المنشورات

المجد عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألم

وزنها من أول البسيط.
وقوله:
ولاح برقك لي من عارضي ملكٍ ... ما يسقط الغيث إلا حين يبتسم
العارضان: تثنية عارض, وهو الناب, والضرس الذي يليه. قال الراجز: [الرجز]
عجيز عارضها منفل ... طعامها اللهنة أو أقل
اللهنة: ما يعجل للضيف قبل استواء الطعام, وجمع العارض: عوارض. قال عنترة: [الكامل]
وكأن فأرة تاجرٍ بقسيمةٍ ... سبقت عوارضها إليك من الفم
وأن يروى: حين يبتسم أحسن من حيث يبتسم؛ لأن المعنى: إذا ابتسم سقط الغيث.
وإذا رويت: حين يبتسم كان الإخبار عامًا؛ لأن الغيث لا يسقط في مكان إلا أن يبتسم هذا المعني. وإذا رويت: حيث يبتسم ففي الكلام تخصيص؛ أي لا يسقط الغيث إلا في الموضع الذي يبتسم فيه. ومذهب أبي الطيب المبالغة في هذه الأشياء.
وقوله:
يسمى الحسام وليست من مشابهةٍ ... وكيف يشتبه المخدوم والخدم
(190/أ) و «ليست» فيها إضمار قبل الذكر لأنه أراد: وليست التسمية عن مشابهة. وقد مر ذكر ذلك, وأنهم يضمرون المصدر إذا دل الفعل عليه؛ كقولك: من فعل الخير كان أجمل به؛ أي كان فعله.
يقول: إن سميت سيفًا فليس بينك وبين السيوف مشابهة؛ لأن الخدم لا تشابه المخدوم, والسيوف من خدمك.
وقوله:
تفرد العرب في الدنيا بمحتده ... وشارك العرب في إحسانه العجم
يقال: عرب وعرب, وعجم وعجم. والمحتد: الأصل, وإنما أخذ من قولهم: حتد بالمكان إذا أقام به. يقول: انفردت العرب بمحتد هذا الممدوح وشاركتها في إحسانه العجم لأنه جوده عام لا يخص.
وقوله:
وأخلص الله للإسلام نصرته ... وإن تقلب في آلائه الأمم
الآلاء: النعم, واحدها إلى وألى وإلي. وأما قول الأعشى: [المنسرح]
أبيض لا يرهب الهزال ولا ... يقطع رحمًا ولا يخون إلى
فيقال: إنه أراد بإلى: إلا؛ أي عهدًا, وتخفيف مثل هذا قليل, وقد جاء تخفيف حل في حشو البيت. قال الشاعر: [الوافر]
إذا احتكم الصبا والشيب عندي ... فحكمت الشباب فما أبالي
محل الشيب ما لم أجن أمرًا ... يكون سواه أتي حلٍ حلال
وقافيتها من المتراكب.









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید