المنشورات

أنواع الصحبة

وما من إنسان إلا وله أصحاب يصحبهم اضطرارًا، أو اختيارًا.
قال الماوردي: "والمؤاخاة في الناس قد يكون على وجهين:
أحدهما: أُخوة مكتسبة بالاتفاق الجاري مجرى الاضطرار.
والثانية: أخوة مكتسبة بالقصد والاختيار" (1).
فصحبة الاضطرار من يضطر إلى صحبته في السفر يدله على طريق ونحوه.
أما صحبة الاختيار من يتخذه المرء خليلًا ويصطفيه صاحبًا.
والحديث هنا عن صحبة الاختيار.
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "عليك بإخوان الصدق فَعِش في أكنافهم، فإنهم زين في الرخاء، وعُدَّة في البلاء" (2).
وقال مالك بن دينار -رحمه الله-: "كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرًا فانبذ عنك صحبته" (3).
والصحبة الصالحة زاد الطريق، والأخوة في الله هم نعيم الدنيا الباقي.
قال الشاعر:
وما المرء إلا بإخوانه ... كما تقبض الكفُّ بالمعصمِ
ولا خير في الكفِّ مقطوعةً ... ولا خير فى الساعد الأجذمِ
والناس في آداب الصحبة لهم وجوه متعددة، "فالصحبة تنقسم إلى ما يقع بالاتفاق كالصحبة بسبب الجوار، أو بسبب الاجتماع في المكتب، أو في المدرسة، أو في السوق، أو على باب السلطان، أو الأسفار، وإلى ما ينشأ اختيارًا ويقصد، وهو الذي نريد بيانه إذ الأخوة في الدين واقعة في هذا القسم لا محالة إذ لا ثواب إلا على الأفعال الاختيارية، ولا ترغيب إلا فيها، والصحبة عبارة عن المجالسة والمخالطة والمجاورة" (1).
وقال: "والصحبة تتفاوت، فإنها إذا قويت صارت أخوة، فإن ازدادت صارت محبة، فإن ازدادت صارت خلة، والخليل أقرب من الحبيب، فالمحبة ما تتمكن من حبة القلب، والخلة ما تتخلل سر القلب، فكل خليل حبيب، وليس كل حبيب خليلا، وتفاوت درجات الصداقة لا يخفى بحكم المشاهدة والتجربة" (2).









مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید