض البنين حمة وسعال
جزوني بما ربيتهم وحملتهم ... كذلك ما إن الخطوب دوال
وينبغي أن يهمز (يأمر) في هذه القافية؛ لأن الهمزة إن جعلت ألفًا صار ذلك سنادًا.
وقوله:
أتاني رسولك مستعجلًا ... فلباه شعري الذي أذخر
الرسول: يقع على الواحد والاثنين والجميع. وقد جاء ذلك في القرآن, وتسمى الرسالة رسولًا, قال كثير: [الطويل]
لقد كذب الاشون ما بحث عندهم ... بسر ولا أرسلتهم برسول
وقوله:
ولو كان يوم وغًى قاتماً ... للباه سيفي والأشقر
في كان ضمير تقديره: ولو كان اليوم يوم وغًى. ويجوز أن يكون المضمر, ولو كان إتيان رسولك؛ لأنهم يضمرون المصادر التي يدل عليها الكلام, فتكون مرةً في النية ومرةً يستدل عليها بالحرف.











مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید