المنشورات
أهمية الأخلاق
أيها الودود، بعد أن تبيّن لك هدف الأخلاق، إليك جملة من النصوص الدالة على أهمية الأخلاق، وأنها تحقق لك سعادة الدنيا والآخرة.
1 - امتثال أمر الله سبحانه:
كثيرة هي الآيات القرآنية التي تدعو العاقل إلى امتثال أمر الله سبحانه في الأخلاق، إما إيجابا، أو نهيا، أو إرشادًا، ومنها:
قال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199].
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)} [الحجرات: 6].
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)} [الحجرات: 11: 12].
ولهذا لما سئلت عائشة رضي الله عنها مَا كَانَ النبِي - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ فِي بَيتِهِ؟ قَالَت: كَانَ يَكُونُ فِي مِهنَةِ أَهلِهِ -تَعنِي خدمَةَ أَهلِهِ- فَإِذَا حَضَرَت الصلاةُ خَرَجَ إِلَى الصلاةِ" (1).
وهكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمثتل أمر الله تعالى في كل شأنه قولًا وعملاً، وكان خلقه القرآن.
2 - أنها طاعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم:
عن أَبي ذر رضى الله عنه قال: قال لي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (اتِّقِ اللهِ حَيثُمَا كنتَ، وَأَتْبع السَّيئةَ الحَسَنَةَ تَمحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنِ" (2).
3 - أنها سبب لمحبة الله تعالى:
قال الله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)} [البقرة: 195].
وقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 42].
وعن أُسامة بن شَرِيك رضى الله عنه قال: كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - كأن على رؤوسنا الطير، ما يتكلم منا متكلم، إذ جاءه أناس، فقالوا: مَن أحبُّ عباد الله إلى الله؟ قال: "أحسنُهُم خُلُقًا" (1).
4 - أنها سبب لمحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أحَبّكمْ إليّ، وأقربكمْ مني مَجلِسًا يومَ القيامةِ، أحاسِنَكم أخلاقًا" (2).
5 - أنها من أعظم أسباب دخول الجنة:
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: سُئلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يُدخِلُ الناس الجنةَ؟ فقال: "تقوى الله وحُسنُ الخُلُقِ" (3).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مرَّ رجلٌ بغُصنِ شجرةِ على ظهرِ طريقِ، فقال: واللهِ لأُنحِّينّ هذا عنِ المُسلمينَ، لا يُؤذيهم، فأُدخل الجنةَ" (4).
والنصوصُ في حُسن الخُلق كثيرة، منها: أنَّها دليل كمال الدين (1)، وأنَّها أثقلُ شيء في الميزان (2)، وأنها عبادةٌ يبلغ بها العبد درجات الصائم القائم (3)، وأن صاحب الخلق من خيار الناس (4)، وأنها من خير أعمال الإنسان (5)، وأنها سببُ تأييد الله ونصره.
مصادر و المراجع :
١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ
المؤلف: خالد بن
جمعة بن عثمان الخراز
الناشر: مكتبة
أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت
الطبعة: الأولى،
1430 هـ - 2009 م
23 أبريل 2024
تعليقات (0)