المنشورات

نسبة الفضل لأهل الفضل:

ومن الأدب نسبه الفضل لأهل الفضل، والعاقل من لا يرجع الخير له إن كان الأمر لغيره ويزعم أن ذلك من جهده وعلمه ومن فضله وحده، ولم يشاركه أحد في هذه الفائدة، وهذا دليل وعلامة على محق بركة العلم ونوع من الكبر، وهو أحد المتعالمين.
ويشبه صنيعهم قول الله تعالى: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] أي يحبون أن يوصفوا بالفضل وهم خلاف ذلك، ومن تزين بلباس غيره فكأنه لابس ثوب زور.
وأحسن الناظم بقوله:
إذا أفادك إنسان بفائدةٍ ... من العلوم فأدمنْ شكرَه أبدا
وقل فلانٌ جزاه اللهُ صالحةً ... أفادنيها وألقِ الكبرَ والحسدا (1)
والعاقل من اعترف بفضل من دله على فائدة، لا سيما شيخه ومعلمه، فطالب العلم يعترف بفضل معلمه في حضوره وغيبته، ويحمد جميل صنعه، ويثني عليه فإن هذا من الشكر، ومن كتم ذلك فقد كفر نعمة شيخه عليه.
والعاقل من يذكر العلماء بالجميل، لأنهم ورثة الأنبياء، والمحيون لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، المتابعون لهديه، والمقتفون أثره.
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي: "علماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوءٍ فهو على غير السبيل" (1).
قلت: ومع الذكر الجميع لا يعني أننا نتبعهم على القول الضعيف، والعمل المخالف للتنزيل.









مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید