المنشورات
الله تعالى قد أوجب ل النبي الأدب - صلى الله عليه وسلم -.
الواجب على كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ التأدب مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1].
قال العلامة ابن قيم الجوزية -رحمه الله-: "وهذا باق إلى يوم القيامةِ ولم يُنسخ، فالتقدمُ بين يدي سنتهِ بعدَ وفاتهِ كالتقدمِ بين يديه في حياتهِ، ولا فرق بينهما عند ذي عقلٍ سليم" (1).
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)} [الحجرات: 2].
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)} [الحجرات: 3].
وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} [الحجرات 4: 5].
وقال -جل جلالهُ-: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63].
وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} [النور: 62].
وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} [النور: 62].
وقال -جل جلالهُ-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)} [المجادلة: 12].
وقال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)} [الفتح8: 9].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إن الله فرض علينا تعزير رسوله وتوقيره، وتعزيره: نصره ومنعه، وتوقيره: إجلاله وتعظيمه، وذلك يوجب صون عرضه بكل طريق بل ذلك أول درجات التعزير والتوقير" (1).
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "والتوقير وهو الاحترام والإجلال والإعظام" (2).
قلت: ومن الأدب معه توقيره حتى بعد مماته، كما لو كان بين أيدينا.
قال القاضي عياض -رحمه الله-: "واعلم أن حُرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موتهِ وتوقيرهُ وتعظيمهُ لازمٌ كما كان حال حياته، وذلك عند ذكرهِ - صلى الله عليه وسلم - وذكرِ حديثهِ وسُنتهِ وسماعِ اسمهِ وسيرتهِ، ومُعاملةِ آله وعترتهِ وتعظيمِ أهلِ بيتهِ وصحابتهِ. قال أبو إبراهيم التُّجِيبي: واجبٌ على كُل مُؤمن -متى ذكرهُ، أو ذُكرَ عِندَه - أن يخضع ويخشع ويتوقر، ويسكن من حَرَكَتِهِ، ويأخُذَ في هيبتهِ وإجلالهِ بما كانَ يأخذُ به نفسَهُ لو كان بين يديه، ويتأدبَ بما أدَّبَنا اللهُ به" (1).
مصادر و المراجع :
١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ
المؤلف: خالد بن
جمعة بن عثمان الخراز
الناشر: مكتبة
أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت
الطبعة: الأولى،
1430 هـ - 2009 م
23 أبريل 2024
تعليقات (0)