المنشورات
إذا لم تجد ما يبتر الفقر قاعدًا ... فقم واطلب الشيء الذي يبتر العمرا
وهي من أول الطويل.
أصل القعود والقيام في الهيئتين المعروفتين, ثم قالوا: قعد الرجل عن نصر القوم إذا لم ينهض معهم, وكذلك قعد عن التكسب, وهو مستعار من القعود المعروف. وروى التوزي عن أبي عبيدة (81/ب) أن قعد من الأضداد. يكون في معنى الجلوس والقيام, وإنما ذلك منقول عن أصله, فلا تضاد بين الكلمتين؛ لأنهم يقولون: قعد على الملك فلان إذا تولاه, ولو قالوا: قام بالملك في هذا الموضع لاحتمل. ويوجه في أشعار المتقدمين البيت, لا ثاني له, فمن ذلك قول حاتمٍ:
وإنا لنجفو الضيف من غير عسرةٍ ... مخافة أن يضرى بنا فيعود
يعني بالضيف الأسد. وقول النابغة: [المتقارب]
أيقظان زبان أم حالم ... فهب فقد حين بالحالم
وقوله:
وإني لمسلاس القيد إلى التي ... تخاف إذا كان امرؤ السوء أوجرا
وقيل: لأبي الطيب, وقد ذكر الحرب نخاف عليك من مثل قول الشاعر, قال: وما قال؟ قالوا: قال: [الوافر]
أخاف عليك من سيفٍ ورمحٍ ... طويل العمر بينهما قصير
فأطرق, ثم قال: [الوافر]
فإن أغمدت ذا وكسرت هذا ... فإن كثير ما تبقي يسير
هذا البيت من الوافر الأول, وهو جواب للبيت الذي تقدمه, ولذلك جاءت الفاء في أوله. ويسير: يستعمل في معنى قليل, وأصله مأخوذ من اليسر الذي هو ضد العسر, واليسار مستعمل في كثرة المال؛ لأنه إذا رزقه الإنسان, تيسرت له الأمور أي جاءت سهلةً عجلةً, فكأن قولهم: يسير للشيء القليل مراد أنه يؤخذ في راحةٍ ولا يحوج إلى التعب.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
20 أبريل 2024
تعليقات (0)