المنشورات

آداب الرئيس و أداء الأمانة.

الأَمانَةُ لغة: الوفاء (1)، وهي ضد الخيانة.
أما في الاصطلاح: كل ما يؤمن عليه من أموال وحرم وأسرار فهو أمانة (2).
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)} [النساء: 58].
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)} [الأنفال: 27].
وقال -عز وجل-: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)} [المؤمنون: 8].
وعن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك" (3).
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس يُحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحدِّث، فقال بعضُ القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال: "أين أراه السائل عن الساعة؟ "قال: ها أنا يا رسول الله،قال: "فإذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعه"، قال: كيف إضاعتُها؟ قال: "إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة" (1).
عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الخازِنُ المسلمُ الأمينُ الذي يُنفِذُ ما أُمِرَ به كاملًا مُوَفرًا طيبًا به نفسُه، فيدفعهُ إلى الذي أُمِرَ لهُ بهِ -أحدُ المتصدقَينِ" (2).
والواجب على المسؤول أن يتقي الله في الذين يعملون تحت رئاسته، فيحفظ حقوقهم، ولا يكلفهم من العمل ما لا يطيقون، ولا يستغل الموظفين لخدمته الشخصية، وأن يحافظ على ممتلكات الغير، وليعلم بأن المناصب لا تدوم، بل ولا العمر يبقى، فينبغي عليه أن يعدل في كل شيء، فالمنصب تكليف وليس تشريفًا.
قال الناظم:
إنَّ المناصبَ لا تدومُ لواحدِ ... إن كنت تجهلُ ذا فأين الأولُ
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا ... فإذا عزلتَ فإنها لا تُعزلُ









مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید