المنشورات

بلا تستوي والورد والورد دونها ... إذا ما جرى فيك الرحيق المشعشع

وهما من الطويل الثاني على رأي الخليل, ومن السحل الأول على رأي غيره.
هذا البيت متعلق بالذي يروى للأعرج المعني, وكان أبو الطيب رآه في «كتاب الخيل» لأبي عبيدة, وهو قوله: [الطويل]
تلوم على أن أمنح الورد لقحةً ... وما تستوي والورد ساعة نفزع
فكأنه أنكر دعواه, وأجابه بحسب ما قال. وبلى تجيء في أول الكلام إذا كان قد سبقها قول من قائلٍ, مثل أن يقول: ألم أعطك مالًا, فيقول السامع: بلى, وربما رد بها القائل على نفسه, كما قال أبو خراشٍ: [الطويل]
فوالله لا أنسى قتيلًا رزئته ... بجانب قوسى ما مشيت على الأرض
ثم قال منكرًا على نسه ادعاءه ترك النسيان: [الطويل]
بلى إنها تعفو الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
وإنما يجيئون بهذه الكلمة إذا تقدم نفي يوجب دخولها في الجواب, ويجوز رفع الورد نسقًا على المضمر في تستوي, والعطف على هذا المضمر لا يحسن حتى يؤكد (108/ب) إذا كان في غير الشعر مثل أن يقول: تستوي هي والورد, والرواية بالرفع, ولو نصب على أنه مفعول معه لكان ذلك أقوى في العربية. والرحيق يقال: إنه القديم من الشراب, ولم يستعملوا من الفعل. والمشعشع: الممزوج, واستعارت الشعراء المشي, والدبيب للخمر: وإنما أصلهما في الحيوان, وإنما شبهوا دبيبها بدبيب النمل, كما قال القائل: [الوافر]
أعاذل لو شربت الراح حتى ... يظل لكل أنملةٍ دبيب
إذًا لعذرتني وعلمت أني ... لما أتلفت من مالي مصيب









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید