المنشورات
نصرة النبي والدفاع عنه.
قال تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40].
قال الشيخ السعدي: أي إلا تنصروا رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فالله غني عنكم، لا تضرونه شيئًا، فقد نصره في أقل ما يكون" (1).
وامتدح الله سبحانه المهاجرين الذين أخرجوا من مكة إلى دار الهجرة؛ لأنهم يحبون الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)} [الحشر: 8].
وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)} [غافر: 51].
قلت: فالواجب على كل مؤمن ومؤمنه نصر نبيه بالدفاع عنه، والرد على كل منافق وأفاك أثيم قدر الاستطاعة، ومجاهدة المتطاولين عليه، والدفاع عن سنته وما جاء به، بالمال والنفس واللسان والقلم.
ومن معاني التعزيز النصرة، كما قال تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح: 9].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وحماية عرضه - صلى الله عليه وسلم - في كونه نصرًا أبلغُ من ذلك في حق غيره؛ لأن الوقيعة في عرض غيره قد لا تضر مقصوده، بل تكتب له بها حسنات.
أما انتهاكُ عرض رسول الله فإنه منافٍ لدين الله بالكلية، فإن العرض متى انُتهِكَ سقط الاحترام والتعظيم، فسقط ما جاء به من الرسالة، فبطل الدينُ، فقيامُ المدحة والثناء عليه والتعظيم والتوقير له قيامُ الدين كله، وسقوط ذلك سقوطُ الدين كله، وإذا كان كذلك وجب علينا أن ننتصر له مما انتهك عرضه، والانتصار له بالقتل؛ لأن انتهاك عرضه انتهاك لدين الله" (1).
ومن النصرة، التمسك بسنته، والدفاع عنها، وإحياء ما مات منها، ورفض البدع بجميع صورها، والاحتجاج بالصحيح من حديثه، ورفض المكذوب والضعيف.
ومن النصرة، التخلق بأخلاقه، وشمائله، والدفاع عن أهل بيته وأصحابه.
مصادر و المراجع :
١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ
المؤلف: خالد بن
جمعة بن عثمان الخراز
الناشر: مكتبة
أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت
الطبعة: الأولى،
1430 هـ - 2009 م
24 أبريل 2024
تعليقات (0)