المنشورات

أريك الرضى لو أخفت النفس خافيا ... وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا

الوزن من ثاني الطويل.
قوله:
أميناً وإخلافاً وغدراً وخسةً ... وجبناً أشخصاً لحت لي أم مخازيا؟
المين: الكذب على أي وجه كان. فإذا قال الراجل: فعلت كذا ولم يكن فعله فهو مين.
والإخلاف لا يكون إلا إذا تقدم الوعد. فكل مخلفٍ كاذب, وليس كل مائنٍ مخلفاً. والخسة من قولهم: رجل خسيس, ويقال: ختيت في معنى خسيسٍ, وأخس الله حظه وأخته. ونصب شخصاً على الحال. والمخازي: جمع مخزاةٍ وهي كل فعل دنيء. وربما قالوا: خزي الرجل خزياً من الهوان, وخزي خزايةً من الاستحياء, والاشتقاق واحد. فأما قول لبيد: [الرمل]
اكذب النفس إذا حدثتها ... إن صدق النفس يزري بالأمل
غير أن لا تكذبنها في التقى ... واخزها بالبر لله الأجل
فمعنى اخزها: سسها واقهرها, وأصل ذلك في الفصيل, يقال: خزوته خزواً إذا شققت لسانه لئلا يرضع.
وقوله: أميناً وإخلافاً وغدراً وخسةً وجبناً منصوب على المصدر؛ كأنه قال: أتمتين ميناً, وتخلف إخلافتاً؟ !
وقوله:
وتعجبني رجلاك في النعل أنني ... رأيتك ذا نعلٍ إذا كنت حافيا
وصفه بغلظ القدمين وأنه إذا كان حافياً فكأنه ذو نعلٍ. وقالوا في المثل: «أطري فإنك ناعلة» , [و] فسروه على وجهين:
أحدهما: أن يكون عليها نعل.
والآخر: أن تكون رجلاها غليظتين حافيتين فكأن عليهما نعلاً, وإن كانت حافيةً.
وقوله:
ويذكرني تخييط كعبك شقه ... ومشيك في ثوبٍ من الزيت عاريا
ذكر أن الممدوح مخيط الكعب, وأن تخييطه أذكره أيام كونه مشقوقاً. وقد وصف المتقدمون تخييط شقوق الرجلين. قال الراجز: [الرجز]
ترى برجليه شقوقاً في كلع ... من باريءٍ حيص ودامٍ بسلع
الكلع: الوضح, وحيص: أي خيط. والمنسلع: المنشق المنقشر. وقوله: في ثوب من الزيت عارياً: إذا جاء الناس بالسبي من الحبشة طلوهم بالزيت يرون في لك منفعةً لهم.
ونصب عارياً على الحال.
وقوله:
فإن كنت لا خيراً أفدت فإنني ... أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا
المشفر: أصله للبعير, ثم استعاروه للعبد ولمن يصفونه بالغلظ. قال الشاعر: [مجزوء الكامل]
وافيتهم تحت الظلا ... م وليلهم كالساج كافر
فإذا وقود بين عبـ ... ـدانٍ لهم سبطي المشافر
والقافية من المتدارك.











مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید