المنشورات

أريقك أم ماء الغمامة أم خمر ... بفي برود وهو في كبدي جمر

وهي من الطويل الأول.
قوله:
أذا الغصن أم ذا الدعص أم أنت فتنة ... وذيا الذي قبلته البرق أم ثغر
الدعص: رمل مجتمع ليس بكثيرٍ, تشبه به أعجاز النساء, يقال: دعص ودعصة, قال ذو الرمة:
تنفي الطوارف عنه دعصتا بقرٍ ... وهائل من فرندادين مركوم
وذيا: تصغير ذا, وهذه المبهمات تفتح أوائلها في التصغير على خلاف غيرها من المصغرات يقال: ذيا, وذياك, وذيالك, واحتج من زعم أن الذال والياء في الذي من ذا؛ لأنهم قالوا في تصغيره: اللذيا, وكذلك قولهم: تيا, بينهما وبين اللتيا من المناسبة كما بين ذيا واللذيا.
وقوله:
إليك بن يحيى بن الوليد تجاوزت ... بي البيد عنس لحمها والدم الشعر
هذا يحمل وجهين:
أحدهما: أن يعني بالعنس الناقة الصلبة المسنة, ويكون محمولًا على المبالغة, كما أنك إذا وصفت شاعرًا قلت: داره شعر, وفرسه قريض, أو نحو ذلك.
والآخر: أن يريد بالعنس القصيدة, وهذا أحسن.
وقوله:
إلى ليث حربٍ يلحم الليث سيفه ... وبحر ندًى في موجه يغرق البحر
يقال: ألحمت الرجل وغيره إذا أطعمته اللحم, يريد أن هذا الممدوح يجعل إطعامه الأسد اللحم ضربه إياه بالسيف, وهذا نحو من قولهم: تحيته الضرب, وعتابه السيف, أي: يقيمه مقام التحية والعتاب. ومن ذلك قولهم: قريت الهم الرحلة؛ أي: جعلتها كالقرى له. وقال عمرو بن معد يكرب: [الوافر]
وخيلٍ قد دلفت لها بخيلٍ ... تحية بينهم ضرب وجيع
وقوله:
متى ما يشر نحو السماء بوجهه ... تخر له الشعرى وينكسف البدر
الشعرى: إحدى الشعريين, وهما العبور والغميصاء. والعبور أكثرهما نورًا. والعرب تصف شدة الحر إذا كان النوء للشعرى, قال الشنفرى: [الطويل]
ويومٍ من الشعرى يذوب لعابه ... أفاعيه في رمضائه تتململ
أي: من أيام الشعرى وقالوا: ذكت الشعرى, وأجت الشعرى يريدون الحر الذي يكون أيام طلوعها, قال الشاعر:
فظلت على العذب النقاخ لبونة ... رواء إذا الشعرى على الهام أجت
ويصفون أنها تطلع في أول الليل إذا اشتد البرد, قال الشاعر:
وإنا لنقري الضيف من قمع الذرى ... إذا وافت الشعرى انقطاع نهارها
والعرب تزعم أن الشعريين أختا سهيلٍ, فالعبور تراه فهي مستعبرة والغميصاء لا تراه فقد غمصت من البكاء, والغمص مثل الرمص.











مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید