المنشورات

الأدب مع المظهر العام، ثم الهواء والماء:

1 - أخي -الودود- لا بد أن نعلم أن الإسلام يحرم تلويث البيئة، وكل أمر يسيء للمظهر العام للبلاد سواء برها، أو بحرها، وأن من يتعمد ذلك آثم شرعًا، ولا في طرقات الناس، أو مشاربهم، والدليل هو ما رواه مسلم عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اتَّقُوا اللَّعانَينِ". قَالُوا: وما اللَّعانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "الذي يتخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَو فِي ظِلِّهِم" (2).
وعن مُعَاذِ بنِ جَبَل - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا المَلاعِنَ الثلاثَةَ: البَرَازَ فِي المَوَارِدِ، وَقارِعَةِ الطرِيقِ، وَالظِّلِّ" (3).
عن أبِي هريرة عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَبُولَنَّ أَحَدُكم فِي المَاءِ الدَّائمِ، ثمَّ يَغتَسِلُ مِنهُ" (4).
وفيما يخص إماطة الأذى عن الطريق نورد الحديثين التاليين:
وعن أَبي ذر عن النبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "عُرِضَت عَلَي أَعمَالُ أُمتِي حَسَنُهَا وَسَيئُهَا فَوَجَدتُ فِي مَحَاسِنِ أَعمَالِهَا الأذَى يُمَاطُ عَن الطَّرِيقِ، وَوَجَدتُ فِي مَسَاوِئ أَعمَالِهَا النُّخَاعَةَ تكونُ فِي المسجِدِ لا تُدفَنُ" (1).
عن أبي هريرة عن النبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "كَانَ عَلَى الطَّرِيقِ غصنُ شَجَرَةٍ يُؤذِي النَّاسَ فأمَاطَهَا رجلٌ فَأدخِلَ الجَنةَ" (2).
ويلحق بالآداب مع المظهر العام تطهير الأفنية، وهي الساحات الواسعة، أمام الدور، والمنازل، ويمكن أن يحمل على ذلك الساحات العامة، والدليل ما رواه الطيالسي عن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طهرُوا أَفنِيَتَكُم، فإن اليهودَ لا تُطَهرُ أَفنِيَتَها" (3).
2 - أما بالنسبة لتلويث الهواء فقد جعل الله سبحانه الهواء الطلق غير مملوك لأحد، فلا يجوز لصاحب مصنع قريب من الناس، أو أي مصدر يضر بالهواء من محروقات أو انبعاث غازات، أو زرائب حيوانات، والتي تنبعث منها روائح كريهة، كل ذلك غير جائز، والدليل الحديث الشريف: "لا ضرر ولا ضرار".
3 - وأما التعامل مع الموارد المائية، فيجب أن نكون خاضعين لأحكام الشرع فيها، وفي ذلك كل خير، وأكثر ما نعاني منه الإسراف في الماء وهو حق لنا ولغيرنا، فأي زيادة في حقنا نقص في حق غيرنا، وقد نهانا الله سبحانه عن الإسراف بقوله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141].
فمن محاسن الأخلاق في الإسلام الاعتدال في استعمال الماء، وفي كل الأحوال، سواءً للاستعمال اللازم للنظافة، أو الطهارة، أو الزراعة المنزلية، وما شابه ذلك، والحمد لله على نعمة الإسلام.











مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید