المنشورات

اصطناع المعروف بالتودد إلى الأصحاب.

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعُهُم للناس، وأحب الأعمالِ إلى الله -عز وجل- سرور تدخلُهُ على مسلمٍ أو يكشفُ عنه كِربةً، أو يقضي عنه دينًا، أو يطرُدُ عنه جُوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحب إليَّ من أن أعتكفَ في هذا (يعني مسجد المدينة) شهرًا" .. ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيأ له أثبتَ الله قدمهُ يوم تزول الأقدامُ" (1).
قلت: صاحبك -أيها الودود- أقرب الناس إليك، وهو أهل الوفاء عندك، فلا تتردد من اصطناع المعروف إليه بقضاء حاجاته وإعانته بما تملك، ومشاركته في الأفراح والأتراح، فإنك تعظم في عينه وتنل أجرًا.
قال عبد الله بن الزبير: قُتل أبي وترك دينًا كبيرًا، فأتيت حكيم بن حزام أستعين برأيه وأستشيره ... ، فقال: يا ابن أخي ذكرت دين أبيك فإن كان ترك مئة ألف فعليَّ نصفها (2).

* الصاحب أدرى بنفع خليله:
كان الإمام محمد بن الحسن الشَّيْبَاني المولود سنة 131 هـ، والمتوفى سنة 189هـ قد بلغ عند الرشيد مبلغًا جليلًا، وكان إمام الحنفيّة في زمانه، فكتب إليه الإمام الشافعيّ:
لستُ أدري ماذا أقولُ ولكن ... أبتغي من عريضِ جاهكَ نفعا 
والفتى إن أرادَ نفعَ أخيهِ ... فهو أدرى في أمرهِ كيفَ يسعى













مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید