المنشورات

لا عدم المشيع المشيع

وهي عند الخليل من رابع الرجز المشطور, وصاحب السحل يجعلها من الرجز أيضًا, إلا أنه يجعلها من الأول, ويسميه المغرق, ويزعم أنه أخذ من إغراق السهم.
شيعت المودع: أي: تبعته, ومن ذلك قالوا لشبل الأسد: شيعه؛ لأنه يتبعه, وآتيك غدًا أو شيعه؛ أي: بعده, قال عمر بن أبي ربيعة: [الكامل]
قال الخليط غدًا تصدعنا ... أو شيعه أفلا تودعنا
وقوله:
وسجسج أنت وهن زعزع
السجسج: يستعملونه في الشيء بين الشيئين, فيقولون: هواء أهل الجنة سجسج؛ أي: بين الحر والبرد.
وإذا وصفوا الأرض بالسجسج فكأنهم يريدون التي بين الغلظ والسهل, وعلى ذلك يحمل قول الحارث بن حلزة: [الكامل]
أنى اهتديت وكنت غير رجيلةٍ ... والقوم قد قطعوا متان السجسج 
وربما قالوا: السجسج: الأرض الغليظة, فكأنهم يريدون أنها متوسطة بين الجبل وغيره. والزعزع: الريح التي تزعزع الأشياء؛ أي تحركها حركةً عنيفةً, ويقال: رياح زعازع, قال الفرزدق: [الطويل]
منا الذي اختير الرجال سماحةً ... وجودًا إذا هب الرياح الزعازع
وقوله:
وأنت نبع والملوك خروع
النبع من الشجر يوصف بالصلابة, والخروع: موصوف بالضعف, ويقال: خرع الرجل إذا ضعف. وفي حديث أبي سعيد الخدري: «لو سمع أحدكم ضغطة القبر لجزع وخرع». وقالوا للمرأة الناعمة: خريع, وقيل: بل الخريع: الفاجرة, وهي تؤدي معنى الضعف أيضًا, والناس يجعلون الخروع نبتًا بعينه. وقد وصف به متمم النبت وصفًا مطلقًا فقال: [الطويل]
وآثر أعلى الواديين بديمةٍ ... ترشح وسميًا من البقل خروعا
فالواو في خروعٍ زائدة, وليس في الكلام شيء على فعولٍ؛ فيما زعمت الرواة؛ إلا حرفان: خروع وعتود, وهو اسم وادٍ. وأصحاب الحديث يقولون: بروع ابنة واشقٍ, وهي امراة كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, فيكسرون الباء, وأصحاب اللغة يزعمون أن ذلك خطأ.









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید