المنشورات

الصحابة والتطبيق العملي لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -:

أ- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانتِ امرأة لعمرَ تشهدُ صلاةَ الصبحِ وَالعِشاء في الجماعة في المسجدِ، فقيلَ لها: لمَ تَخرُجينَ وقد تَعلَمينَ أنَّ عمرَ يَكرهُ ذلكَ ويغارُ؟ قالت: وما يمنَعُهُ أن يَنهاني؟ قال: يمنعُهُ قولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" (1).
ب- عن ابن عمر قال: سمعتُ عُمَرَ بن الخطابِ - رضي الله عنه - يقولُ: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللهَ -عز وجل- ينهاكُم أن تحلفوا بآبائكم" قال عُمَرُ: فواللهِ ما حلفتُ بها مُنذُ سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها. ذَاكرًا ولا آثرًا (2).
ج- عن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعبٍ أنه تَقاضى ابنَ حَدرَدٍ ديناً كان له عليه في المسجدِ فارتفعت أصواتُهما حتى سَمِعَها رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيته، فخرجَ إليهما حتى كشفَ سِجفَ حُجرتهِ فنادى: "يا كعبُ". قال: لبيكَ يا رسولَ اللهِ. قال: "ضع من ديِنَك هذا"، وأومأ إليه، أي الشطر. قال: فعلتُ يا رسولَ اللهِ. قال: "قُم فاضعه" (3).
د- عن أبي صالح السمان قال: رأيتُ أبا سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - في يومِ جُمعة يُصلي إلى شيء يَسترهُ من الناسِ، فأرادَ شابٌ من بني مُعيطٍ أن يجتازَ بينَ يديهِ فدفعَ أبو سعيدٍ في صدره، فنظرَ الشابُّ فلم يَجد مساغاً إلا بينَ يديهِ، فعادَ ليجتازَ فدفعهُ أبو سعيدٍ أشدَّ من الأولى، فنالَ من أبي سعيدٍ، ثم دَخلَ على مروانَ فشكا إليهِ ما لقِىَ من أبي سعيدٍ، ودخلَ أبو سعيدٍ خلفهُ على مَروانَ، فقال: ما لكَ ولابنِ أخيكَ يا أبا سعيدٍ؟ قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا صلى أحدُكم إلى شيءٍ يَستُرهُ مِنَ الناسِ فأرادَ أحدٌ أن يجتازَ بين يدَيهِ فليَدفعه، فإن أبى فليُقاتِلهُ فإنما هو شيطانٌ" (1).
هـ- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما حَقُّ امرئٍ مُسلم، لهُ شيءٌ يُريدُ أن يُوصِيَ فيه، يبيتُ ليلتينِ، إلا وَوَصيَّتُهُ مَكتُوبةٌ عنده" (2).
وعند مسلم قال ابن عمر: مَا مَرت على ليلَة مُنذُ سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال ذلكَ إلا وَعِندِي وَصِيَّتي.
و- عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: كُنتُ أَضربُ غُلامًا لي بالسَّوطِ، فَسَمِعتُ صوتًا من خَلفي "اعَلم أبا مسعُودٍ" فَلَم أَفهَمِ الصوتَ مِنَ الغَضَبِ. قال: فلما دنَا مِني، إذا هُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو يقولُ: "اعلَم أَبا مَسعُودٍ اعلم أبا مَسعُودٍ" قال: فألقيتُ السوطَ من يَدِي فقال: "اعلم أبا مَسعُودٍ أن اللهَ أقدر عليكَ مِنكَ على هذا الغُلامِ" قال فقلتُ: لا أضرِبُ مَملُوكًا بَعدَهُ أَبدًا (3).










 

مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید