المنشورات
الثمرات المستفادة من دراسة الأخلاق؟
عندما ندخل في علم أو تدريس فن من العلوم، لا بد أن نعرف أهدافه، فلا يجوز أن تُعلم إنسانًا شيئًا إلا إذا عرفته الثمرات المستفادة منه.
الثمرة الأولى:
أن يعرف المرء غاية الوجود الإنساني، أن يكون ذا خلق، وهذا مراد الله سبحانه من الإنسان المسلم، أن يكون ذا خلق كامل زكي النفس، فالله سبحانه ما أنزل كتابه وتشريعه إلا لتربيتنا وتعليمنا وإيصالنا إلى مرتبة عالية من الأخلاق.
قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} [الشمس9: 10].
وهذا يدل على أن الفلاحَ إنما هو تزكية النفس، وجميع الأعمال الصالحة من صلاةِ وغيرها إنَّما هي لزكاة النفس وتطهيرها، حتى قضايا التوحيد كلها خلقية، فالاعتراف بأن اللهَ إلهٌ واحدٌ هذا من الخلق الرفيع، وهو الاعتراف بفضل الله سبحانه، ورد الجميل له بالشكر.
وكذلك العبادةُ قضيةٌ خلقية، فإذا نظرنا إلى المعاملات أيضاً، نجد أنها قضايا خلقية، فمثلًا عدم الغش في البيع، وهو موقف خلقي، والقرض، ومثله الضمان، والحَوَالَةِ، والصُّلح، والإجارة، والوديعة، وغيرها من المعاملات، فالدينُ كله مواقف خلقية في الأساس، ولذلك كان غاية الدين التزكية، وتَعلم العلم غايتهُ العمل الصالح والأخلاق الرفيعة، والهدف من الأخلاق أَن يصل إلى الكمال الإنساني الذي أراده الله سبحانه، فإذا ترك بعيدًا عن هداية الله، أصبح إنسانًا غير سوي.
ولذا يقول الشاعر:
لا تحسبنَّ العلمَ ينفع وحدهَ ... ما لم يُتوج ربُّه بخلاقِ
وقال إبراهيم التنوخي:
وإذا الفَتَى قد نالَ عِلمًا ثُم لَمْ ... يَعمل بهِ فكأنَّما لم يَعلَمِ
الثمرة الثانية:
الدعوة إلى الله عز وجل، والذي يظن أنَّ النَّاس تدخل في الدين فقط لأنَّهم يقتنعون عقليًّا فقط، لا شك أنه مخطئٌ.
فليس كل النَّاس يدخلون في هذا الدين لأنهم اقتنعوا بعقولهم، وإنما كثير من الناس يدخلون في الدين لأنهم يرون أن أهلَ هذا الدين على خُلق، وأن الدعاةَ إلى الله عندهم أخلاق (1)، والشواهدُ في هذا الباب كثيرة، وحسبي أن أكتب لك هذه القصة الواقعية.
مصادر و المراجع :
١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ
المؤلف: خالد بن
جمعة بن عثمان الخراز
الناشر: مكتبة
أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت
الطبعة: الأولى،
1430 هـ - 2009 م
23 أبريل 2024
تعليقات (0)