المنشورات

الأقلاع عن الأخلاق السيئة.

أحد شروط التوبة، ويحتاج إلى ما يسمى في الأخلاق بالإرادة، والإرادة هي القوة الخفية لدى الإنسان، وتعني اشتياق النفس وميلها الشديد إلى فعل شيء ما، أو تركه، وتجد أنها راغبة فيه ومدفوعة إليه، والإرادة قوة مركبة من رغبة بالإضافة إلى حاجة إلى أمل، فلا بد لكل إنسان يريد أن يتطهر من أخلاقه السيئة أن يمتلك الإرادة، وهي تبدأ كرغبة، ثم تتحول إلى عزم في القلب.

والعزم لغةً: الجد كما قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} [محمد: 21]، وعزم عليه: صمم على فعله، وقطع عليه.

أما في الاصطلاح: هو استجماع قِوَى الإرادة على الفِعل (1).
فإذا عزم التحلي بلباس التقوى ينبغي أن ينفذ الإقلاع عن الخلق السيئ، فالإنسان الذي تعلم الكذب من أمه وأبيه -كان أبوه يكذب عليه وأمه تكذب عليه- تشرب بالكذب، وأصبحت خصلة ذميمة لديه ورثها وأمست عادة؛ لأنه تَعَلم الخلق بالاستمرار، فالصدق لا يكون عند الإنسان خلقًا إلا إذا استمر عليه، وأصبح سجية وعادة له يقول الصدق دائمًا، ويمارس ذلك باستمرار، ولا يسمى من يكذب مرة أو مرتين بحياته أنه تخلق بالكذب، ويقال عنه الكذاب، وإنَّما الكذاب هو الذي يُمَارس الكذب، ويصبح الكذب عنده صفة لازمة، فهذا مثال لخلق من الأخلاق، فأولُ شيءٍ أن يملك المرء الإرادة التي تجعله يتحول عن الخلق السيئ، وهذه المرحلة يمكن أن نسميها أيضاً مرحلة (التخلي)، وهي ترك وخلع الأخلاق السيئة، كالغرور، والتعالي، والحسد، والكذب، والغيبة، والسرقة، والتطلع إلي عورات الناس، وغير ذلك.












مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید