المنشورات

ما نقلت في مشيئةٍ قدما ... ولا اشتكت من دوارها ألما

الوزن من أول المنسرح.
والأبيات في صفة لعبةٍ. والمشيئة من قولهم: شئت الشيء أشاؤه إذا أردته, وهو من قولهم: كان هذا الأمر بمشيئة الله أي بإرادته. وكان القياس أن يقال: المشاءة لأن الفعل: (199/ب) شئت أشاء فكان حق المصدر أن يجيء على مفعلةٍ, مثل قولهم: هبت الشيء مهابةً, وعبته معابةً. فإذا كانت المشيئة مصدرًا فهي شاذة عن القياس, وإن كانت في معنى مفعولة فقياسها مستمر؛ لأنك تقول: شئت الحاجة فهي مشيوءة, ثم تحذف فتقول: مشيئة كما تقول: بعت البضاعة فهي مبيعة, والأصل: مبيوعة. والمحذوف من المشيئة والمبيعة: الواو على رأي الخليل وسيبويه, والياء على رأي أبي الحسن سعيد بن مسعدة. ومعنى البيت: أن هذه اللعبة بيست تشاء والياء على رأي أبي الحسن سعيد بن مسعدة. ومعنى اليت: أن هذه اللعبة ليست تشاء شيئًا فهي تنقل قدمها فيه, ولا اشتكت ألمًا من ثكرة دوارٍ لأنها لا تحس؛ وإنما يديرها سواها.
وقوله:
ولا تلمها على تواقعها ... أطربها أن رأتك مبتسما
هذا البيت مناقض للبيت الأول لأنه وصفها بأنها لا تشاء ولا تحس بألم, ثم جعلها في الأخير تطرب لابتسام الممدوح؛ وليس ذلك بعيب في صناعة الشعر؛ لأنه مبني على قول الكذب والمحال. والقافية من المتراكب.









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید