المنشورات

مرتك ابن إبراهيم صافية الخمر ... وهنئتها من شاربٍ مسكر السكر

وهي من الطويل الأول.
مرتك: أصله الهمز؛ لأنه من قولهم: هنيئًا مريئًا, ويذكرون أنه يقال: هنأني الطعام ومرأني إذا جاؤوا بالفعلين متواليين حذفوا همرة مرأني, فإذا أفردوه قالوا: أمرأني, وترك الهمز في هذا الموضع, ومثله كثير. وأصل ذلك أن يقال: مرأ فيوقف على الهمزة الساكنة, فإذا سكنت وقبلها الفتحة صيروها ألفًا, كما فعلوا في رأسٍ ويأسٍ. وقوله: مسكر السكر؛ أي: أن الخمر لا تغيره عن حال الصحو, فكأنه يسكر السكر فلا يعمل فيه شيئًا.
وقوله:
رأيت الحميا في الزجاج بكفه ... فشبهتها بالشمس في البدر في البحر
الحميا: سورة الخمر, وهي مأخوذة من حميت النار وغيرها إذا اشتدت. وجاءت الحميا مصغرة لا يعرف لها مكبر. ولو استعمل لوجب أن يكون حموى بالواو؛ لأنه من الحمي من قول امرئ القيس: [الطويل]
إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
فقلبت الياء واوًا, كما فعل بها في شروى, قال زهير: [الوافر]
يجرون البرود وقد تمشت ... حميا الكأس فيهم والغناء
وقوله:
إذا ما ذكرنا جوده كان حاضرًا ... نأى أودنا يسعى على قدم الخضر
هذا المعنى مبني على قولهم: إن الخضر حي لم يمت, وإنه إذا ذكر في موضع قضي أن يمر فيه ذلك الوقت, وإذا استعملت الشعراء الخضر قالوا: مرة الخضر على مثال الكتف والكبد, ومرةً الخضر على مثال الكتف والكبد.
ولم يذكر في الشعر القديم؛ لأنه إنما عرف في الإسلام.










مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید