المنشورات

وعلاقات الملائكة بالبشر متفاوتة

1 - منها علاقات لازمة:
أ- أنها تكتب أعمال بني آدم:
قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار10: 12].
وقال سبحانه: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [ق: 18].
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُم مَلاِئكَةٌ بِالليلِ وَمَلاِئكَةٌ بِالنهَارِ، وَيَجتَمِعُونَ فِي صَلاة الفَجرِ وَصَلاةِ العَصرِ، ثُم يَعرُجُ الذينَ بَاتُوا فِيكُم فَيَسألُهُم -وَهُوَ أَعلَمُ بِهِم-: كَيفَ تَرَكتُم عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكنَاهُم وَهُم يُصَلونَ، وَأَتَينَاهُم وَهُم يُصَلُّونَ". متفق عليه.
ب- حراستهم لابن آدم وحفظه، قال سبحانه: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد10: 11].
ج- قبض الأرواح:
قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)} [الأنعام: 61].
وقال سبحانه: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)} [السجدة: 11].
د- سؤالهم العبد في القبر:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ العَبدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبرِهِ وَتَوَلَّى عَنهُ أَصحَابُهُ، وَإِنهُ لَيَسمَعُ قَرعَ نِعَالِهِم، أَتاهُ مَلَكَانِ فَيُقعدَانِهِ فَيَقُولانِ: مَا كُنتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرّجُلِ؟ لِمُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم -، فَأما المُؤمِنُ فَيَقُولُ: أَشهَدُ أَنهُ عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انظُر إِلَى مَقعَدِكَ من النارِ، قَد أَبدَلَكَ اللهُ بِهِ مقعدًا من الجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا، ويُفسَحُ لَهُ فِي قَبرِهِ، وَأَما المُنَافِقُ وَالكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لا أَدرِي، كُنتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ الناسُ. فَيُقَالُ: لا درَيتَ وَلا تَلَيتَ، وَيُضرَبُ بِمَطَارِقَ من حَدِيدٍ ضَربَةً، فَيَصِيحُ صَيحَةً يَسمَعُهَا مَن يَليهِ غَيرَ الثقَلَينِ" (1).

2 - علاقات مشروطة:
وهذه العلاقات مشروطة مثلًا بمجالس الذكر والعبادة.
قال تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] وذلك لأن الملائكة تشهد هذه الصلاة.
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ لِلهِ مَلاِئكَةً يَطُوفُونَ فِي الطرُقِ، يَلتَمِسُونَ أَهلَ الذكرِ، فإذا وجَدوا قومًا يَذكُرُونَ الله تَنَادَوا: هَلُموا إِلَى حَاجَتِكُم. قال: فَيحُفُّونَهُم بِأجنِحَتِهِم إِلَى السمَاءِ الدنيَا. قال: فَيَسألُهُم رَبهُم -وَهُوَ أَعلَمُ مِنهُم-: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وُيكَبِّرُونَكَ وَيحمدونَكَ وَيمَجِّدُونَكَ قال: فيقُولُ: هَل رَأَونِي؟
قال: فَيَقُولُونَ: لا وَاللهِ مَا رَأَوكَ. قال: فَيقُولُ: وَكَيفَ لَو رَأَونِي؟ قال: يَقُولُونَ: لَو رَأَوكَ كَانُوا أَشدَّ لَكَ عِبَادةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمجِيدًا وَتَحمِيدًا، وَأكَثَرَ لَكَ تَسبِيحًا. قال: يَقُولُ: فَمَا يَسألُوني؟ قال: يَسألُونَكَ الجَنةَ. قال: يَقُولُ: وَهَل رَأَوهَا؟ قال: يَقُولُونَ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوهَا. قال: يَقُولُ: فَكَيفَ لَو أَنَّهُم رَأَوهَا؟ قال: يَقُولُونَ: لو أنهُم رَأَوهَا كَانُوا أَشَد عَلَيهَا حِرصاً، وَأَشَد لَهَا طَلَباً، وَأَعظَمَ فِيهَا رَغبَةً. قال: فَمِمَّ يَتَعَوذونَ؟ قال: يَقُولُونَ مِنَ النار. قال: يَقُولُ: وَهَل رَأَوهَا؟ قال: يَقُولُونَ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوهَا. قال: يَقُولُ: فَكَيفَ لو رَأَوهَا؟ قال: يقُولُونَ: لو رَأَوهَا كَانُوا أَشَد مِنهَا فِرَاراً، وَأَشَد لَهَا مَخَافَةً. قال: فَيَقُولُ: فأشهِدُكم أَنِّي قَد غفَرتُ لَهُم. قال: يَقُولُ مَلَكٌ من المَلاِئكَةِ: فِيهِم فلُان لَيسَ مِنهُم إِنمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قال: هُم الجُلَسَاءُ لا يَشقَى بِهِم جَلِيسُهُمْ" (1).
وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا اجتَمَعَ قَوم فِي بَيتٍ من بُيُوتِ اللهِ تَعَالَى، يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيتَدارَسُونَهُ بَينَهُم، إِلا نَزَلَت عَلَيهِم السكِينَةُ، وَغشِيَتهُم الرحمَةُ، وَحَفتهُم المَلاِئكَةُ، وَذَكَرَهُم الله فِيمَنَّ عِندهُ" (2).
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الملائكة تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُم مَا دَامَ فِي مَجلِسِهِ، تَقُولُ: اللهُم اغفِر لَهُ، اللهم ارحَمهُ، مَا لَمْ يُحدِث، وَأَحَدُكم في صلاةٍ كَانَت الصلاة تَحبِسُه" (3).
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُل بَابٍ من أبوَابِ المسجِدِ المَلاِئكَةُ يَكتُبُونَ الأولَ فَالأَولَ، فإِذا جَلَس الإمَامُ، طَوَوا الصحُفَ وَجَاءوا يَستَمِعُونَ الذكرَ" (1).

3 - علاقات المحبة:
وهذه علاقة الحب بين الملائكة وبين المؤمنين ولا ندري ماهية هذا الحب، ولكن هذه الصفة في الملائكة ثابتة، فهذه الملائكة المكرمة العظيمة تحب المؤمنين وتكره الكفار أعداء الله، وتبغضهم.
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذَا أَحَب الله العَبدَ، نَادَى جِبرِيلَ: إِن اللهَ يُحب فُلانًا فَأحبِوهُ، فَيحِبهُ جِبرِيلُ فَيُنَادِي جِبرِيلُ فِي أَهلِ السمَاءِ: إِن الله يحب فُلانًا فَأحِبوهُ، فَيحِبهُ أَهلُ السمَاءِ، ثُم يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأرْضِ" (2).
هذا بالنسبة إلى المؤمنين، أمَّا الكفار فهناك عداء، فالملائكة تعادي أعداء الله في الدنيا والآخرة، ومن الأدلة ما أخبر الله سبحانه أنه أنزل طائفة من خيرة الملائكة في غزوة بدر، وأنه سبحانه قال لهم: {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].
ومن دلائل هذا الحب:
أ- الدعاء للمؤمنين:
قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)} [غافر7: 9].
وقال سبحانه: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلًا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)} [الشورى: 5].
وقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)} [الأحزاب: 43].
والصلاة من الله سبحانه علي عباده عند الملائكة الثناء عليهم، وأما الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار لهم.
ب- محبتهم لطلاب العلم:
عن صَفوَانَ بنِ عَسَّالٍ المُرَادِي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ المَلائكَةَ لتَضَعُ أَجنِحَتَهَا لِطَالِبِ العلمِ؛ رِضًا بِمَا يَطلب" (1).
ومعنى وضع الجناح حضور مجلسه، وقيل: توقيره وتعظيمه، وإعانته على بلوغ مقاصده، أو قيامهم في كيد أعدائه وكفايته شرهم، أو تواضعها ودعاؤها له.
وهذا دليل على حب الملائكة لطالب العلم وأولياء الله، والسائرين في طريق الله تبارك وتعالى.
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُم مَا دامَ فِي مُصَلاهُ الذِي صلَّي فِيهِ، مَا لَم يُحدِث، تَقُولُ: اللهُم اغفِر لَهُ، اللهم ارحَمهُ" (1).
ج- القتال مع المؤمنين وتثبيتهم في الحرب:
قال -عز وجل-: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} [الأنفال: 9].
وقال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)} [آل عمران123: 125].
وهذا الإمداد إنما هو تثبيت المؤمنين والمحاربة معهم؛ قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [الأنفال: 10].
د- دعاؤهم على من يؤذي المؤمن:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدةٍ، فَإِنَّ المَلائكَةَ تَلعَنُهُ، وَإِن كانَ أَخَاهُ لأبِيهِ وَأُمه" (1).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن سبَّ أَصحَابي، فَعَلَيهِ لَعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أَجمَعين" (2).
هـ- تبشير المؤمنين عند الاحتضار:
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)} [فصلت30: 31].
و- ظل الملائكة على الشهيد:
عن جابر بن عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- قال: لَما قُتِلَ أَبِي جَعَلتُ أَكشِفُ الثَّوبَ عَن وَجهِهِ، أَبكِي وَينهَونِي عَنهُ، وَالنبِي - صلى الله عليه وسلم - لا يَنهَانِي، فَجَعَلَت عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبكِي، فقال النبِي - صلى الله عليه وسلم -: "تَبكِينَ أَو لا تَبكِينَ، مَا زَالَت المَلاِئكَةُ تُظِلُّهُ بِأجنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعتُمُوه" (3).
كل هذه الآيات والأحاديث تروم غاية واحدة، وهي وجوب الإيمان بالملائكة، وأن يتولاهم بالحب والتوقير، ويتجنب كل ما من شأنه أن يسيء إليهم ويؤذيهم، بل ينبغي لكل مؤمن ومؤمنة أن يستشعر وجودهم معه يرونه ويراقبون أفعاله، وإِنك لتعجب عند كثير من الناس أنهم إذا استشعروا أن أحدًا ينظر إليهم فإنهم يسيرون في طريق مستقيم، كآلة المراقبة في الطرق التي تراقب المراكب المسرعة، فإنهم يقللون من السرعة، وإذا تجاوزوها عادوا إلى السرعة، أولا يستشعر هؤلاء بأن الملائكة معهم {كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار11: 12] وذلك في كل وقت من ليل أو نهار.










مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید