المنشورات

أعن إذني تهب الريح رهوًا ... ويسري كلما شئت الغمام

وزنهما من الوافر الأول.
الرهو: الساكن؛ يقال: هبت الريح هبوبًا رهوًا, ومشت المراة مشيًا رهوًا؛ أي على رسل. وفي الكتاب العزيز: {واترك البحر رهوًا} قيل: ساكنًا, وقيل: مفترقًا, وحكي: رها الرجل ما بين رجليه إذا فرقهما, وقال القطامي: [البسيط]
يمشين رهوًا فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل
وهذا من الشاعر استفهام على معنى الإنكار, كما تقول للرجل إذا أنكرت عليه جلوسه في موضع: أأنت هاهنا جالس؛ أي لا يحق لك أن تجلس. وإنما أراد أن الريح لا تهب عن إذنه, وأن الغمام لا يسري كما أراد, وكأن هذا المعنى مبني على مدح جليس أو رئيسٍ حضر عنده ففعل معه أفعالًا تشبه هبوب الريح رهوًا, وسرى الغمام كلما شاء؛ ويدلك على ذلك مجيئه في البيت الثاني بقوله:
ولكن الغمام له طباع ... تبجسه بها وكذا الكرام
التبجس: تفتح الغمام بالمطر كأنه قال: ما الريح هابة عن إذني رهوًا ولا الغمام ساريًا كلما شئت, ولكن المذكور قد فعل معي أفعالًا أوهمتني الذي وصفت. وقافيتهما من المتواتر.









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید