المنشورات

حفظ حقوق الصديق

عن عَمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: إذا كثر الأخلاء كثر الغرماء: قلت لموسى: وما الغرماء؟ قال: الحقوق (2).
الحقوق نوعان:

الأول: حقوق عامة.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حقُّ المُسلمِ على المسلِمِ سِتٌّ". قيلَ: ما هُنَّ؟ يا رسولَ الله؟ قال: "إذا لقيتهُ فسلِّم عليهِ، وإذا دعاكَ فَأجِبهُ، وإذا استَنصَحَكَ فانصحْ لهُ، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتهُ، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه" (3).
لكل صاحبٍ منزلة وحق، وحتى تدوم الأخوة، ويسود الوفاق ويتم الاتفاق بين الأصدقاء أن يعرف كل صاحب حق صاحبه كما جاء بذلك الشرع الحكيم.
وقال الماوردي: "وأول حقوقه اعتقادُ مودَّته، ثم إيناسُه بالانبساط إليه في غير مُحَرَّم، ثم نصحُه في السرّ والعلانية، ثم تخفيفُ الأثقال عنه، ثم معاونتُهُ فيما ينوبه من حادثة، أو يناله من نكبة؛ فإنَّ مراقبته في الظاهر نفاق، وتركه في الشدة لؤم" (4).
عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انطلقُوا بنا إلى البصير الذي في بني واقفٍ نعوُدهُ". قال: وكان رجلًا أعمى (1).

الثانى: حقوق خاصة.
قال الماوردي: "فإذا صفت عنده أخلاق من سَبَره، وتمهدت لديه أحوالُ من خبره، وأقدم على اصطفائه أخًا، وعلى اتخاذه خِدْنًا (أي صاحبًا)، لزمته حينئذ حقوقه، ووجبت عليه حُرُماته".

وللأخوة الخاصة حقوق أربعة:
الأول: حق مالي، بأن يبذل الصاحب ماله لصاحبه دون أن يضر بنفسه أو حق واجب عليه.
الثاني: حق النفس، بأن يعين الصاحب صاحبه بنفسه فيما يستطيع.
الثالث: حق في اللسان، بأن يذب الصاحب عن صاحبه عن عرضه وأهله، وأن يبلغه حبه، ويدعو له في ظهر الغيب، وينصح له.

الرابع: حق الوفاء، والثبات على الصحبة في حياته وبعد مماته.










مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید