المنشورات

توقير العالم سنة ماضية:

إن توقير العالم وهيبته من أخلاق السابقين، وسنه ماضية في الأولين.
قال طاووس بن كيسان: "إن من السنة أن توقر العالم".
وقال أيضاً: "من السُّنَّة أن يُوقر أربعة: العالم، وذو الشَّيبة، والسلطان، والوَالدِ" (2).
وقال الشعبي: صلى زيد بن ثابت - رضي الله عنه - على جنازة ثم قربت له بغلة ليركبها، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه، فقال له زيد: "خَلِّ عنك يا ابن عم رسول الله، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: هَكذا يفعلُ بالعُلماء والكُبَراء" (1).
وعن أبي عبد الله المعيطي قال: "رأيت أبا بكر بن عياش بمكة فأتاه سفيان بن عيينة فبرك بين يديه، فجعل أبو بكر يقول له: يا سفيان كيف أنت؟ يا سفيان كيف عيال أبيك؟ قال: فجاء رجل يسأل سفيان عن حديث، فقال سفيان: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعدًا".
فسبحان الله كم من الطلاب اليوم يتكلمون ويفتون والشيخ قاعد، ويجيبون والشيخ حاضر، وربما ترتفع أصواتهم وتمتد الأرجل ويتمارون ويتضاحكون والشيخ قاعد، فلا إله إلا الله، أين التوقير وأين الأدب؟
قال الناظم:
وقر مشايخَ أهلِ العلم قاطبةً ... حتى تُوقَّرَ إن أفضى بك الكبرُ
واخدم أكابرهم حتى تنال به ... مثلًا بمثلٍ إذا ما شارف العُمُرُ
وأحسن الآخر:
أفضِّل أستاذي على فَضل والدي ... وإن نالني من والدي المجدُ والشرف
فهدا مُرَبي الروحِ والروحُ جوهرٌ ... وذاك مربي الجسمِ والجسمُ كالصدف








مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید